مرض الظواهري يدخل «القاعدة» في مأزق المصير

باريس نضال حمادة

الظواهري في حالة صحية حرجة فما هو مصير تنظيم القاعدة؟

قالت مصادر مقربة من تنظيم القاعدة إن زعيم التنظيم أيمن الظواهري أدخل المستشفى قبل أيام عدة بعد إصابته بنوبة قلبية. وأشارت المصادر إلى أن حالة الظواهري حرجة داعية أنصاره للدعاء له بالشفاء.

ويعتبر الظواهري آخر المقربين المحيطين بأسامة بن لادن الباقي على قيد الحياة والبقية الباقية من الرعيل الأول لتنظيم القاعدة، بعدما قضى غالبية القادة الذين كانوا مع بن لادن قتلاً في العراق وسورية واليمن وأفغانستان، وكان أخرهم عبد السلام الوحيشي أمير تنظيم القاعدة في الجزيرة العربية آخر ثقات الظواهري. وقد نعاه الأخير بعد مقتله قبل ثلاث سنوات في شريط صوتي بعنوان ليتك نعيتني .

في حال موت الظواهري سوف تنتقل الزعامة إلى الرعيل الذي كان يشكل الصف الثاني والثالث في تنظيم القاعدة.

ولا يختلف وضع هؤلاء عن وضع الصف الأول فغالبيتهم غيّبه الموت. وبالتالي نحن أمام أشخاص يعتبرون أمراء على مجموعات متفرقة موزعة جغرافياً في بلدان متباعدة ومتباينة ثقافياً ولا يربط بينها سوى وسائل التواصل الاجتماعي والوقوف على أطلال زعامة بن لادن الكاريزمية التي أنهى الزرقاوي بين الأعوام 2004 و 2006 تفرّده بالزعامة وهو الغائب بين أفغانستان وباكستان، ما دفع الظواهري الى القيام بتغييرات كبيرة وجذرية في قيادات تنظيم القاعدة، حيث قام بين في الأعوام 2004 و 2005 باستبعاد الوجوه الخليجية من حوله وتقريب وجوه سورية ومصرية ومغربية ما مهّد لظهور تنظيمات انشقت عن القاعدة مثل تنظيم الدولة داعش وهيئة تحرير الشام النصرة في سورية وكان محمد بهايا السوري الجنسية والملقب أبو خالد السوري رجل الظواهري المفضّل حيث أرسله في العام 2013 للحكم في الصراع بين البغدادي والجولاني فحكم ببقاء داعش في العراق وخروجها من سورية وبقاء جبهة النصرة في سورية تابعة لقيادة القاعدة الأم بشخص الظواهري. وقد قتل بهايا على يد مسلحي تنظيم داعش في ريف حلب عام 2014 وكان بهايا من مؤسسي حركة أحرار الشام.

من هنا تبدو خريطة تنظيم القاعدة بعد الظواهري غامضة فالتنظيم الذي فقد وجوهه المؤسسين الكبار ويعاني من صعوبات كبيرة ليس أقلها تخلي الجناحين العراقي والسوري عنه وانشقاقهم من صفوفه. وهذان البلدان يشكلان المجال الميداني للعمل العسكري للتنظيمات السلفية المحاربة كافة، كما تأتي أزمة الظواهري الصحية في وقت تخلت عنه طالبان الغارقة في صراعاتها مع الأميركي والأفغاني زائد حضور بيعات لتنظيم الدولة داعش في مناطق البشتون. وأيضاً من اللافت إعلان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان زعامته المزعومة على العالم الإسلامي في هذه الفترة التي يشهد فيها التنظيم العالمي للإخوان المسلمين تغيّرات جذرية أطاحت القرضاوي من رئاسة الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين وحلّ مكانه المغربي أحمد الريسوني المعادي لتفرّد المصريين بزعامة التنظيم العالمي تزامناً مع مرض الظواهري.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى