الزهور على النصب التذكارية!

د. عدنان منصور

الاستقلال الذي يفهمه اللبنانيون هو تحقيق العدالة والتنمية والمساواة وصون كرامة الإنسان واحترام القانون والدستور وليس الاستقلال الذي يستغله الفاسدون والمفسدون بالمكاسب والاحتكارات والمناصب والامتيازات والصفقات والاستيلاء على الأموال العامة والنهب المنظم لثروات البلاد والعباد.

الاستقلال الحقيقي الذي يريده اللبنانيون هو الاستقلال الذي يحفظ مستقبلهم ويعطيهم نسمة من الأمل بغد واعد لهم ولأبنائهم وليس الاستقلال الذي يستبدل دولة الانتداب والاحتلال بدولة الاستغلال.

الاستقلال الذي نفهمه هو الوفاء لدماء الشهداء كل الشهداء من جيش ومقاومة الذين رووا بدمائهم الذكية أرض لبنان دفاعاً وحفاظاً على سيادته وإنسانه، والوفاء لأبنائهم وأهاليهم ومواطنيهم من خلال تحقيق المبادئ والأهداف التي من اجلها استشهدوا وليس الاستقلال استغلال طبقة الفاسدين وقاطعي الأرزاق وقاتلي الامل، إذ لا تلتقي دماء الشهداء الطاهرة مع مصاصي دماء الشعب، حيث لا يجرؤ أحد من هذه الطبقة المتوحشة الفاسدة لمعرفة رصيده وصدقيته عند ابناء الشهداء والشعب اللبناني ليقول إنه كان وفياً أميناً للوطن وللرسالة التي حملها شهداء الوطن وإنه لم يخن الوعد ولا العهد ولم يخذلهم ولم يخذل شعبهم.

وأي استقلال هو هذا الاستقلال الذي منذ يومه الاول حتى اليوم والحياة السياسية في لبنان تتنقل داخل مجموعة وطبقة عفنة بين الأب والإبن والحفيد، بين الزوج والزوجة والإبنة والشقيق والشقيقة والصهر العتيد.

ليس هذا هو الاستقلال الذي نريد والذي حوّله العديد من السياسيين الى استغلال الوطن والمواطن بأبشع صورة على يد طبقة وقحة قرصنت كل شيء ونهبت كل شيء بلا حياء ولا ضمير ولا شرف ولا كرامة ولا خوف من أي مساءلة او محاكمة، لأنها تعرف جيداً انها تمسك قبضتها الخانقة على رقبة المواطنين. فهي الآمرة الناهية التي صادرت فرحة الشعب بعيده وكتمت أنفاسه وأفقدته الأمل بالإصلاح والتغيير وغرست في نفوس اللبنانيين القهر والفقر والإحباط والبؤس جعلتهم يكفرون بالوطن ويلعنون المفسدين البغاة صبحاً ومساء سراً وعلانية وصوتهم المدوّي يصبّ على كل من تسبب بإفقارهم وإذلالهم ومصادرة أملاكهم وسرقة ثروات وطنهم وأحلامهم وآمالهم حيث المواطن يعرفهم واحداً واحداً.

في عيد الاستقلال نقول: طفح الكيل وآن الأوان لاجتثاث طبقة التجار أعداء الوطن… عندها فقط يستطيع اللبنانيون أن يفرحوا ويحتفلوا بعيدهم الوطني كما يريدون ويشتهون.

بعفوية وشفافية وليقولوا بعد ذلك إن في لبنان عيد استقلال حقيقي نقي بعيد عن طغمة المفسدين ومافيات اللصوص.

وزير سابق

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى