«السبتي» في جريانه يتربع على طريق الملوك.. فوران نبع الفوار في ريف حمص الغربي يبشر بسياحة واعدة

شهدت قرية الزويتينة في ريف حمص الغربي توافد الزائرين اليها من مختلف الأماكن لمشاهدة نبع الفوار بعد فيضانه وفوران مياهه جراء الأمطار الغزيرة التي شهدتها المنطقة في هذه الفترة، ليشكل لوحة فنية تزيد منطقة وادي النضارة جمالاً.

وأوضح أنور السنكري رئيس بلدية الزويتينة أن النبع معلم سياحي وأحد أهم الأماكن السياحية في محافظة حمص ويتميّز بطريقة فوران مياهه إضافة إلى وقوعه في منطقة حرجية كثيفة وقربه من دير مار جرجس الأثري ما يجعله من المواقع السياحية المهمة التي يقصدها السياح من المناطق كلها.

ويضيف السنكري: إن نبع الفوار عبارة عن هوة داخل مجموعة من الصخور الكلسية في باطن الأرض وتتفجّر المياه من الجهة الشمالية للهوة لتدخل من جديد في عمق الأرض من جهة الجنوب وبعد فترة زمنية تتفجّر المياه من الجهة التي دخلت منها وبكميات كبيرة على شكل فوران ولذلك سُمّي النبع بالفوار ثم تجري المياه في وادي يسمّى نهر العطشان، مبيناً أن لا وقت محدداً ولا مدة زمنية محدّدة لفورانه، فمن الممكن أن يفور ثلاث مرات في اليوم ومن الممكن مرة واحدة في الأسبوع.

ويشير السنكري إلى أن مياه النبع تروي الأراضي بالإضافة إلى إقامة المقاهي والمطاعم بالقرب منه بهدف التمتع بجماله، خصوصاً اثناء فورانه، موضحاً أن دراسات عدة أجريت حول هذه الظاهرة، لكنها لم تعط تفسيراً ثابتاً ودقيقاً لها.

يوسف الخولي صاحب أحد المطاعم المطلة على النبع أشار إلى توافد الزوار من مختلف المناطق للتمتع بجمال النبع ورؤيته أثناء فورانه وقضاء ساعات قربه.

وعن الأهمية التاريخية لنبع «الفوار» يشير المؤرخ الدكتور يوسف الشامي إلى أنه كان يقع على طريق مهمة دفعت جميع المارين بالمنطقة والعابرين فيها للوقوف عنده، وعن اسمه يقول: «أطلق على النبع اسم «السبتي» على أيام الإمبراطور الروماني «تيتوس»، وإن تسميته جاءت من أن الماء لا يجري فيه إلا سبعة أيام فقط على حد اعتقادهم، أما الواقع فإن مياه هذا النبع تفور مرات عدة في السنة وبأوقات غير محددة تبعاً للعوامل الجوية من ضغط ورياح، وأهمية النبع قديماً أتت من وقوعه على إحدى الطرقات الأكثر عبوراً في سورية وهي تربط مباشرة «طرابلس» عبر ارطوسية وعرقة وهي طرق الملوك سابقاً».

وحول جريان مياه النبع يضيف الشامي: «تعود مياه «الفوار» إلى بحيراتها الأصلية في مغارة صغيرة على كتف «وادي العطشان» ولسيلانه آلية معينة، حيث إنه قد يفور مرات عدة في اليوم الواحد وقد لا يفور في الشهر أكثر من مرة، ومدة جريان مياهه وغزارتها غير محدودة، ولكن أحياناً تسيل بغزارة كبيرة تملأ النهر وتتأثر بالعوامل الجوية والرياح والضغط التي تؤثر على المياه داخل المغارة الكبيرة تحت الجبل من حيث ينبع الماء، ويعرف الناس عادة بدء فوران النبع من خلال الأصوات العالية التي يصدرها هدير المياه داخل تجويف الأرض». سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى