مطلوب من الشعب اللبناني الخروج إلى الساحات

عمر عبد القادر غندور

لو استعرضنا المطالب التي رفعها المتظاهرون في بيروت وجميع المناطق اللبنانية، نراها محقة ومشروعة ومُلحّة، ورغم ذلك لم تكن المشاركة الجماهيرية بالمستوى المطلوب، وكأنّ الذين آثروا البقاء في بيوتهم ليسوا بحاجة الى تحقيق هذه المطالب، وهم بالتأكيد أكثر حاجة من الذين نزلوا الى الشوارع وبذلوا المستطاع.

قد يشعر المتخلفون في بيوتهم باليأس من الطبقة السياسية ومن إمكانية القضاء على الفساد والمفسدين والمتاجرين بلقمة الناس، وقد يقولون انّ لصوص المال العام والهدر ومتعهّدي الماء والكهرباء والدواء ورعاة الوكالات الحصرية من غذاء وطاقة هم أكبر من الدولة لأنهم محميون من السلطة! وقد يكون هذا الأمر صحيحاً مئة بالمئة، ولكن الصمت والغفلة عن القيام بالواجب ورفع الصوت هو خطأ لا مبرّر له إذا أردنا مجابهة هذه الطبقة السياسية وأدواتها…

انّ حالة اليأس التي ظهر عليها المواطنون عند استصراحهم على شاشات التلفزيون بدت أكثر خطورة من الفساد والنهب وازدراء حقوق المواطنين، لا بل نعتبرها غاية أرادتها الطبقة السياسية لتيئيس المواطنين بدليل تغافلهم عن الفضائح في الإدارات العامة رغم وضوح تفاصيلها وأبطالها وكأن شيئاً لم يحصل!

فهل يجوز ان نستسلم لإرادة هذه الطبقة ونقع في فخ اليأس؟

إذا أردنا التغيير وإجبار الطبقة السياسية على الرحيل أو الانكماش على الأقلّ، فعلى الجميع وبدون استثناء ان يخرج الشعب اللبناني بعشرات الآلاف الى الشوارع ويبقى فيها حتى نستحق وطناً معافى لا مكان فيه للطائفية والطائفيين…

وحذار من المندسّين المأمورين بتشويه هذه التظاهرات بالاعتداء على الأملاك العامة والخاصة والاشتباك مع القوى الأمنية كافة، وضرورة الإبقاء على سلمية التظاهرات ونظافتها ومشروعيتها.

رئيس اللقاء الإسلامي الوحدوي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى