سكرية: المبادرة الرئاسية مستمرّة… والكرة في ملعب الرئيس المكلف

واصل رئيس الجمهورية لقاءاته من أجل الخروج من أزمة تعطيل التأليف، واستقبل في قصر بعبدا امس، وفد نواب «اللقاء التشاوري» الذي ضمّ النواب: الوليد سكرية، فيصل كرامي، عبد الرحيم مراد، قاسم هاشم، جهاد الصمد وعدنان طرابلسي، وقد عرض معهم التطورات على صعيد تشكيل الحكومة في ضوء مبادرته الأخيرة.

وبعد اللقاء تحدّث النائب سكرية للصحافيين باسم الوفد فقال: لقد حيّينا جهوده ومبادرته للتواصل مع كلّ الأفرقاء المعنيين لإيجاد حلّ لهذه المسألة لما فيه مصلحة لبنان، وحرصاً على الوضع اللبناني كي لا تستمرّ الأزمة الى أجل طويل ولبنان يدفع الأثمان. ومن الطبيعي أننا نؤيّد مبادرة الرئيس وجهوده المستمرة مع كلّ القوى للوصول الى مخرج وحلّ لهذه المشكلة، لأننا جميعاً حريصون على لبنان. ولكن لا يبدو حتى الآن أنّ هناك حلاً لهذا الموضوع، لأنّ الرئيس المكلف لا يزال مصرّاً على موقفه، ولم يعلن شيئاً سوى أنه يرفض رفضاً كلياً الاعتراف بنتائج الانتخابات النيابية، وأنّ هناك ضمن الطائفة السنية، نواباً آخرين من خارج تيار المستقبل فازوا بهذه الانتخابات وهم يمثلون شريحة من الشعب اللبناني ولهم مواقف وآراء سياسية قد تتعارض في بعض الجوانب مع سياسة تيار المستقبل، وهو مصمّم على أن يحتكر تيار المستقبل تمثيل الطائفة السنية كلياً في وقت كلّ الطوائف الأخرى ممثلة بتعدّدية. فلا التيار الوطني الحر احتكر تمثيل الطوائف المسيحية أو اعتبر أنه الأقوى وله الحق بأن يمثل المسيحيين او أنه أبو الطائفة المسيحية، وكذلك الأمر بالنسبة للطائفة الشيعية أو الطائفة الدرزية. فهذه العقدة موجودة فقط ضمن الطائفة السنية لا سيما لجهة الرفض بالاعتراف بالآخر وبنتائج الانتخابات. وقد وضعنا الرئيس عون في صورة موقفنا وأكدنا أننا مصمّمون عليه ونطالب بحقنا، ولسنا مَن يعتدي على حق الآخر. فنحن ستة نواب متحالفون انتخبنا من الشعب ونمثل نهجاً معيّناً ونعبّر عن رأي شريحة شعبية معينة، ولنا الحق في حكومة وحدة وطنية تمثل كلّ الفرقاء، أن نتمثل فيها بوزير من النواب الستة. وأكدنا لفخامة الرئيس هذا الموقف وحيينا جهوده ونأمل بأن يتواصل مع كلّ القوى المعنية للوصول الى حلّ ومخرج لهذه العقدة.

وقال سكرية: الرئيس عون يعترف بالأساس بحقنا، وبأننا نمثل شريحة من الشعب اللبناني. والكلام الذي كان يتردّد بشكل دائم عبر الإعلام بأننا لسنا كتلة، كان لنا موقف حوله لأكثر من مرة. فالحكومة قد شكلت على أساس القانون الأرثوذكسي، أيّ كلّ مذهب عيّن ممثليه، أيّ الطائفة المسيحية عيّنت الوزراء المسيحيين، والطائفة الشيعية عيّنت الوزراء الشيعة، كذلك بالنسبة للطائفة الدرزية. أما الطائفة السنية، مَن سيعيّن وزراءها؟ ولماذا سيحتكر تمثيلها تيار المستقبل؟ فالتمثيل ضمن الطائفة السنية يجب أن يكون وفقاً للتوازنات».

ورداً على سؤال أشار الى أنّ «اللقاء التشاوري» «قدّم الكثير من التنازلات، وقد تركنا للرئيس المكلف الحرية بأن يختار من بين النواب الستة من يريد، ونحن سنوافق على خياره. ولكن أمام إصراره بعدم الاعتراف بتمثيلنا، أصبحنا نطالب الآن بحقيبة وزارية».

وقال: «إنّ الكرة الآن هي في ملعب الرئيس المكلف لأنّ الرئيس الحريري رافض بأن يعترف بنتائج الانتخابات وبما نمثل. إن العقدة لديه وليس عند أحد آخر». ورداً على سؤال حول وضع اللقاء التشاوري العراقيل أمام مبادرة رئيس الجمهورية، أشار سكرية إلى أنّ الرئيس المكلف هو من «يسكّر الطريق» عبر رفضه الاعتراف بقوى أخرى في الطائفة السنية.

وأكد النائب سكرية «أنّ المبادرة الرئاسية لم تفشل وهي مستمرة، وأنّ فخامة الرئيس قد يطرح طروحات معينة، كما هناك غيره كرئيس مجلس النواب وقوى سياسية أخرى في البلد عليها أن تقول كلمتها وتدافع عن الحق».

سئل: هل تحلّ المشكلة في حال تمّ تصغير الحكومة على أن تصبح مؤلفة من 18 وزيراً؟

وختم قائلاً: لقد استمع فخامة الرئيس الى رأينا وهو مستمر في المبادرة ونحن معه ليتابع تواصله بهدف الوصول الى حلول.

وتابع رئيس الجمهورية الاتصالات التي يُجريها لمعالجة الوضع الحكومي في ضوء الأفكار المطروحة لإنهاء الازمة الحكومية الراهنة. كذلك تابع آخر التطورات في المنطقة الحدودية في ضوء ما تقوم به «إسرائيل» من حفر في الأراضي التي تحتلها والمتاخمة للحدود.

واستقبل رئيس الجمهورية رئيس اللقاء الديمقراطي النائب تيمور جنبلاط يرافقه عضو اللقاء النائب هادي أبو الحسن والمستشار حسام حرب وعرض معهم الأوضاع العامة في البلاد والتطورات السياسية والحكومية الراهنة.

بعد اللقاء ثمّن جنبلاط الجهود التي يبذلها رئيس الجمهورية في تحريك ملف تأليف الحكومة «التي باتت حاجة ملحّة أكثر من أي وقت مضى»، مؤكداً العلاقة الإيجابية مع الرئيس عون ومتطلّعاً إلى تعزيزها وتطويرها. وشدّد النائب جنبلاط على «أهمية إيلاء الشأن الاقتصادي الأولوية المطلقة بعد تشكيل الحكومة ووضعه في سلم الأولويات فوق كلّ الاعتبارات الأخرى»، معتبراً أنّ هذا الموقف يتقاطع مع حرص رئيس الجمهورية على المعالجة الاقتصادية العاجلة، ومذكّراً بالورقة التي قدّمها اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الاشتراكي في هذا المجال ويتشاور فيها مع مختلف القوى السياسية.

سياسياً أيضاً، استقبل الرئيس عون وفداً من حزب الطاشناق ضمّ الأمين العام للحزب النائب هاغوب بقرادونيان ووزير السياحة اواديس كيدنيان، وتداول معهما في آخر التطورات المتعلقة بعملية تشكيل الحكومة والاتصالات التي يُجريها للخروج من المأزق الحكومي الراهن. وقد أعرب الوفد عن تأييد حزب الطاشناق للاتصالات التي يجريها رئيس الجمهورية على أمل أن تتكلل بالنجاح. كما عرض موقف الحزب من التشكيلة الحكومية والتوزيع المحتمل للحقائب فيها.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى