أحمد علامة… من نسر طائر إلى نجم عابر

ابراهيم وزنه

وفاء لتاريخه، ولما قدّمه من متعة كروية ولمحات فنية في الملاعب اللبنانية، وفي ضوء ما وصلنا عنه مؤخراً، بأنه يرقد على فراش المرض في منزله في منطقة الجناح، أحببت أن استعرض بعضاً من سيرته الحافلة بالإنجازات الكروية خلال حقبة طويلة من الزمن الجميل، وذلك بغية تعريف الجيل الحالي على أحد نجوم الكرة اللبنانية.

إنه أحمد علامة، نسر كرة القدم اللبنانية الطائر، من مواليد الغبيري في العام 1935. لاعب من ألمع نجوم الخمسينيات والستينيات، نشأ وترعرع في منطقة الشياح، ولقّب أيضاً بالغزال الأسمر. هاجر مع عائلته إلى فلسطين وعمره سنتان، وعاد في السابعة، باكراً أولع بالبحر وبلعبة كرة القدم.

في العام 1950 انضم إلى فريق نسور الشياح، برئاسة موسى وزنه، وكان من أبرز لاعبيه في تلك الفترة فوزي كنج، يوسف شاهين «الشيطان»، عصام أبو زينة وصالح شاهين.

ومن أبرز أيامه الكروية ، وعلى لسانه، أنه في العام 1959، لعب صباحاً مباراة مع فريق الفتوة – الطريق الجديدة، ومن ثمّ لعب عصراً مباراة مع فريق النجمة، ومساء اليوم ذاته اختير للانضمام إلى صفوف المنتخب الوطني. وخاض أول مباراة دولية له في دورة المتوسط عام 1961.

احترف في قطر مع نادي النصر لموسمين، إلى جانب النجمين المحليين سمير العدو ومحمود برجاوي أبو طالب ، وبعدما عاد من قطر التحق بالنجمة في العام 1962، ثم انتقل إلى نادي راسينغ، وعاد مجدداً إلى النجمة في العام 1965، وفي العام ذاته انتقل إلى الصفاء وضم معه الحارس صبحي أبو فروة والمها جمين الفلسطينيين هاني عبد الفتاح ابن شقيقته وعمر طه.

لعب أساسياً للمنتخب الوطني ما يزيد على عشر سنوات، وشارك معه في مصر وإيطاليا وفنلندا والعراق وغيرها.

جعبة «أبو مروان» زاخرة بالذكريات، ومنها حادثة طريفة جرت مع رئيس الحكومة الراحل صائب سلام. ويستذكر الحادثة قائلاً: «ذات يوم، ومن باب السعي النجماوي إلى توظيفي بهدف ضمان بقائي ضمن صفوف الفريق الشعبي، ذهبت مع إدارة النادي إلى منزل الرئيس الفخري للنادي الرئيس صائب سلام ، ولما سألني عن اسمي، ثارت ثائرة عدد من الحاضرين ، إذ أنني بنظرهم أشهر من الرئيس، ويومها حصل هرج ومرج وفوضى وقلب طاولات».

وفي سجل إنجازاته، إحرازه كأس لبنان مع الصفاء 1965 ولقب الدوري مع راسينغ 1970 ، وعن النجمة في أيامه يقول الكابتن أحمد: «كان فريقاً محارباً وجمهوره نكهة الملاعب». عن علاقته باللعبة هذه الأيام، وهو الذي يمضي معظم أوقاته في بيته بداعي المرض، قال أبو مروان: «ما عادت الكرة اللبنانية تجذبني، في الماضي كانت أحلى وأكثر جاذبية، وكان في كل ناد نجوم بالجملة، وللأسف غرقت كرتنا في الأجواء الطائفية والسياسية منذ سنوات، في الماضي كنا في طليعة المنتخبات العربية، أما اليوم، فالجميع سبقونا، ولا أبالغ إذا قلت إن مستوياتنا سابقاً قاربت مستويات الأجانب وهناك أسماء حفرت أداءها حفراً في أذهان الجماهير ولا أحب أن أخوض في ذكر الأسماء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى