عون لوفود اقتصادية: اجتماع بعبدا ضبط اللغط حول الواقع المالي للدولة

أكد رئيس الجمهورية العماد ميشال عون أن الاجتماع المالي الذي رأسه في قصر بعبدا الأحد الماضي، «أعاد ضبط اللغط الذي نشأ نتيجة تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام حول الواقع المالي للدولة وعادت الأمور إلى طبيعتها».

كلام عون جاء خلال استقباله أمس في قصر بعبدا، رئيس مجلس إدارة جمعية تجار بيروت نقولا شماس مع وفد من مجلس إدارة الجمعية، طرح تصوراً لإطلاق حملة استهلاكية وطنية تهدف إلى تفعيل الدورة الاقتصادية في البلاد.

في مستهلّ اللقاء طرح شماس على عون «تصوراً إنعاشياً» يتمثل بإطلاق حملة استهلاكية وطنية تهدف الى تفعيل الدورة الاقتصادية في لبنان، وذلك من خلال حضّ المجتمع اللبناني على التسوق داخل لبنان في العامين المقبلين، على أن يواكب المجتمع التجاري هذه الحملة بأسعار مدروسة وعروض مغرية، فتنطلق ساعة ذاك حلقة ايجابية من ازدياد الاستهلاك وانخفاض الاسعار. وأوضح أن «الاستهلاك الخاص، هو الأنجع والأفضل، علماً أنه وبالمقارنة مع الصين حيث يمثل 40 من الناتج القائم او مع فرنسا 55 او أميركا 70 فهو يمثل في لبنان 89 من النشاط الوطني. وإن، ضخامة الكتلة الاستهلاكية في البلاد تدفعنا الى التعويل على هذا المحرك».

وشدّد على «ضرورة إغاثة الاقتصاد خلال السنتين المقبلتين»، مشيراً الى أن أموال مؤتمر «سيدر» مشروطة وتتطلّب إصلاحات ومراقبة على تنفيذ المشاريع، ما يعني أن هذه الاموال ستأتي ببطء وتدرج، وبالتالي لن تفي بالغرض المطلوب اليوم لأننا بحاجة الى جرعة كبيرة وفورية من الدعم والاموال لإطلاق آلية الإنقاذ. في حين أن العملية الاستهلاكية هي أسرع بكثير من العملية الاستثمارية، وبالتالي فهي تنعكس حالاً على النمو الاقتصادي وعلى الدورة الإنتاجية».

ولفت شماس الى «ظاهرة يعيشها لبنان وهي في غاية الخطورة تتمثل بوصول نفقات السياح الأجانب في المتاجر اللبنانية الى 3,5 مليارات دولار في العام 2017، في حين أن نفقات السياح اللبنانيين في المتاجر الخارجية بلغت 5,5 مليارات دولار في العام نفسه»، وأكد أن «هذا الواقع الاقتصادي خطير، إذ ان السائح يتبضع من لبنان بينما اللبناني يشتري حاجاته من الخارج، ما يخلق خللاً في الميزان التجاري -السياحي اللبناني، بما قيمته حوالي ملياري دولار ولربما أكثر، بما أن هذه القيمة لم تحتسب ما يصرفه اللبناني في الخارج على المطاعم والفنادق والنقل والخدمات الأخرى ولم تحتسب أيضاً تملك اللبنانيين لشقق في الخارج، فضلاً عن أن العديد من اللبنانيين يملكون جنسية أخرى يستعملونها في السفر، وبالتالي لم تسجل مشترياتهم ما يرفع الفارق في الميزان التجاري – السياحي أكثر فأكثر»، وتمنى أن تكون الحملة الاستهلاكية الوطنية المقترحة ضمن الاولويات الاقتصادية الملحّة للحكومة الجديدة.

من جهته جدّد الرئيس عون دعوته للبنانيين لتشجيع السياحة الداخلية ما يزيد من واردات الخزينة ويساهم بالتالي بتحسين الوضع الاقتصادي، ومشدداً على أن «أي أزمة تطرأ على لبنان لا تحلّ إلا عبر تعاون جميع اللبنانيين وليس فقط عبر القرارات التي تتخذها الحكومة في مختلف القطاعات، او عبر جهود رجال الاعمال والتجار».

ودعا من جهة ثانية الى تنفيذ الاتفاقيات التي أبرمها لبنان مع الدول العربية ولاسيما اتفاقيات التيسير وتنمية التبادل التجاري. وعبر عن خشيته من عدم إدراك البعض لدقة الوضع في لبنان، وهذا ما يتبين من خلال المسار الذي يسلكه موضوع تشكيل الحكومة. وقال: «لقد تمكنّا من إعادة ضبط اللغط الذي نشأ نتيجة تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام حول الواقع المالي للدولة بعد الاجتماع الذي عقد يوم الأحد الماضي وعادت الامور إلى طبيعتها».

القصار

وعرض عون الشأن الاقتصادي والتحضيرات الجارية لعقد القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية، مع الرئيس الفخري لاتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة في لبنان الوزير السابق عدنان القصار الذي أشار بعد اللقاء إلى ان الاجتماع مع رئيس الجمهورية هدفه تأكيد ضرورة تضامن جميع الجهات السياسية والحزبية من اجل انجاح عهده «هذا العهد الذي حقق على مدى السنتين السابقتين إنجازات وإسهامات واضحة واستراتيجية وحيوية للبنان واللبنانيين. ومن الضروري التفاف الجميع حول الرئيس عون لتحقيق ما يصبو إليه اللبنانيون من أمن وأمان وطمأنينة واستقرار وازدهار».

وأضاف: «أكدت لفخامة الرئيس ضرورة الإسراع في تشكيل حكومة لبنان الجديدة وفق الاسس الدستورية، وبالتعاون مع الرئيس المكلف سعد الحريري، وان اللبنانيين اليوم هم في أشد الحاجة الى مثل هذه الحكومة لكي تتعامل بكل جد وجدية مع الملفات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والحياتية الملحة، وايضاً من اجل تنفيذ تعهدات لبنان تجاه الدول والمنظمات المانحة في مؤتمر «سيدر»، ولا سيما تنفيذ الإصلاحات الاقتصادية والقطاعية والمالية الضرورية والأساسية لنهضة الاقتصاد اللبناني وتحسين الأوضاع الاجتماعية».

وتمنى القصار ان تنجح القمة الاقتصادية العربية في بيروت، في تحقيق اهداف اقتصادية وتنموية عربية استراتيجية، وقال: «نضع، كل إمكاناتنا وعلاقاتنا، تحت تصرف رئيس الجمهورية ونحن جاهزون لتقديم كل الدعم الذي يراه مناسباً منا من اجل المساهمة في إنجاح هذه القمة، ومن اجل تعظيم استفادة لبنان منها. ونتمنى للرئيس عون كل التوفيق والنجاح في مسؤولياته الوطنية الجسام».

الصراف

على صعيد آخر، تابع رئيس الجمهورية مع وزير الدفاع الوطني يعقوب الصراف الأوضاع الراهنة في الجنوب في ضوء التطورات الميدانية التي نشأت مؤخراً، كما تناول البحث المراحل التي قطعها إنشاء المستشفى العسكري وزيارة وزير الدفاع الاسترالي الى لبنان، فضلاً عن اهمية القمة العربية التنموية الاقتصادية والاجتماعية التي تنعقد في بيروت.

والتقى رئيس الجمهورية النائب نقولا صحناوي ترافقه الدكتورة نادين حشاش حرام من مؤسسي برنامج «بروكسيمي « Proximie إضافة الى السيد باسل عطية، مدير عام المعلوماتية في شركة CEDAR MUNDI ventures والرئيس التنفيذي للشركة السيد جوزف شلالا.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى