غريفيث يؤكد العمل لضمان تطبيق اتفاق الحُديدة

قال المبعوث الأممي إلى اليمن مارتن غريفيث «إنه يتم العمل عن قرب مع طرفي الصراع في اليمن لضمان التطبيق السريع والتام لاتفاق الحديدة»، مضيفاً في تغريدة له على تويتر «أنه من المتوقع من طرفي النزاع في البلاد احترام التزاماتهما بمقتضى نص وروح اتفاق استوكهولم، والانخراط في التطبيق الفوري لبنود الاتفاق» .

وذكرت مصادر من طرفي الحرب في اليمن والأمم المتحدة أمس، «أن وقف إطلاق النار الذي اتفق عليه الطرفان المتحاربان في الحديدة سيبدأ الثلاثاء 18 كانون الأول» في محاولة لـ»تجنب إراقة الدماء في المدينة الساحلية الحيوية لإمدادات الغذاء والإغاثة».

من جهته، أكد الناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية في صنعاء العميد يحيي سريع «أن التحالف السعودي لم يلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وواصل شنّ غاراته على الحديدة»، مشيراً إلى أن «التحالف السعودي يستخفّ بدعوات وقف جرائمه بحق الشعب اليمني». وشدّد على أن «أي محاولات هجومية على مواقع الجيش واللجان الشعبية ستقابل بالمثل».

على الرغم من أن البند الأول من الاتفاق الموقع بين طرفي الصراع في اليمن الخميس برعاية أممية ودولية، نص على «الوقف الفوري الكامل لإطلاق النار في محافظة ومدينة الحديدة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى»، إلا أن العمليات العسكرية المتواصلة، على الأرض تقول بخلاف ذلك.

وأكد «مارك لوكوك» وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الانسانية، «عدم وجود وقف حقيقي حتى اليوم للعمليات العسكرية في اليمن».

وقال «لوكوك»، في إحاطته إلى مجلس الأمن، أول أمس: «إن ما حدث في السويد لا يجب أن يؤدي الى تراجع الاهتمام الدولي بالأزمة الإنسانية في اليمن بل تجب مضاعفة الاهتمام بالوضع الإنساني».

وتعرّضت أحياء داخل مدينة الحديدة لقصف مدفعي، ليل أول أمس وصباح أمس، حيث تعرّضت منطقة 7 يوليو السكنية، لقصف مدفعي مكثف، استهدفت القذائف بشكل مباشر فندق «الاتحاد»، ومنازل وبيوت ومحال تجارية في الأحياء المجاورة.

وفي محافظة «ريمة» المحاذية لمحافظة الحديدة، شنّ طيران التحالف 3 غارات جوية على وادي «كلابة» بمديرية بلاد الطعام، صباح أمس، أودّت بحياة امرأة وأحرقت عدداً من أغنامها.

وبحسب موقع «المسيرة نت»، فقد بلغت الغارات الجوية طيلة ليلة أول أمس، 17 غارة جوية تركّزت بعضها على قرى في ريف مديرية «حيس» جنوب محافظة الحديدة، وتوزّعت بقية الغارات على مناطق أخرى وطرق رئيسية حيوية.

وأفاد سريع بـ»استشهاد 5 مواطنين في الحديدة إثر غارات لطيران العدوان خلال الأيام الماضية، واستشهاد 23 وجرح 40 آخرين بينهم نساء وأطفال بغارات جوية للتحالف السعودي على محافظات عدة خلال مشاورات السويد، بالإضافة لتضرر عشرات المنازل والمزارع والمحال والمنشآت الخاصة جراء غارات العدوان خلال أيام المشاورات».

وأضاف «أنه لا خيار أمام القوات اليمنية إلا مواجهة التصعيد بالتصعيد في مختلف الجبهات والمحاور»، منوّهاً إلى أن مَن وصفهم بـ»مرتزقة العدوان»، نفّذوا أكثر من 30 محاولة هجومية على جبهة نِهْم بإسناد جوي وفشلت جميعها.

وقال الناطق العسكري للقوات المسلحة اليمنية «إن طيران العدوان السعودي الأميركي استخدم قنابل عنقودية لإسناد مرتزقته في نهم شمال شرق صنعاء، ودفع بالمزيد من التعزيزات في الجبهة». لافتاً إلى «محاولات تقدم في محاور القتال في جبهة نجران تزامناً مع قصف لطيران العدوان والقصف المدفعي أفشلت».

كما حاول التحالف السعودي التقدم في محاور القتال بجبهة تعز جنوب البلاد، وفي جبهة قانية ومحاور أخرى في البيضاء وفي دمت الضالع، جميعها تم إفشالها بحسب سريع.

وصرّح العميد سريع أنه «تم تدمير 11 آلية ومدرعة لقوات الرئيس عبد ربه منصور هادي في نهم شمالي شرق صنعاء، والجيش واللجان نفذوا 6 عمليات هجومية على مواقعهم، مما أسفر عن مقتل وجرح 700، منهم أكثر من 250 من أفراد ما يسمّى اللواء 141».

ميدانياً، استشهد طفلان وجرح والدهما جراء قصف جوي للتحالف السعودي استهدف سيارة تقلهم في منطقة الوَهْبْيَة في مديرية السّواديَة بمحافظة البيضاء وسط اليمن.

وفي محافظة الحُدَيْدة غرب البلاد، عاودت قوات التحالف السعودي شنّ قصفها الجوي والبري على المدينة، حيث استهدفت غارات جوية محيط مدينة الصالح وجامعة الحديدة جنوباً امتداداً إلى منطقة رأس عيسى شمالي غرب المدينة، بالتزامن مع قصف مدفعي مكثف على منطقة 7 يوليو وشارع التسعين في مديرية الحالي.

كما طاول القصف البري للقوات المتعدّدة للتحالف السعودي عدداً من مزارع المواطنين في منطقة الجاح الأسفل في مديرية الحُسَيْنيَة جنوب المحافظة.

وشنّت طائرات التحالف السعودي سلسلة غارات جوية على مديرية بَرَط العَنَان شمالي غرب محافظة الجوف الحدودية مع السعودية.

اتفاق السلام» اليمني بشأن «الحديدة» يترنح بغارات التحالف!!

«اتفاق السلام» اليمني بشأن «الحديدة» يترنح على وقع الغارات الجوية المكثفة لمقاتلات التحالف السعودي خلال يومي، الجمعة والسبت، على مدينة الحديدة، إضافة الى عشرات القذائف المدفعية على الأرض، ما يجعل «اتفاق السويد»، أمام اختبار صعب.

وكان المتحدث الرسمي باسم القوات المسلحة العميد يحيى سريع، قد أوضح «أن طيران العدوان شن خلال الـ24 ساعة الأولى، من اختتام مشاورات السويد 21 غارة جوية بالتزامن مع قصف مدفعي كثيف ومحاولات تسلل للمرتزقة خاصة في جبهات الساحل الغربي».

وكان المبعوث الخاص للأمم المتحدة، مارتن غريفيت، شدد في إحاطته إلى مجلس الأمن، في جلسته المنعقدة أول أمس، «إلى الحاجة العاجلة لإنشاء نظام مراقبة رادع ومزوّد بالقدرات اللازمة في الحديدة لضمان تنفيذ الأطراف للاتفاق الموقع في العاصمة السويدية ستوكهولم».

وأشار غريفيت، إلى «أهمية أن يحدث ذلك خلال أيام».

ويواجه «اتفاق السلام»، الموقع الخميس في العاصمة السويدية «ستوكهولم»، تحدياً حقيقياً من أجل الصمود والبقاء، رغم تعهدات طرفي الحرب، والتزامهما إيقاف كامل العمليات العسكرية وكل عوامل التصعيد.

وفي حال استمرّت الخروق في الحديدة، التي تعتبر محور الصراع الحقيقي حالياً، وأيضاً مفتاحاً محتملاً لسلام شامل في اليمن، فإن القتال قد يستأنف وبصورة أشدّ ضراوة، وبالتالي يصعب التئام أي جولات حوار مقبلة.

ووفقاً لردود أفعال جماهير وأنصار طرفي الحرب في اليمن، على اتفاق السويد، فإن فصائل ومراكز نفوذ سياسية وعسكرية في تحالف الرياض، عبّرت عن خيبة أملها وأبدت حالة من السخط والاعتراض على الاتفاق، الذي يفقد حكومة هادي واحدة من أهم وأخطر أوراقها، وهي: «ورقة الشرعية الدولية». حيث فقدت هذه الذريعة وزنها، بعد أن أصبح «طرف صنعاء»، ذا صيغة شرعية دولياً هو أيضاً.

وأفادت مصادر قريبة من وفد حكومة هادي في مشاورات «السويد»، أن الشيخ محمد العامري وهو رئيس حزب الرشاد السلفي، وأحد أبرز أعضاء الوفد المفاوض، رفض حضور الجلسة الختامية للمشاورات مساء الخميس، بحضور الأمين العام للأمم المتحدة وسفراء الدول الكبرى، ما يؤكد عدم وجود رغبة حقيقية وكاملة للسلام، حيث يعتبر، العامري وآخرون مثله، «الاتفاق»، هزيمة لفريق هادي، ونصراً للطرف الآخر: طرف صنعاء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى