لتكن «المقاومة» قدوة منتخبنا والتغيير بات ضرورياً

ابراهيم وزنه

قبل دخول منتخبنا الوطني إلى ملعب الامتحان الآسيوي في الامارات، ضجّت مواقع التواصل الاجتماعي بالدعاء والتحليلات الايجابية وبالعبارات الرافعة للمعنويات … وعلى الأرض أيضاً، واكب الرئيس والوزير والنائب والمدير التمارين الأخيرة معلنين عن تقديم المكافآت فيما لو تحققت النتائج الطيّبة، ومن جانبه، استبشر الاتحاد الكروي بتقديم النتائج المرجوة مستنداً إلى الارتقاء الحاصل لمنتخبنا الوطني على سلّم ترتيب «الفيفا» في الأشهر التي سبقت إنطلاق المسابقة القارية، وإلى الاستقرار الحاصل على الجبهة الفنية بقيادة رادولوفيتش، فثلاث سنوات للمدرب المونتينغري على رأس المنتخب، لا بدّ انها كافية ليعرف الرجل ما عنده ليطوّر في الاداء الفردي والجماعي والتطبيق الخططي، وينسحب الجو التفاؤلي على التحاق «الكتيبة» الخارجية بصفوف رجال الأرز، والمؤلفة من الأخوين ملكي، وهلال الحلوة وجوان العمري وباسل جرادي، وهذا الأمر حمّال أوجه ايجابية وسلبية في آن واحد.

في امتحاننا الأول في المسابقة التي نشارك فيها للمرّة الأولى عبر بوابة التصفيات، سقطنا أمام المنتخب القطري بعدما لعبنا لشوط واحد، ثمّ تفككت صفوفنا في الثاني، وفي المباراة الثانية أمام المنتخب السعودي بدا التفوّق «الأخضر» واضحاً منذ البداية فخسرنا بنفس النتيجة الأولى 0 ـ 2، وفي المباراتين واكبت الجماهير اللبنانية منتخبها بفعالية من المدرجات، كما واكبت المؤسسات الاعلامية رجال الأرز بضخ المعنويات وبلسمة الجراح وبعبارة «بعد في أمل» كما أن «الفايسبوكين» واصلوا دعواتهم وانتقاداتهم وتحليلاتهم. والجدير ذكره، أن خصمينا في المباراتين تفوقوا علينا لجهة الاستحواذ والسيطرة وحسن الانتشار والتسجيل، وعلى سيرة التسجيل لم يسجّل منتخبنا الوطني أي هدف في آخر ست مباريات! وفي الملاحظات الفنية، تابعنا سلسلة تمريرات للاعبين القطريين والسعوديين تصل إلى 20 تمريرة وأكثر، فيما تمريرات لاعبينا لم تتجاوز أصابع اليد الواحدة في أحسن الأحوال! كثرة الأخطاء الدفاعية أدّت إلى اهتزاز شباكنا، انعدام التجانس وغياب تبادل الأدوار في الخطين الخلفيين أدى إلى وجود ثغرات في تمركزنا وانتشارنا، ناهيكم عن تحامل الحكّام علينا في المباراتين.

بصراحة، نعرف أن مستوانا أقل من مستوى السعودي الذي شارك في المونديال 4 مرات، ومن القطري الذي قفز مؤخراً عدّة خطوات إلى الامام في سياق استعداده لاستضافة مونديال 2022 على أرضه، وأن امكاناتهم المادية واللوجستية أكبر وأفضل منا بكثير، ولكن بالارادة والتصميم والتعاون والروح القتالية والاندفاع والتنظيم كان بمقدورنا أن نقدّم عروضاً أفضل ونحقق نتائج مقبولة.

ختاماً دعونا نعتبر ونقرأ جيداً … أولسنا في لبنان وعن طريق المقاومة نجحنا باسقاط معادلة «العين ما بتقاوم مخرز» حتى صارت اسرائيل التي هزمت جيوش العرب مجتمعين تخاف «مقاومتنا»، كما وجاء في محكم كتاب الله «كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة». من هنا ندعو إلى تجاوز ما مضى وإلى الانطلاق بقوّة، كما وندعو القيّمين على المنتخب إلى إحداث صدمة ايجابية عبر المحاسبة والتغيير والتخطيط لمستقبل أفضل، فالمرحلة تقتضي التريّث لحين إنتهاء المهمة الكروية الآسيوية في الامارات، والأكيد أن ما قبل المشاركة غير ما بعده ، وإجراء «النفضة» أصبح ضرورياً لمواجهة المرحلة المقبلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى