موسكو: واشنطن عاجزة أمام سياستنا السيادية ولا تقدّم في مفاوضات معاهدة الصواريخ مع واشنطن

أعلنت الخارجية الروسية «عدم حصول أي تقدّم في المباحثات مع الولايات المتحدة حول مستقبل معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى».

وقال نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، أمس، «إن روسيا والولايات المتحدة بحثتا خلال مشاورات جنيف مستقبل معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى ولا يوجد أي تقدم».

وقال ريابكوف للصحافيين عقب اللقاء: «شارك في اللقاء ممثلون عن جميع الوزارات والهياكل المعنية بمعاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى من كلا الجانبين. استعرضنا الوضع وبحثنا الجوانب التي تثير قلق أي من الطرفين، كما بحثنا ما يمكن أن يحدث حول المعاهدة في المستقبل القريب، مضطر أن أقول إنه لا يوجد تقدّم».

كما أعلن نائب وزير الخارجية الروسي «أن بلاده تعتزم عقد جلسة إحاطة لحلفائها وشركائها وسفراء الدول الأوروبية حول مصير معاهدة التخلص من الصواريخ متوسطة وقصيرة المدى والموقف حول صواريخ 9 إم 729 ».

وقال للصحافيين عقب مفاوضات جنيف: «نرى أن هناك إمكانية لتزويد هذه البلدان بمعلومات أكثر تفصيلاً عن نهجنا تجاه التعامل مع المعاهدة، وكيف يبدو الموقف حول الصاروخ 9 إم 729 في هذا الصدد. الخطوة الأولى ستكون سلسلة من جلسات الإحاطة التي سنجريها في وزارة الخارجية لسفارات عدة دول يوم الجمعة».

واعتبر نائب وزير الخارجية الروسي، «أنّ مواصلة الولايات المتحدة ضغطها الشامل على إيران تمنع إطلاق حوار حول برنامج طهران الصاروخي».

وقال ريابكوف للصحافيين في جنيف، أمس: «نحن نعلم أنّ عدداً من الدول اقترحت سابقاً بدء مفاوضات من أجل عقد ما يسمى بالاتفاق الأوسع مع إيران ، لضمان الوصول إلى حل معين لما أطلق عليه ملف البرنامج الصاروخي الإيراني».

وأشار الدبلوماسي الروسي بهذا الخصوص إلى أنّ «بدء هذا الحوار يتطلب موافقة كلاً الطرفين على ذلك»، مضيفاً: «في الظروف الراهنة التي تمارس فيها الولايات المتحدة الضغط على إيران بفرض عقوباتها، والتي أضيفت إليها مؤخراً عقوبات جديدة مفروضة من قبل الاتحاد الأوروبي، وإن كان ذلك بدوافع مختلفة، في هذه الظروف من الصعب عليّ التصور كيف يمكن للأطراف أن تدخل في مثل هذا الحوار».

وفي تعليقه على الانتقادات التي وجهت إلى طهران بسبب قيامها بإطلاق غير ناجح لقمر «بيام» الاصطناعي، أكد ريابكوف «أنّ العمليات من هذا النوع لا تمثل انتهاكاً للقوانين الدولية».

ولفت الدبلوماسي إلى «وجود فرق بين عمليات إطلاق خاصة بناقلات فضائية وأخرى تخص الصواريخ القتالية». وتابع: «لكن حتى إذا سلمنا ولو للحظة، بمشروعية وضع الأولى والثانية على قدم المساواة، فإني لا أرى مبرراً لموجة الانتقادات التي طالت إيران مجدداً في الأشهر الأخيرة بسبب قيامها بتطوير برنامجها الصاروخي».

وشدد ريابكوف على أن «طهران لا تخالف القانون الدولي أو اتفاقات ومعاهدات هي طرف فيها».

من جهة أخرى، أكد المتحدث الرسمي باسم الرئاسة الروسية، دميتري بيسكوف، أمس، «أنّ الولايات المتحدة لن تتمكن مهما فرضت من عقوبات من إجبار روسيا على التخلي عن نهجها وسياستها السيادية».

وقال بيسكوف في مقابلة مع صحيفة «أرغومنتي إي فاكتني» نشرتها أمس، رداً على سؤال عما إذا كانت روسيا يمكن أن تمارس ضغوطاً على الولايات المتحدة، بحيث يصبح فرض العقوبات مؤلماً بالنسبة لها: «بالرغم من أن الولايات المتحدة لديها أكبر اقتصاد في العالم، إلا أنها لا تملك الوسائل لإجبار روسيا على التخلي عن سياستها السيادية، فهي ورغم استخدامها كل ترسانتها الواسعة لفرض القيود والعقبات، فشلت أميركا في تحقيق هذا الهدف. وبالمقابل وبنفس المستوى ليس لدينا وسائل قادرة على جعل الأميركيين يتخلوا عن نهجهم».

وأشار بيسكوف إلى أنّ «روسيا تعيش في ظل قيود مختلفة منذ أكثر من 40 عاما، بما في ذلك من قبل أميركا»، مضيفاً أنه «في عام 1974، تم اعتماد قانون جاكسون – فانيك، وبمجرد أن تم إلغاؤه، ظهر قانون ماغنيتسكي على الفور، وهلم جرا».

على صعيد آخر، أعلن سكرتير مجلس الأمن الروسي، نيكولاي باتروشيف، «عدم استبعاده تنفيذ استفزازات جديدة من قبل أوكرانيا ضد روسيا في عام 2019 لتذكير سلطات الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي بشأن كييف».

وقال باتروشيف خلال مقابلة مع صحيفة «روسيسكايا غازيتا» أمس: «لا أستبعد ظهور استفزازات جديدة في عام 2019 ضد روسيا، لأن هذه هي الطريقة الوحيدة لتذكر أوكرانيا بنفسها تجاه المجتمع الدولي، وبالأخص الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي، اللذين تتراجع ثقتهما في كييف بسرعة»، مشيراً إلى أن «هذه الاستفزازات تستخدم في العلاقات الدولية».

وخلص سكرتير مجلس الأمن الروسي إلى القول إن: «الحادث في مضيق كيرتش كان سبباً لإلغاء اجتماع الرئيسين الروسي والأميركي في بوينس آيرس. أما بالنسبة لسيناريو التصعيد الحاد للصراع المسلح في دونباس، فإنه محفوف بعواقب سلبية خطيرة لأوكرانيا والغرب. وفي الوقت نفسه، لا يمكن استبعاد استخدام القوة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى