ولادة

ذُهِلَ طبيبُ التوليدِ عندما ولدتني أمّي.

فهو اعتاد – كما جميعُ النّاسِ – على أنْ يُولَدَ الأطفالُ عراةً

أمّا أنا فأتيتُ بجسدٍ لُفَّ بطبقاتٍ كثيرةٍ من قماشٍ فريدٍ

من نوعه.

بدأتُ منذُ أوّلِ لحظةٍ إلى يومي هذا بانتزاعِ القماشِ تدريجيّاً

طبقةً تلوَ الأُخرى

فتارةً أرقّعُ بها ثقباً اِفتعلَهُ أحدهم في قلبي

وتارةً أُدفئ بها روحي عندما ترتجفُ حزناً ويأساً

أو… شوقاً

وتارةً يُطلَبُ منّي – وللغرضِ نفسه – أنْ أتبرّعَ بقطعةٍ من هذا القماشِ لأحدهم

وما زال عندي الكثير من طبقاتِ هذا القماشِ العجائبيّ

وهنا فقط يكمن سرُّ بقائي ككائنٍ قادرٍ على الاستمرارِ وسطَ هذا العالمِ

ولأنّني الآن

أرغبُ في التّخلّصِ نهائيّاً من كلّ حبكةٍ من هذا القماشِ

أحتاجُ إلى أنْ أهبهُ دفعةً واحدةً لِمَن يريده

فمَن يريدُ؟

ريم رباط

سورية حلب

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى