المقاومة الفلسطينية: ردّنا على العدوان كان تجسيداً لوحدتنا

شكّل ردّ المقاومة الفلسطينية على العدوان الصهيوني مفاجأة لقادة العدو وقد شقَّ عليه رؤية المقاومة وهي تُثبِت جاهزيتها وكفاءتها وقدرتها على إيلامه، بما يردعه أكثر عن الإقدام على شنّ عدوان موسّع لاحقًا ويجعل المستوطنين رهينة الإحساس بالانكشاف رغم دعاية القبّة الحديدية.

والذي شوهد في الميدان على مدار يومين بين فصائل المقاومة، يشير إلى دلالة استراتيجية لا تُخطئها العين تتّصل بمعادلة الردع التي تفرض على الاحتلال مراجعة حساباته قبل أي حملة عدوانية لاحقة على قطاع غزة أو الضفة الغربية.

مساء أمس وافق مرغماً أعضاء «الكابينت» وبالإجماع على التهدئة في غزة، وأن قبول قادة الاحتلال بالتوصل إلى تثبيت لوقف إطلاق نار جديد مع غزة بمثابة انتصار هائل للمقاومة و«كتابة شهادة وفاة للسياسيين الصهيونيين».

وإذا استقرّ وقف إطلاق النار فستكون خبرة الاحتلال خلال اليومين الماضيين مريرة وستترك ندوباً في وعي جمهوره وقد تتدحرج رؤوس قيادية تبعاً لذلك.

إلى ذلك، أشادت فصائل فلسطينية مقاومة مساء أمس، بالوحدة التي تمثلت بميدان مواجهة العدوان الصهيوني على قطاع غزة عبر «غرفة العمليات المشتركة».

وأكدت حركة حماس أن «الغرفة» دارت الميدان وصدت العدوان بثقةٍ ورباطة جأش، ولقنت الاحتلال درسًا قاسيًا ودفّعته ثمن جرائمه، وأربكت قياداته وأجبرتهم على التراجع.

وشدّد المتحدث باسم حماس عبد اللطيف القانوع في تغريدة على «تويتر» على أن انتصار المقاومة وديمومتها سيُنهي الحياة السياسية والعسكرية لبعض قيادات الاحتلال بسبب حماقتهم وفشلهم.

من جهته، أكد القيادي في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين هاني الثوابتة أن «الغرفة» كانت تجسيداً حقيقياً لوحدة قوى المقاومة، والتي أدارت المعركة بكل اقتدار واستطاعت بتكتيكاتها العسكرية أن تغيّر مسار المعركة وفرض قواعد الاشتباك.

وشدد الثوابتة في تصريح مقتضب لوكالة «صفا» على أن الحكمة التي تحلّت بها «الغرفة» رسالة واضحة إلى الاحتلال أنه إذا ما صعّد أو فكر بارتكاب حماقات فإن المقاومة لديها جهوزية عالية للتعامل والتصدي للعدوان.

أما القيادي في الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين طلال أبو ظريفة أكد أن «الغرفة» تشكل خطوة مهمة وضرورية في الاتجاه الصحيح لتوحيد الطاقات وإمكانيات وجهود المقاومة.

وكانت غرفة العمليات المشتركة لفصائل المقاومة قالت، إن جهودًا مصرية أسفرت عن التوصل إلى تثبيت وقف إطلاق النار بين المقاومة والاحتلال.

وأكدت الغرفة في بيان أن جهوداً مصرية «مقدّرة» أسفرت عن تثبيت وقف إطلاق النار، مشدّدةً على أن المقاومة ستلتزم بهذا الإعلان طالما التزم به الاحتلال الصهيوني.

وكانت مصادر أفادت بأنه تم التوصل لاتفاق على وقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والعدو الصهيوني في غزة، مبينةً أنه «سيبدأ فورًا».

وفي وقت سابق، قال مصدر كبير في المقاومة الفلسطينية، إن هناك جهودًا مصرية ودولية حثيثة تبذل لوقف إطلاق النار قريبًا.

وأكد رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية مساء أمس، أنه في حال توقف الاحتلال عن عدوانه على قطاع غزة يمكن العودة إلى تفاهمات وقف إطلاق النار.

وأدّى العدوان المتواصل بالقصف المدفعي والطيران الحربي، على أهداف مدنية ومواقع للمقاومة منذ عصر أول أمس لاستشهاد ستة مواطنين وإصابة 25 آخرين، وتدمير 9 بنايات مدنية منها فضائية الأقصى.

فيما أعلن الاحتلال عن مقتل مستوطنين اثنين وإصابة العشرات بقصف المقاومة مستوطنات يهودية بأكثر من 400 صاروخ وقذيفة.

وجاء العدوان الصهيوني عقب استهداف المقاومة حافلة تقل جنودًا صهاينة شرق جباليا شمال قطاع غزة، ردًا على عملية للعدو فاشلة بخانيونس كانت تستهدف المقاومة وارتقى خلالها سبعة شهداء.

من ناحيٍة أخرى، قالت مصادر إعلامية عبرية مساء أمس إن أعضاء الكابينت وافقوا بالإجماع على السعي للعودة الى تهدئة في غزة.

وذكر موقع «واللا» العبري أن جميع أعضاء الكابينت وافقوا على العودة للهدوء بمن فيهم وزير الدفاع أفيغدور ليبرمان ووزير التعليم نفتالي بينيت.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى