إيران ردّت على مواقف هيل السفير الإيراني من بيت الوسط: ندعم جهود تأليف الحكومة

أكد سفير الجمهورية الإيرانية محمد جلال فيروزنيا دعم بلاده للجهود الرامية الى التسريع في تشكيل الحكومة برئاسة الرئيس سعد الحريري، مبدياً استعداد إيران لتوثيق العلاقات الثنائية مع لبنان في كل المجالات.

موقف فيروزنيا جاء عقب لقائه رئيس الحكومة المكلف سعد الحريري في بيت الوسط حيث تناول اللقاء آخر المستجدات في لبنان والمنطقة وسبل تقوية العلاقات بين البلدين.

وبعد اللقاء قال فيروزنيا: «تحدثنا مع دولته عن العلاقات الثنائية من جهة والتطورات الاقليمية من جهة أخرى، ونحن ندعم كل الجهود الرامية الى التسريع في تشكيل الحكومة اللبنانية العتيدة برئاسة الرئيس الحريري، ونأمل أن تبصر الحكومة اللبنانية النور في أسرع وقت ممكن».

وأضاف: «إننا في الجمهورية الإسلامية الإيرانية على استعداد دائم لتوثيق العلاقات الثنائية مع الجمهورية اللبنانية الشقيقة وتعزيزها في كل المجالات السياسية والاقتصادية والأمنية، ونحن لطالما تعاونا مع الدولة اللبنانية سابقاً وحالياً، وسوف نستمر في هذا التعاون في الاتجاه الذي يرسخ الهدوء والامن والاستقرار في ربوع هذا البلد الشقيق. أما على صعيد التطورات الإقليمية فنريد ان نقول في هذا الإطار ان الولايات المتحدة الاميركية التي تريد ان تروج لنفسها على انها دولة غيورة على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها، فهذا المنطق لا يصدّقه أحد. فهي لطالما كانت تدعي انها حريصة على أمن هذه المنطقة واستقرارها وهدوئها وازدهارها، ولكن هذا الموقف النظري يتناقض مع السلوك العملي، خصوصاً ان هذا الامر ينطبق على الإدارة الاميركية الحالية التي لطالما نقضت الكثير من التعهدات والالتزامات الدولية الملقاة على عاتقها، وهي لا تسعى على المستويين الاقليمي والدولي، إلا لتحقيق المآرب التجارية والاقتصادية والمالية التي ترمي اليها، وأكبر دليل على ان الأميركيين ليسوا غيارى على مصلحة هذه المنطقة وشعوبها، هو هذا الدعم الاميركي المطلق للاعتداءات التي يمارسها الكيان الصهيوني بشكل يومي وسافر».

وأسف «لأن دول هذه المنطقة تدفع أثماناً باهظة نتيجة للسياسات الأميركية الخاطئة وغير المنطقية، خصوصاً في ظل حكم الرئيس الأميركي الحالي دونالد ترامب الذي أدت سياسته الى رفع مستوى التوتير والتشنج على المستوى العام في هذه المنطقة». وتابع السفير الإيراني: «الظرف الأمثل لهذه المنطقة ليبصر النور، ليس فقط عندما تسحب الولايات المتحدة الاميركية قواتها العسكرية من الأراضي السورية، بل أن تلملم نفسها وتخرج بشكل نهائي من كل هذه المنطقة، وان تكف الإدارة الأميركية عن تقديم هذا الدعم المطلق للكيان الصهيوني المحتل، بالشكل الذي يسمح لكافة دول المنطقة وحكوماتها ان تتعاون مع بعضها البعض بما يحقق غداً أفضل لهذه المنطقة، ويرسخ الأمن والهدوء والاستقرار والازدهار لشعوبها. وفي هذا الإطار نحن في الجمهورية الاسلامية الإيرانية نقف الى جانب لبنان الشقيق وكل دول المنطقة، ولكن بطبيعة الحال، فإن شعوب هذه المنطقة تعرف الوقائع والحيثيات بشكل جيد، وكل هذه الأطراف تدرك حقيقة التصرفات والنيات الأميركية المبيتة لدول وشعوب المنطقة وهذا يجعلها ان لا تراهن على هذا الفرس الخاسر».

وعن الملف الحكومي أكد ان «الجمهورية الإسلامية الإيرانية تشدد على ضرورة الإسراع في تشكيل الحكومة اللبنانية الجديدة، وانا لا اعتقد انه ينبغي ربط هذه المسألة بالعوامل الخارجية».

بيان السفارة الإيرانية

وكانت السفارة الإيرانية في بيروت قد ردت في بيان على سلسلة المواقف التي أطلقها وكيل وزارة الخارجية الأميركية للشؤون السياسية ديفيد هيل، والتي تناول خلالها إيران، أكد البيان التالي:

«ان الاستراتيجية الأميركية وخصوصا في ظل هذه الإدارة المتعجرفة والمتخبطة والناهبة لثروات شعوب المنطقة والخارجة عن القوانين والمواثيق والمعاهدات الدولية والمبنية على التهويل والترويع والتهديد والتدخل في شؤون الدول، تسعى الى تغيير مسار سياسات مصالح الدول بحسب مزاجها ومصالحها الإقليمية والعالمية، ولتكريس الاحتلال الإسرائيلي على حساب حقوق الشعب الفلسطيني والمسلمين والمسيحيين في القدس الشريف. وتقوم هذه الاستراتيجية على اختلاق الحروب وإيجاد الفتن بين الدول ومكوّنات الشعب الواحد».

وأضاف: «يبدو أن المبعوث الأميركي يتجاهل أن بلده كان الحاضن الأكبر والداعم الأساسي للحركات المتطرفة الإرهابية ومنها «داعش» التي أحرقت الأخضر واليابس بدعم مالي ولوجستي إقليمي وأميركي سعياً منها الى القضاء على محور المقاومة في المنطقة وتحقيق مآرب البيت الأبيض وربيبته الصهيونية، ولولا حكمة وتدبير وصمود وتضحيات المتحالفين وعلى رأسهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية في وجه أميركا ومن لف لفها لكانت العديد من دول المنطقة تعيش اليوم تحت رحمة الإرهابيين والتكفيريين والفوضى العارمة والدم والدمار المعمم، وعلى الرغم من هزيمة المشروع الأميركي والمتحالفين معه، إلا أن أميركا تبحث عما يعوّض هزائمها تحت مسميات جديدة.

وتابع البيان: «في ما خص وجودنا الاستشاري العسكري في سورية، فهو لا يحتاج إلى إذن من أحد لأنه جاء أساساً بطلب من الحكومة السورية الشرعية، وبتنسيق وتعاون كامل بين البلدين، ولكون المبعوث الأميركي عمل سابقا في لبنان، لا بد أنه يعلم جيداً كيف وقفت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى جانب لبنان، حكومة وشعباً، في مسعاه الى تحرير أراضيه عندما كانت ترزح أجزاء كبيرة منها تحت نير الإحتلال الإسرائيلي، في الوقت الذي كانت تقف أميركا متفرجة، وداعمة للكيان الصهيوني. فالحرص على الحفاظ على سيادة لبنان واستقلاله وعزته وكرامته لا يكون من خلال التغاضي عن التهديدات الإسرائيلية المتكررة للبنان أرضاً وسماء ومياهاً والسكوت عن الانتهاكات التي يرتكبها هذا الكيان يومياً تحت أنظار الإدارات الأميركية المتعاقبة التي كانت وما زالت تقدم الدعم المطلق والسخي والأعمى الى هذا الكيان».

ولفت بيان السفارة الى أن «لبنان، كما نراه، أصبح اليوم بفضل قيادته الحكيمة وحكومته وشعبه وجيشه ومقاومته المسؤولة، رقماً صعباً في المعادلات الإقليمية بحيث أصبح حصيناً وعصياً على إملاءات الآخرين وأعدائه، فلا يسمح لأي طرف كان بأن يملي عليه القرارات الخاطئة».

وختم: «إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية وفي إطار العلاقات الثنائية مع الحكومة اللبنانية والتواصل معها والتعاون المشروع مع كل الأحزاب والتيارات السياسية والإجتماعية، تواصل دورها البناء في المساعدة على تكريس الاستقرار والأمن في لبنان وازدهار هذا البلد الشقيق ورقيه، وتستمر في العمل في إطار العلاقات الثنائية والإقليمية لترجمة هذا الواقع. كما أن الجمهورية الإسلامية لن تدخر جهداً لأي تعاون مع الحكومة اللبنانية والجيش اللبناني الباسل والمقاومة المفتخرة».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى