وجه الأبد

زنوبيا ضاهر

الجسر الممتدّ فوق الموت إلى موته

يُغويه بالأبد

ينحت ربًّا في جذرهِ

ربًّا لا يموتْ

ربًّا ينصب أمنيةً في قلق الدخان

في هول السقوط

في جرح الياقوتْ

في موته

هكذا يولد الملاك من جرحٍ في جدارْ

من خدشٍ في امرأةٍ من ثلج

من حزن النارْ

من سقمهْ

كهف قلقْ

ضوء أصابعه الوقّادْ

أطفالهُ الباكون

آباؤهُ الممعنون

في الرحيلْ

في مراسم الخدَرِ الطويلْ

خوفهُ المنحوتُ بإزميل ماءْ

ماء الحياة

حياتهُ القابعة بين سقفٍ يأويهِ

وشهوة العراءْ

النبيّ الحزين في الكهف

في ظلال الأشياءْ

يلمح ضوءًا في ظلّ السؤالْ

يغويه الخيالْ

فكّ قيدَ الوقت

صار بوحًا

ثمّ سيفًا

ثم عواءْ

ثمّ جسرًا فوق الخَواءْ

قالَ الجبناءْ:

ماتْ

قالَ الضعفاءْ:

في سباتْ

قال الخالدون:

مرّت قافلةٌ

تمشي خلف فكرة

قيل صوب العماءْ

إلى أن شقّ وجه الله

وجهٌ

إلى أن شقّ وجه السماء

وجهٌ

قلنا: هذا وجهُ الأبدْ.

ألقيت في حفل العشاء الذي أقامته منفذية النبطية بمناسبة عيد تأسيس الحزب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى