الواقعية والسريالية في أعمال التشكيليّ رزق الله حلاق

حنان سويد

الواقعية والسريالية ضدان توحّدا في أعمال الفنان التشكيليّ رزق الله حلاق تجاوز فيها المألوف وكسر حاجز الجمود الذي حاولت ظروف الحرب على سورية فرضه فكانت لوحاته ومنحوتاته بموضوعاتها وألوانها أيقونات فنية متنقلة في معارض فردية وجماعية.

وتحدّث حلاق في حديث صحافي له عن تأثير البيئة في أعماله التي استقى موضوعاتها من واقعه الاجتماعي من خلال شخصيات عايشها والظروف المحيطة بألوان دافئة ومشرقة يغلب عليها الأصفر الشرقي المستوحَى من الأيقونات البيزنطية.

وعن المرأة بمختلف حالاتها في أعماله رأى حلاق أن جمال المرأة السورية بسحرها ورقتها وما ترمز اليه من شمس وخصوبة وحياة تشكل مصدر إلهام لكل فنان ومركزاً لموضوعاته. وهو ما برز في أعماله التصويرية والنحتية وأهمها لوحته /لن تنكسر/ وتمثل المرأة الجبارة الطامحة إلى كسر القيود وترمز لسورية الأم الصامدة والقوية.

بخصوص التقنيات التي يستخدمها في أعماله بيّن عضو اتحاد الفنانين التشكيليين أنه يعتمد في منحوتاته على مادة الخشب الطبيعي والصناعي والجص، إضافة إلى الرمل بطريقة الرسم على السطوح الخشنة والمكسّرة والتي حصل من خلالها على تضاريس مختلفة وظّفها حسب موضوعاته معتمداً طريقة التعتيق. وهذا ما يميّزها ويجعلها تأخذ منحىً تصويرياً أخاذاً .

وأوضح حلاق أن الحرب الإرهابية التي تعرّضت لها سورية خلقت في داخله نوعاً من التحدي للذات فأصرّ على ترجمتها بأعمال فنية حملت موضوعات إنسانية بامتياز ليقيم معرضه الفردي عام 2016 بعنوان «حالات» والذي تناول فيه أوجاع الإنسان السوري خلال الحرب وما زال التحدّي مستمراً.

وعن رأيه بالحياة التشكيلية في حمص اليوم رأى الحاصل على إجازة في كلية الفنون الجميلة أن حمص لم تتوقف تشكيلياً رغم الظروف الصعبة وما زالت مستمرّة بوتيرة متصاعدة ومبشرة، لافتاً إلى أن هناك تحديات كثيرة تقف أمام الفنان التشكيلي في سورية خاصة أبرزها الحالة المادية الاقتصادية الصعبة. فالعمل الفني يحتاج إلى تكاليف مادية كبيرة.

وحول تأثير مواقع التواصل الاجتماعي على التذوق الفني رأى حلاق أن ما يُسمّى ثورة التكنولوجيا ساهمت في توسيع الفجوة بين المتلقي والمعارض الفنية، حيث يفضل الجمهور متابعتها على هذه المواقع، لافتاً إلى مساعدته للفنانين الشباب الناشئين من خلال مرسمه «ألوان» في قريته بهدف تطوير مواهبهم ووضعهم على الطريق الصحيح.

يحمل حلاق وهو من مواليد حمص 1975 دبلوم دراسات عليا في هذا القسم عام 2000 وله العديد من المعارض الفنية الجماعية والفردية في المحافظات، منها ملتقى جوليا دومنا للتصوير الزيتي في حمص.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى