لا يليق بأهل فلسطين إلا المقاومة

سماحة العلامة الشيخ عفيف النابلسي

مجدداً يُدهش الفلسطينيون العالم. الصهاينة الذين أطبقوا حصارهم الشديد على غزة وجعلوها حزاماً ضيقاً من البؤس، ها هي تخرج بقوة مذهلة وضعتهم أمام خيار واحد وهو الانسحاب والانكفاء والتراجع المذل.

كان يُقال للفلسطينيين إنّ المقاومة مجرد خطابات غير واقعية وإن لا أفق لحل قضيتكم إلا بمساومة تاريخية، وإن فلسطين لم تعد لكم إلا في عالم الافتراض والخيال والآمال. عليكم أن تعترفوا بالطابع اليهودي للدولة الجديدة التي تحميها أميركا أقوى قوة في الغرب. وها هم «العرب» يوجهون ضربة قاصمة «لأحلامكم» باستعجال تنفيذ بنود صفقة القرن التطبيعية.

لكن الفلسطينيين الأصلاء الشرفاء في غير وارد القبول بوضعية الهزيمة، رغم حجم المأساة وضخامة الحصار الذي يفرضه الاحتلال.

جاء الرد من غزة مدوياً يحمل بصمات الشهيد القائد «عماد مغنية».

من اليوم وصاعداً بات على الصهاينة أن يتحسبوا شكل المعركة المقبلة، والتطورات التي ستحصل في عقر دارهم. الزمن تغيّر والبيئة النفسية والعسكرية تغيّرت ومحور المقاومة كله يعمل لأجل هدف واحد وهو إزالة إسرائيل من الوجود. لم يعد الأمر نكتة كما قال رؤساء عرب عند الحديث عن إسقاط المشروع الإسرائيلي. وليس الحديث عن استعادة فلسطين والقدس خيالاً وغير واقعي كما ذهب إليه الرئيس المصري في لقاء مع الشباب.

قضية إزالة «إسرائيل» وتحطيم هذا المشروع السرطاني حقيقة تاريخية ستتحقق. وها نحن نشاهد بوادرها وإرهاصاتها من خلال جيل جديد من المقاومين المدربين المستعدين للتضحية بكل ما لديهم لبلوغ هذا الهدف الإنساني المقدس.

صحيح أن الاتجاهات السياسية العربية ترسم صورة زاهية عن العلاقات العربية الإسرائيلية ومستقبل «الشرق الأوسط»، ولكن المقاومين في العالم العربي يرسمون هم أيضاً صورة معاكسة ويخططون لمستقبل واعد لن تكون إسرائيل فيه إلا رماداً وبخاراً.

لا يليق بأهل فلسطين إلا المقاومة!

لا شرف أعلى من شرف مناهضتهم الاستعمار السرطاني الصهيوني.

لا إيمان أقوى من إيمان إزالتهم لـ»إسرائيل» من الوجود.

لا كرامة لإنسانيتهم أعز من كرامة وقوفهم في وجه أبشع شياطين الأرض.

لا جهاد أصدق من جهاد تحطيم الصنم الصهيوني.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى