نيبينزيا: نرفض ربط الاتفاق النووي ببرنامج طهران الصاروخي بومبيو: الصواريخ الإيرانية تهدّد العواصم الأوروبية وطهران ترد

أكد مندوب روسيا لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا «دعم بلاده الكامل لدعوة أمين عام المنظمة إلى الحفاظ على اتفاق إيران النووي»، مشدداً على «رفض موسكو ربط الاتفاق ببرنامج طهران الصاروخي».

وقال نيبينزيا، خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول إيران عقدت أمس: «نؤيد بالكامل تقييم الأمين العام للأمم المتحدة الوارد في تقريره بأن قرار الولايات المتحدة الانسحاب من خطة العمل الشاملة المشتركة وإعادة فرض عقوباتها الأحادية على إيران يمثلان تحدياً خطيراً لا يُسهِم في تحقيق الأهداف المحددة في الخطة وقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231».

وأضاف: «ننضم إلى دعوة الأمين العام للأمم المتحدة إلى ضمان الحفاظ على هذه الاتفاقية الفريدة من نوعها التي تحظى بأهمية مميّزة لتحقيق الأمن على الصعيدين الإقليمي والدولي».

وشدد المندوب الروسي على أنّ «المسائل غير المشمولة بالاتفاق لا ينبغي أن تكون سبباً لانهياره».

وعبر نيبينزيا عن «معارضة روسيا إجراء التحقيق في نشاط إيران الصاروخي، من قبل الأمانة العامة للأمم المتحدة، دون قرار من مجلس الأمن الدولي بهذا الخصوص».

وشدد نيبينزيا على أنّ «قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 لا يمنع إيران من إجراء التجارب الصاروخية، وغياب أيّ دليل على أنّ برنامج إيران الصاروخي يشمل العنصر النووي».

وذكر نيبينزيا الحاضرين بأنّ «روسيا كانت قد حذرت مراراً من محاولات تقويض الاتفاق، على أمل أن القضايا المتعلقة بالاستقرار والأمن العالميين لن تعود رهينة للعمليات السياسية الداخلية»، في حين ترفض «دول في مجلس الأمن الدولي تنفيذ أحكام القرار 2231 الذي سبق ووافقت عليه، بل تحاول معاقبة الدول الأعضاء الأخرى بسبب التزامها بقرارات المجلس واللجنة المشتركة للاتفاق النووي».

بدوره، وصف مندوب إيران الدائم لدى الأمم المتحدة، غلام علي خوشرو، أمس، كلمة لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو، لمجلس الأمن الدولي حول برنامج إيران النووي، بأنها «عبارة عن حزمة من الإفك والكذب والخداع».

وطالب السفير الإيراني بـ»ضرورة مساءلة الولايات المتحدة الأميركية، بشأن انسحابها من خطة العمل المشتركة التي تم توقيعها في 2015 الاتفاق النووي ، وقيامها بفرض عقوبات أحادية الجانب ضدّ طهران».

وأشار مندوب إيران، إلى أنّ «القرار رقم 2231 يدعو جميع الدول، بما في ذلك الولايات المتحدة الأميركية، إلى الامتناع عن اتخاذ أيّ أعمال تقوض هذا الاتفاق النووي ويجب على مجلس الأمن مساءلة الولايات المتحدة عن انتهاكاتها تلك».

واعتمد مجلس الأمن، هذا القرار في تموز 2015، بخصوص البرنامج النووي الإيراني، ويطالب طهران بعدم إجراء أي تجارب لصواريخ قادرة على حمل رؤوس نووية.

وأضاف خوروشو، أنّ «عدم اتخاذ مجلس الأمن لموقف واضح تجاه الولايات المتحدة سوف يشجعها على مواصلة أعمالها غير المسؤولة إزاء إيران».

وأردف: «ما سمعناه اليوم يقصد من بومبيو هو عبارة عن حزمة من الإفك والكذب.. وهذا له سوابقه الكثيرة جداً، فسياسة واشنطن تتسم دائماً بالخداع، وقد شهدنا ذلك من قبل في ذات القاعة التي نجلس فيها حاليا».

وأكد خشورو، أنّ «برنامج إيران للصواريخ الباليستية مصمم بحيث يكون قادراً فقط على حمل رؤوس تقليدية بغية ردع أيّ تهديدات خارجية لنا».

واستطرد: «زعم واشنطن أن إيران تهدد المنطقة، مجرد حيلة لبيع مزيد من الأسلحة لبلدان المنطقة».

وزاد: «من منا يمكنه أن ينسى دور الولايات المتحدة الأميركية، في إنشاء تنظيم داعش، الذي لولا جهودنا لكانت رايات هذا التنظيم ترفرف الآن في بلدان عديدة بالشرق الأوسط».

فيما دعت واشنطن المجتمع الدولي لـ»عدم رفع حظر توريد الأسلحة إلى إيران وإعادة فرض القيود السابقة على برنامجها للصواريخ»، مشيراً إلى أن «عدداً من العواصم الأوروبية بات في مرمى صواريخ طهران».

وقال وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو خلال جلسة لمجلس الأمن الدولي حول إيران: «من الواضح أن نشاط النظام الإيراني في مجال الصواريخ البالستية تنامى منذ إبرام الاتفاق النووي».

واتهم بومبيو إيران بـ»انتهاك قرارات مجلس الأمن الدولي والسعي إلى بناء قوات صاروخية قوية»، مؤكداً «أن الولايات المتحدة لن تتهاون مع ذلك».

وأشار إلى أن «مدى الصواريخ الإيرانية يصل إلى أكثر من ألفي كيلومتر»، مضيفاً «أن عدداً من العواصم الأوروبية بينها أثينا وصوفيا وبوخارست باتت في مرمى الصواريخ الإيرانية».

وقال بومبيو إن «مجلس الأمن الدولي لا يجب أن يرفع حظر توريد الأسلحة لإيران في عام 2020»، واتهمها بـ»دعم القاعدة وطالبان وتسليح إرهابيين في لبنان والميليشيات الشيعية في العراق، وتأجيج النزاعين في سورية واليمن»، على حد زعمه، مشيراً إلى أن «لدى الولايات المتحدة أدلة على توريد إيران الصواريخ للحوثيين»، بحسب قوله.

واعتبر بومبيو «أن نشاط إيران يشكل خطراً على دول المنطقة». وأكد أن «الولايات المتحدة تسعى لإعادة فرض القيود الدولية السابقة على برنامج إيران للصواريخ».

ودعا بومبيو مجلس الأمن كذلك لـ»فرض إجراءات لتفتيش واعتراض سفن إيرانية في الموانئ والمياه المفتوحة لمنع إيران من تجارة الأسلحة».

وخلال الجلسة اتهم بومبيو، إيران ببناء قوة صاروخية «ذاتية الدفع»، تهدد منطقة الشرق الأوسط وأوروبا.

وقال بومبيو، في إفادته، إن طهران «قامت ببناء أكبر قوة صواريخ باليستية في المنطقة، ولديها أكثر من 10 أنظمة صواريخ بالستية في مخزونها أو تسعى لتطويرها».

وأكد الوزير الأميركي «أنه لا يمكن التخفيف من الضغط على إيران قبل أن تكون هناك تغيّرات ملموسة في السياسات الإيرانية، وأن الولايات المتحدة ستواصل الجهود لإنشاء تحالف من الدول المسؤولة المصممة على مواجهة النشاط المتهور للنظام الإيراني في ما يتعلق بالصواريخ البالستية».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى