داوود ممثلاً وزير التربية: حملتم راية التربية والثقافة والعلم في وجه الجهل وتمسكتم بالأخلاق والقيم الوطنية والإنسانية عاد: مشرّع عصاميٌّ معطاء أثّر في الأجيال وجعلها تتشبث بالقومية

شهدت بلدة القاع الاسبوع الفائت تكريماً حاشداً للعميد الدكتور مروان فارس، وكان لافتاً في هذا التكريم ما أظهره أهالي بلدة القاع من تقدير واحترام للدكتور فارس وهذا ما بدا واضحاً وجلياً من خلال الاستقبال الحار الذي عبّر عن عميق محبة أهل القاع لهذا الرجل العصامي الذي بذل جهوداً كبيرة من أجل بلدته ومنطقته، ومن أجل كل لبنان.

كرّم أهالي القاع النائب السابق العميد الدكتور مروان فارس تقديراً لجهوده في مجال التربية، في حفل حاشد، برعاية وزير التربية والتعليم العالي في حكومة تصريف الأعمال مروان حماده ممثلاً بمدير عام التعليم الابتدائي جورج داوود وحضور قائمقام الهرمل طلال قطايا ممثلاً محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، مطران بعلبك الهرمل الياس رحال، مطران طرابلس والشمال أدوار ضاهر، رئيس بلدية القاع بشير مطر، كاهن رعية القاع اليان نصرالله وراس بعلبك إبراهيم نعمو وضباط من القوى الأمنية ومدراء مدارس وفاعليات سياسية وتربوية واجتماعية وبلدية واختيارية ورجال دين وحشد من الأهالي.

وحضر وفد مركزي من قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي ضمّ نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، ناموس المجلس الأعلى توفيق مهنا.، عميد العمل والشؤون الاجتماعية بطرس سعادة، عميد التربية والشباب رامي قمر، وعدد من مسؤولي الحزب في منفذيتي البقاع الشمالي والهرمل ومناطق أخرى.

تعريف

بعد الافتتاح ألقت نادين مطر كلمة تعريف وأضاءت في كلمتها على جوانب من مسيرة العميد فارس.

كلمة أهالي القاع

ثم ألقى الدكتور يوسف عاد كلمة باسم أهالي القاع رأى فيها أن «تكريم د. مروان فارس في القاع هو تكريم للأدب والشعر والترجمة والنقد والفن والأكاديميا والسياسة، والتكريم من هذا الصرح التعليمي المتوسطة الرسمية هو تكريم للقاع وتكريم للمديرين، وللمعلمين في المتوسطة والثانوية والمهنية، وتكريم لأبناء القاع، ودفعاً للحياة الثقافية والمجتمعية».

أضاف: يذكرني هذا التكريم بليالي القاع في الخمسينيات والستينيات، يوم كنا نلتقي في أي منزل، ونسمع القصص المحببة على لسان الكهول، من أبناء القاع، علاوة على الندوات الثقافية في القرى اللبنانية مع كتّابها، وشعرائها، ونقّادها، أمثال: رئيف خوري، ونزار قباني، وعمر أبو ريشة، ومحمد علي شمس الدين.

وتابع: لا أحد يقدر أن ينكر أن الدكتور مروان فارس أثّر في الأجيال، وجعلها تتشبث بالقومية، وتعتزّ بها فقد التزم بحزب يجاهر بالعلمانية، وبالمساواة بين الناس، فتعاطى معهم من النِّد للند، وظلّ حراً في التزامه، فوقف إلى جانب الحقّ، محاولاً الإصلاح، متمرداً على الواقع المأزوم، مدركاً أن السياسة بحاجة إلى مَن يرقى بها، مشدداً على قمع سياسات التفرقة، وقهر الناس، واستغلالهم. عدا إنجازاته في المشاريع العمرانية المتعددة في القاع وفي سواها، ومنها: أنه حقق حلمه ببناء مدرسي لائق للمتوسطة الرسمية والثانوية والمهنية، ولم يتم ذلك إلا نتيجة مراجعات حثيثة، وجهود مضنية، استمرّت لسنوات عديدة.

وقال عاد: القاع، هذه البلدة الزراعية، التي قدمت للوطن النائب، ورجل الدين، والإداري، والمعلم، والجندي، لم تبخل بالتضحيات الكبيرة، فقدمت الشهداء على مذبح الوطن، لذلك يستحق أبناؤها ان يتلقوا العلم في مدارس تليق بهم، وقد ساهم د. مروان فارس، في هذا المجال، بإعطاء منح للطلاب المتفوقين، وشجّعهم على متابعة تعليمهم الجامعي، وساهم ويساهم، اليوم، مع نواب منطقة بعلبك الهرمل، في العمل من أجل بناء صرح جامعي لهذه المنطقة بين القاع والهرمل، كي يخفّف من معاناة انتقال طلاب هذه المنطقة إلى زحلة وبيروت، وقد كان لي شرف مرافقته في بعض المراجعات. كذلك، دعم، وساهم في العمل على تجديد شبكة المياه، يوم كانت الأحداث مستعرة في لبنان، وكانت القاع في طيّ النسيان، وعمل بشكل حثيث من أجل شقّ طريق المقطع وتعبيده، ويُسجل له اهتمامه بالمساعدة على حفر آبار المياه التي تطلبت منه ومن سواه جهوداً مضنية لإنجازها.

وأضاف عاد: لقد قال لي، يوماً، رئيس الجامعة اللبنانية د.ميشال عاصي في السنة 1988: إنّ د.مروان فارس هو انموذج للرجال العصاميّين والباحثين عن العمل النافع للناس، وعن الحرية الحقة لهم. ولا شك في أن كتابات د.مروان فارس واتصالاته وأعماله تدلّ على أصالته لأنها تحمل رائحة القاع، ومزاجها، وتراثها. أما محبته فكرّسها للناس، بحيث وقف، ويقف إلى جانبهم، ويتلمّس مشاكلهم.

تمتع الدكتور مروان فارس بثقافة واسعة، وقوة شخصية، وحضور مميّز، فخطب في المثقفين، والطلاب، والعامة، وعلى الرغم من ثقافته الأجنبية، التزم الثقافة العربية من منطلق قومي إنساني، فلم يتعصّب لفئة دون أخرى، وأذكر في ما أذكر أنني استمعت إليه في بدنايل وهو يلقي كلمة ارتجالية، في حفلٍ زاد عدد أفراده على الخمسة آلاف، واستمرت أكثر من ساعة ونصف، وهذا يشير إلى تواصله العميق مع أهله في منطقة بعلبك الهرمل، وجعل اللحمة مستمرّة مع أبناء القاع. وعلى أنها العين من الجسم في هذه المنطقة الحبيبة الغالية علينا. لذلك، نرفع رأسنا ونعتز به، لأنه ناضل كي يحفظ كرامة الإنسان وهو الذي ساهم في مجلس النواب بوضع القوانين التي تحفظ هذه الكرامة.

لذلك: تكرّمه القاع، تكرّمه في صرحها الثقافي العامر: المدرسة الرسمية.

تكرّمه، عربون حبٍّ، تقدرّه لعمله، مقدرته، نجاحه.

عرفته مجاهداً، كنز شموخٍ، قدّم للقاعِ وللوطن ما قدّم من تضحيات، وفي ظروفٍ قاسية ضحّى لأجل القاع، لناسها، وقدم لمنطقة بعلبك ما قدّم.

نعرفُه، من يعرف اللهب.. هو اللهب، بحبه لقاعِهِ.. بقاعه، ستون عاماً أعرفُه، مشرقطاً، ممنهجاً، مشاركاً في كل النشاطات والأعمال.

د. مروان فارس موجّه، كاتب بحث جيد، أجود ما كتب في البحث.. في النثر، وشعراً إن أحب.

عرفته، قرأته، أحببته، حبُ الحبيب للحبيب، أغواني بالكتب… بالصدق، بالتأليف، بقوله، نقاشه، جلساتهِ.

يا فارساً بالعلم، بالنقد… بالأدب، يحلو كما العنب، بعشقه، إيمانه رؤيته، صفاء فكره.

د. مروان فارس، أنت يا عطرَ صلاة، أنت سحرٌ في الحياة، أنت في الكون ثبات، وعصيرُ النغمات، أنت شريانُ الوجود، يا رفيقاً في الصمود، يا ربيعاً بلا حدود، يُحيى في الحبِ العهود.

د.مروان فارس، هو لحن خالد بكلّ ما يقولُ.. ما كتب، أغواني ما وُهِب: ثقافة، هداية، سياسة، نقدُهُ نقدٌ مشرقٌ، مؤثر، نموذج يقتدى به.

د.مروان فارس، أنت يا نبض الجمال، منارةٌ مشعةٌ، أصالةٌ، حُلمُهُ أن تُفرز أرض، ويُعطى حقُّ لأصحاب الحق.

مهمة أعماله: المدرسة الرسمية، البحيرة المهمة، الطرقات وشبكات الماء.

وختم: يا كاتبا، يا شاعراً، يا ناقداً، يا ملهماً يا ملهماً.. مترجماً… تهمني كتابتك، والنقد والأدب، مشرقة كتابتك والشعرُ واللهب، يُلهبنا من يُلهبُ العرب، ويسري في عروقهم أدبه العُجاب والعَجَب، ألهب قراء الأدب أدبُهُ، ونقده ما فيه من عجب. يا فارساً حصانه الأدب، ينبوع شعرٍ ولهب، أصالة خلود وأدب، وكلنا نحب ما كتب.

ممثل حماده

وألقى ممثل الوزير حماده كلمة قال فيها: «ان وزارة التربية تشارك أهل القاع بتكريم مروان فارس وإنني أنقل لكم تحيات معالي الوزير للقاع وأهلها وللدكتور فارس محبته وتقديره لمسيرته التربوية والوطنية والإنسانية الرائدة التي حوّلت القاع إلى منارة للعلم والمعرفة ومتابعة إنشاء فرع الجامعة اللبنانية ليكتمل معها الدور الريادي لهذه البلدة».

وتوجه الى الدكتور فارس وقال: «لقد شكلتم نموذجاً للفكر الأصيل وحملتم راية التربية والثقافة والعلم في وجه الجهل والانكماش، وتمسكتم بالأخلاق والقيم الوطنية والإنسانية ورسالة التريبة والحرية في الفكر والمعتقد، وترفعتم عن الصغائر من أجل خدمة الوطن. مبارك التكريم والشكر للأهالي الذين عبروا من خلال الاحتفال عن فخرهم واعتزازهم لمروان فارس الذي حافظ على اصالته ومحبته لهم، في النيابة وخارجها».

وختم: «نكرر التهنئة ونأمل لكم دوام الصحة والعطاء».

فارس

بعد ذلك، شكر فارس مكرِّميه مؤكداً أن الاستثمار في العلم والمعرفة هو الاستثمار الصحيح لبناء مجتمع محصن، وقال مخاطباً الحضور «اعتز بكم جميعاً، بأهل القاع وأهل كل المنطقة وأتمنى الخير للجميع».

وبعد رفع الستار عن لوحة تذكارية، تسلّم فارس دروعاً تقديرية من كاهن الرعية الأب اليان نصرالله، ومن الجمعيات في القاع ومن تكميلية القاع والثانوية والمهنية ولجان الأهل ومن مدير ثانوية الهرمل مخلص أمهز، وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى