مقربة من ميركل تفوز برئاسة الاتحاد المسيحي الديمقراطي الالماني

انتخب حزب الاتحاد المسيحي الديمقراطي الألماني المحافظ أمس، أنغريت كرامب كارينباور المقربة من المستشارة أنغيلا ميركل رئيسة له بعد 18 عاماً من تولي ميركل رئاسته.

وفازت كارينباور 56 عاماً بأكثر من 51 من الأصوات في مؤتمر الحزب في مواجهة فريدريك ميرز خصم ميركل الذي أراد تغيير سياسة الحزب باتجاه اكثر نحو اليمين.

وفي كلمة مقتضبة قبل التصويت، دعت ميركل الحزب إلى «رفض سياسات الخوف حيث يشق اليمين المتطرف طريقه في ألمانيا وأوروبا». وقالت «يجب أن نتحلى بالشجاعة لمواصلة المسيرة».

وصفق أعضاء الحزب وهم واقفون مطولاً لميركل إثر هذا الخطاب الوداعي أمام مؤتمر الحزب في هامبورغ الذي يحضره حوالى ألف عضو. وبكى بعضهم وحملوا لافتات برتقالية كتب عليها «شكراً أيتها الرئيسة».

لكن قبل أن تسلم شعلة رئاسة الحزب، دافعت ميركل بشدة عن إرثها السياسي رغم الانتقادات الموجهة اليها في ألمانيا والخارج وخصوصاً حول مسألة الهجرة.

وقالت وقد بدت عليها علامات التأثر «في هذه الأوقات الصعبة، علينا ألا ننسى قيمنا المسيحية الديموقراطية».

وعددت ميركل التي تتخلى عن رئاسة حزبها، لكنها ستبقى مستشارة حتى نهاية ولايتها في 2021، لائحة طويلة من المخاطر الحالية مثل «التشكيك بالنهج التعددي والتراجع على الصعيد الوطني وخفض التعاون الدولي» والتهديدات «بحرب تجارية» في إشارة واضحة الى سياسة الرئيس الاميركي دونالد ترامب بشكل خاص.

كما حذرت من «الحروب الهجينة أو زعزعة استقرار مجتمعات عبر الأخبار الكاذبة».

ووجهت أيضاً دعوة الى وحدة حزبها، بعدما أثارت حملة خلافتها في الاسابيع الماضية توترات داخل صفوف الديموقراطيين المسيحيين.

وقالت «آمل أن نخرج من هذا المؤتمر متحدين ومصممين».

وتنافس ثلاثة مرشحين على المنصب الذي يعد جسراً إلى تولي المستشارية. وانحصرت المنافسة بين الأمينة العامة للحزب كارينباور والمليونير ميرز.

وفي أول رد فعل لحزب «البديل لألمانيا» اليميني القومي المتطرف قالت زعيمة الكتلة البرلمانية للحزب أليس فيدل على تويتر «معها كارينبارو سيتابع الاتحاد المسيحي الديمقراطي توجّهه اليساري، وبذلك يكون قد خسر من تبقى من المحافظين المسيحيين الديمقراطيين معركتهم وسيصبحون من دون تمثيل في الحزب».

واضطرت ميركل التي كان يلقبها الألمان بود عند فوزها بـ «موتي» الأم للإعلان عن تخليها عن قيادة الحزب في تشرين الأول، بعد انتخابات في اثنتين من المناطق جاءت نتائجها مخيبة للآمال.

إلا أن المستشارة التي تقود منذ 13 عاماً أكبر اقتصاد أوروبي، حريصة على إكمال ولايتها هذه حتى نهايتها، أي حتى 2021. وقالت «يسعدني أن أواصل العمل كمستشارة».

ويتوقع كثيرون رحيل المستشارة اعتباراً من العام المقبل بعد الانتخابات الأوروبية في أيار إذا منيت الأحزاب التقليدية بهزيمة جديدة، وعلى أبعد حد في الخريف بعد انتخابات في ثلاث مقاطعات تشكل كلها معاقل لليمين القومي.

وهذا إذا لم يتسبب شريكها في التحالف الحكومي الحزب الاشتراكي الديموقراطي الذي يشهد أزمة أيضاً، في تسريع رحيلها عبر انسحابه من الحكومة.

وقد أضعف في الانتخابات التشريعية التي جرت في أيلول 2017 مع أنه حصل على 33 بالمئة من الأصوات.

ويحاول كل المرشحين النأي بأنفسهم عن إرث المستشارة.

وقد أعلنت كارينباور الأربعاء «لدي سيرتي ومسيرتي»، مشيرة خصوصاً إلى «معارضتها الشرسة لزواج المثليين».

وفي مجال الهجرة، دعت إلى «ترحيل السوريين الذين يدانون بأعمال إجرامية في خطوة حتى وزير الداخلية هورست سيهوفر المحافظ جداً استبعدها».

وبعد فترة ترحيب واسع بالمهاجرين عامي 2015 و2016، هناك أمر واحد مؤكد هو أن «الباب سيغلق من جديد مع رحيل ميركل من قيادة الحزب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى