بيان منقوص في ختام أعمال قمة آبيك ورسائل أميركية حادّة وردود صينية هادئة

اتخذت الدول المشاركة في قمة آسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي APEC بياناً ختامياً منقوصاً لم يتضمن المسائل العالقة.

ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر في أحد الوفود المشاركة في القمة، قوله: «تم اتخاذ البيان الذي حذفت منه البنود العالقة، وبينها ما يخص منظمة التجارة العالمية والممارسات التجارية».

من جهته أعلن بيتر أونيل رئيس وزراء بابوا غينيا الجديدة التي تستضيف القمة، بأنه «سيتم إصدار بيان مكتوب في أعقاب القمة».

وقال في مؤتمر صحافي، أمس: «سنصدر بياناً في وقت لاحق».

وأوضح «أنه توجد هناك خلافات بين اقتصادات بلدان المنطقة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن الدول المشاركة في القمة تحاول التغلب عليها».

وأضاف: «يركز رؤساء آبيك APEC على الجهود الهادفة إلى تخفيض مستوى عدم المساواة وضمان التنوع الاقتصادي. ويتعاونون من أجل تخفيف القيود التجارية.. لصالح النمو».

كما أفاد أونيل بأن «القمة المقبلة لآسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي ستعقد في تشيلي عام 2019».

وافتتحت قمة آسيا والمحيط الهادئ للتعاون الاقتصادي APEC أعمالها أول أمس في عاصمة بابوا – غينيا الجديدة مدينة بورت مورسبي. ومثل الوفد الروسي فيها رئيس الوزراء دميتري مدفيديف.

فيما برزت إلى العلن بعض المعلومات التي كانت تدور في كواليس أروقة القمة المنعقدة في بابوا غينيا الجديدة.

ومن أبرز التعقيدات والخلافات التي ظهرت في قمة «أبيك» هي «المناطحات الصينية الأميركية التي لم تخلُ من تصريحات مباشرة بين الدولتين».

وبدأت الولايات المتحدة هجومها الحاد على الصين من خلال منصة القمة عبر كلمة لنائب الرئيس الأميركي مايك بنس، الذي أكد أن «الولايات المتحدة لن تلغي التعريفات الجمركية مع الصين إلا بعد تغيير سياساتها»، مشيراً «أن قيمة الأسعار الجمركية على البضائع الصينية ستبقى مرتفعة إلى وقت ستغير الصين نهجها الاقتصادي مع واشنطن».

الولايات المتحدة في هذه القمة أبدت «انزعاجها بشكل مباشرمن نشاط الصين الاقتصادي في العالم»، وما يؤرق الأميركيين اليوم هي «صناعات الصين والعلاقات التجارية والاقتصادية التي كرستها مع دول العالم»، هذا فضلاً عن «الغزو الصناعي والفكري» من خلال طرح بدائل تكنولوجية عبر ادعاءات أميركية بـ»سرقة الملكية الفكرية لشركات أميركية كبرى ومنها أيفون و جنرال إلكتريك وغيرها الكثير».

كما كشفت القمة عن «هواجس أميركية كبرى إزاء التبدلات الجيوسياسية في شبه الجزيرة الكورية والتي تحاول الصين زيادة سيطرتها ونفوذها فيها»، وبدا ذلك جلياً في خطاب مايك بنس الذي أضاء عن الموضوع قائلاً «أن الصين تهدد حركة الملاحة البحرية في المنطقة».

أما الصين فبدورها ردت على الاتهامات الأميركية بحنكة وبرودة أعصاب من خلال تجاهل الخطاب والرسائل الأميركية في قمة «أبيك» ودعت دول العالم أجمع لـ»إقامة علاقات على قاعدة المساواة والاحترام من خلال تجارة وعلاقات حرة بين الدول بدون أي قيود أو سياسات تعرقل التطور والإنماء في الدول والمجتمعات».

ولعل رسالة الرد الصيني كانت أكثر انفتاحاً وعقلانية وموجهة إلى الجميع في وقت واحد، وهي تدعو الدول إلى «الحوار والعلاقات التجارية العادلة مع إمكانية المساعدة للدول النامية الباحثة عن سبيل لتطوير نفسها»، وعلى غير عادتها أطلقت الصين المبادرة لـ»التجارة معها دون أي عقبات وتوعدت بضمان حقوق كل من يتعامل معها من دون خوف من أحد».

وهذه بحد ذاتها رسالة إلى الأميركيين ومفادها «لا نخاف منكم ونحن مستمرون بسياستنا».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى