من أول غزواته كسر عصاته…!

محمد صادق الحسيني

الفشل المحقق يلاحق قادة العدو الصهيوني والسماء السورية باتت حراماً عليهم والبحر المتوسط بات ملاذ الخائبين…!

بعد خمسة أيّام فقط من توليه منصب قائد أركان الجيش الإسرائيلي رسمياً، بتاريخ 15/1/2019، اتخذ الجنرال أفيف كوخافي أول قرار قتالي، وذلك عبر موافقته على قرار رئاسة أركان سلاح الجو الإسرائيلي القاضي بتنفيذ غارة جوية على مطار دمشق الدولي ظهر أمس، حيث قامت أربع طائرات حربية «إسرائيلية» بتنفيذ محاولة إغارة على المطار السوري وذلك من أجواء البحر المتوسط المقابلة لبلدة برجا اللبنانية/ قضاء الشوف.

وكما فشل ما قبلها من الغارات فإنّ يقظة سلاح الدفاع الجوي السوري وجهوزية طواقمه العالية قد أفشلت هذه الغارة أيضاً. إذ تمّ إسقاط جميع الصواريخ «الإسرائيلية» دون أن تصل الى الهدف الذي يعرف نتن ياهو ورئيس أركانه أنه أصبح من المحرّمات عليهما.

وعلى الرغم من تيقنهما من ذلك إلا أنهما أقدما على تنفيذ محاولة الإغارة هذه. فما السبب الذي دفعهم الى ذلك يا تُرى؟

إنّ السبب الحقيقي وراء هذه الخطوة هو المصلحة المشتركة بين نتن ياهو وكوخافي والمتمثلة في أنّ نتن ياهو يحاول الإفلات من التحقيقات القضائية التي تضيّق الخناق عليه بسرعة عبر تقديم نفسه للجمهور على أنه منقذ «إسرائيل»، بينما يحاول رئيس الأركان الجديد أن يعطي صورة قوية عن نفسه للجمهور «الإسرائيلي» خاصة أنه جنرال فاشل تماماً.

فقد كان هذا الجنرال قائداً لما يُسمّى بفرقة غزة. وهي فرقة المظليين رقم 98، في الجيش «الإسرائيلي» عندما اضطر هذا الجيش للانسحاب من قطاع غزة عام 2005. ثم شارك في هزيمة الجيش «الإسرائيلي» في لبنان سنة 2006، وعيّن بعد ذلك قائداً للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية من سنة 2010 وحتى شهر 11/2014، حيث تمّ تعيينه قائداً للجبهة الشمالية في الجيش. ثم نائباً لرئيس أركان الجيش الإسرائيلي منذ شهر 5/2017 وحتى تعيينه رئيساً لهيئة الأركان العامة.

إذاً فهو قد فشل في إدارة المعركة ضدّ قطاع غزة وانسحب من هناك مهزوماً. ثم فشل في جميع المهمات التي كلفت بها فرقته المظلية في الحرب الإسرائيلية ضدّ لبنان عام 2006. وبعد ذلك فشل في تحقيق أيّ نجاح، خلال توليه قيادة الاستخبارات العسكرية، سواء في الجنوب اللبناني أو الجنوب السوري. يُضاف الى ذلك فشله المدوّي على الجبهة السورية، خلال قيادته للجبهة الشمالية، خاصة أنه هو نفسه صاحب نظرية إقامة المنطقة العازلة في الجولان السوري المحرّر. وهو أيضاً فشل في منع الجيش السوري وقوات المقاومة من تحرير الأراضي التي كان يسيطر عليها الإرهابيون المسلحون في الجولان والجنوب السوري. كما فشل هو ورئيس وزرائه في منع قوات حلف المقاومة من التموضع على طول خط الجبهة مع الجولان المحتلّ وصولاً الى حوض اليرموك.

إذن فهو صاحب مسلسل فشل لن تستطيع عنتريات نتن ياهو وأكاذيب وسائل إعلامه من تغييرها. فلا «اختراقاته» في دول الخليج ولا رحلات السفاري التي قام بها الى تشاد قادرة على تغيير وقائع الميدان التي تقول:

1- إنه عاجز عن اختراق الأجواء السورية واللبنانية وأصبح مضطراً لإطلاق ألعابه النارية من أجواء البحر المتوسط.

2- إنّ رئيس أركانه الجديد، الذي يريد الإيحاء بأنه لن يتوانى في مواجهة «الوجود الإيراني» في سورية، قد فشل منذ اللحظة الأولى، أي لحظة موافقته على تنفيذ محاولة الغارة.

3- إنّ هذا الجنرال الفاشل سوف يتوّج مسلسل هزائمه بالهزيمة الكبرى التي سيشهدها كيانه والتي يُعدّ لها حلف المقاومة كل العديد والعدة والتي ستنتهي حتماً بتفكك وزوال كيان الاحتلال لا محالة…!

بعدنا طيّبين، قولوا الله.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى