عبد السلام: وفد الرياض يبحث عن قضايا فنية ولوجستية تافهة لإثارتها

رفض وفد صنعاء طلب وفد الرياض إلى محادثات السويد أمس، الانسحاب من مدينة الحديدة رغم التهديدات بأن خيار العملية العسكرية ما زال مطروحا في حال رفضوا ذلك.

وقال عضو وفد صنعاء إلى مشاورات السويد سليم مغلس، أنّ «وفد الرياض يبحث عن قضايا فنية ولوجستية تافهة لإثارتها».

وأكد مغلس أنّ «كل ما يثيره وفد الرياض ليس سوى محاولة لتضييع الوقت ووضع مطبات وعراقيل واضحة للمشاورات»، مشيراً إلى أنّ «السعودية لم تسمح لوفدها في المشاورات بنقاش الإطار العام لذلك طلبوا حذفه من الجدول».

واعتبر أنّ «انعدام ثقة أعضاء وفد الرياض ببعضهم البعض واختلافهم يمثل صعوبة أمام المبعوث في النقاش معهم».

وأضاف: «القضايا التافهة التي يثيرها وفد الرياض ينمّ عن عدم سماح السعودية لهم بإنجاز شيء ما».

كما تحدث مغلس عن أنّ «الموقف الأميركي الداعم للحرب شجّع السعودية على عدم السماح لوفد الرياض بمناقشة الإطار العام».

ورأى أنّ تجربة وفد صنعاء «تؤكد أننا لو تفاوضنا مع السعوديين لكنا أقرب لإنجاز اتفاق حقيقي كاتفاق الأسرى»، مؤكداً أنّه «نحن على استعداد كامل لنقاش كافة القضايا والملفات، ونأمل أن نصل إلى اتفاق على إطار عام للمفاوضات».

وتحدث مغلس عن أنّ «كل ذلك يعتمد على توفر إرادة دول العدوان ورفع الغطاء الدولي عن الحرب على اليمن».

وفي سياق متصل، أكد عضو وفد حكومة صنعاء عبد القادر المرتضى، «مناقشة نقاط تتعلق بتنفيذ اتفاقية تبادل الأسرى مع وفد المبعوث الأممي مارتن غريفيث».

وأضاف المرتضى: «بحثنا مع فريق المبعوث والصليب الأحمر تشكيل فريق ميداني من الطرفين لانتشال الجثامين في كل الجبهات».

فيما كشف رئيس وفد حكومة صنعاء إلى مفاوضات ستوكهولم، محمد عبد السلام، «أن الوفد لمس مزاجاً دولياً يرغب بوقف الحرب، وأنه سمع كلاماً واضحاً بضرورة وقف الحرب والمأساة ولكن ليس بعد أسبوع أو أكثر».

ورجح عبد السلام «أن يجتمع الفرقاء اليمنيون بعد شهر من الآن في دولة عربية لمناقشة تفاصيل العناوين التي تتم مناقشتها في ستوكهولم»، وأضاف «كل الأطراف بما فيها الدولة يتحدثون عن مرحلة انتقالية»، مشدداً على أن هذه المرحلة «يجب أن تكون فيها الدولة هي التي تدير شؤون البلاد».

وكان الحوار بين الأفرقاء اليمنيين انطلق في السويد برعاية أممية، حيث أعلن المبعوث الأممي إلى اليمن الاتفاق على تبادل الأسرى والمعتقلين بين الطرفين.

وعن رؤية وفد حكومة صنعاء للمرحلة الانتقالية قال عبد السلام «المرحلة الانتقالية ستأتي بتوافق جديد وسيتم تثبيت ذلك بقرار دولي»، وتابع «نعتقد أن هذه المرحلة ستؤسس لمرجعيات جديدة للحل»، وأن القضايا العسكرية سيتم بحثها في المرحلة الانتقالية، «لكن الملح الآن هو الوضع الإنساني والاجتماعي» بحسب عبد السلام.

وكشف عبد السلام أن «وفد حكومة صنعاء طرح مع المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث أن تصعيد التحالف السعودي عسكرياً يعني الرفض للحل»، ونقل أن «الجيش اليمني واللجان الشعبية في حذر شديد بسبب سياسة الغدر التي قد يلجأ إليها تحالف العدوان».

ورأى عبد السلام «أن المعركة العسكرية في اليمن أصبحت روتيناً وأن تصعيد التحالف مصيره الفشل، مشدداً على أن حكومة صنعاء لا تريد استمرار الحرب في اليمن»، متوقعاً «تراجع المعارك على عدد من الجبهات»، وقال «مستعدون لتقديم الكثير من المرونة في القضايا الإنسانية والسياسية شرط تجاوب الطرف الآخر».

وعن تفاصيل المفاوضات في ستوكهولم أكد عبد السلام «أن ليس لدى وفده مشكلة في عقد لقاءات مباشرة مع الطرف الآخر»، وقال «سنحكم إذا ما كانت جولة ستوكهولم جدية أم لا».

وواصل وفدا صنعاء والرياض محادثاتهما في ريمبو في السويد برعاية الأمم المتحدة، لليوم الثاني على التوالي، في محاولة لإيجاد حل لنزاع أوقع أكثر من عشرة آلاف قتيل ودفع 14 مليون شخص نحو حافة المجاعة.

وقالت الأمم المتحدة «إن اللقاءات الحالية، وهي الأولى منذ سنتين، هي مجرد مشاورات، وأن المفاوضات لم تبدأ». إلا أن هذه المشاورات تجري وسط أجواء كلامية تصعيدية وتهديدات من الجانبين.

ولم يتم تحديد أي موعد لنهاية الاجتماعات.

وقال مبعوث الأمم المتحدة مارتن غريفيث الذي بذل لأشهر جهودا لدفع الأطراف إلى المشاركة في المحادثات الخميس عند افتتاح المحادثات، «نأمل أن نتحدث عن القضايا الاقتصادية، وعن الحد من العنف في العديد من أنحاء البلاد، عن الحديدة وأماكن أخرى».

وتم التطرق أيضا إلى «إعادة فتح مطار صنعاء الدولي المغلق منذ سنوات بسبب الحرب».

وكان غريفيث تحدث في افتتاح المحادثات أول أمس، عن «فرصة شديد الأهمية» لإعادة اليمنيين الى طريق السلام.

وناشد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أول أمس، الوفدين اليمنيين «إظهار مرونة والالتزام بحسن النيّة وبدون شروط مسبقة بهدف إحراز تقدّم».

وقال غوتيريش في بيان إنّه «يرحب ببدء المشاورات اليمنية في السويد … ويدعو الأطراف المتحاربة إلى مواصلة نزع فتيل التصعيد في الحديدة واستكشاف إجراءات أخرى لتحسين الوضعين الاقتصادي والإنساني اللذين يعرّضان حياة المدنيين للخطر».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى