«عشق الصباح»

ثمة أوقات يجعلنا الشوق نرتعش كأغصان شجر رمان الحاكورة في عصف الريح وغزارة المطر في هذا الليل البارد! حيث لا قمر ولا نجوم ولا دفا! أغلقت نوافذ الشرفة ولجأت إلى قلمي، وقد أسكنتك حكاياتي وبوح ليلي! كلما ذكرتك اصابتني الحمى.. يبدو أنها حمى العشق .. يمر الوقت كوقع الصقيع على وجهي وأنا أتكوّم خلف الطاولة كحال أوراقي.. التي أبادلها الحبر وتبادلني البياض.. نحكي بلا أي همس بيننا إلا لغة العيون! لا أدري مع كل هذه السنوات التي تمضي.. لماذا ولا مرة جلسنا على شاطئ البحر؟…. لنحكي!!! رجعت إلى أراقي… ومع ثالث كأس من النبيذ صارت الخيالات تلاحقني حتى توهمت أن يكون لكلانا الرغبة أن نلتقي ونحكي كل ما نخبئه من الكلام دفعة واحدة.. وما أن نلتقي وأرى ابتسامة ثغرك الندي.. حتى أنسى كل الكلمات التي حفظتها لأحكيها لكِ …. في هذه اللحظة ومع النبيذ الذي لم أعد أعرف أعد الكؤوس التي شربتها!.. تبادر لخاطري سؤال: أيكون العشق جمراً تحت الرماد ؟ في هذا الليل البارد وأنا على كتف البحر… جلعتني الذاكرة أرتعش، كحالي يوم تلاقينا أول مرة.. لا أزال أشعر بارتعاش أصابعي وهي تمر على حمرة خديكِ وعيني تبحران في عينيك الساحرتين؟ الليل يمضي إلى الصباح وأنا لا أزال أمد خطواتي المتعبة بين جدران الغرفة والنافذة المطلة على البحر… تستجرني الذاكرة… ويا ويحي.. ويا لارتعاش الشفاه حين تبادلنا رحيق القبل أول مرة! تركت القلم، فتحت باب الشرفة قطفت قطفة حبق كانت غافية على الندى شممت عطرك فيها .. تركتها في دفتري.. ولم تزل….!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى