«ختم حياته كأزرار على قميص النهضة»

سليمان بختي

الأمين جبران عريجي يزيد في ألم اللحظة. قامته العالية. حضوره الوازن. قلبه الدافئ. عقله الراجح. شغفه بالنهضة والثقافة والكتاب والكلمة والتغيير. وأيّ جديد وكلّ جديد وعلى هدي أنطون سعاده ودعوته الى الحياة الجديدة والإنسان الجديد. كان جبران عريجي يملك قابليات هائلة للحوار، لقبول الآخر المختلف، لفتح الآفق أمام كلّ بادرة، كلّ أمل. وهو على سرج الذكاء يتقدّم ويتفاعل مع الواقع أو الغد. كأني به عاش دائماً على صلة باليقظة، على صلة بالنور حتى يلمح التاج، وحتى يخترق الستارة، وحتى يلتقي بكلّ الذين عبروا الضفتين.

وكلما التقيته تأخذنا الأحاديث حول الكلمة ولبنان والإصلاح المستحيل فيه، وحول الأمة وظروفها التاريخية، وإلى جدلية التحديث والتحرير. وهكذا من متعة إلى لجة، ومن ضفة إلى جسر. لا أزال أذكر ما كتبه جبران عريجي في وفاة المفكر النهضوي هشام شرابي… كتب: «… وهكذا ختم حياته كأزرار على قميص النهضة».

كم يليق بك هذا الكلام أيضاً وأنت الذي ناضلت بعقيدتك وإيمانك حتى الرمق الأخير وأنرت واستنرت لكي يتضح الطريق لك وللآخرين نحو لبّ الحقيقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى