«العصائب الحمراء» أسّسها الجولاني اقتداء بـ«وحدة الرضوان» في حزب الله.. فمَن هي؟

نضال حمادة

أظهرت حرب الفصائل التي اندلعت الشهر الماضي بين هيئة تحرير الشام النصرة من جهة وفصائل نور الدين الزنكي وأحرار الشام تفوّقاً عسكرياً كبيراً للجولاني ومنظمته على باقي الفصائل، ظهرت معالمه في عملية الحسم السريع للمعركة وتكتيكات الهجوم الذي اعتُمد على الضربات السريعة والعمل خلف خطوط العدو مع كثافة في النيران ومعرفة جيدة بطبيعة الأرض مكّنت الجولاني من السيطرة على غالبية مناطق الشمال السوري الخارجة عن سيطرة الدولة السورية والقضاء على التمركز العسكري للفصائل في فترة زمنية قصيرة. واستحوذت وحدة العصائب الحمراء الني شاركت في كلّ عمليات الاقتحام والهجوم على اهتمام ومتابعة من وسائل الإعلام. ولا شكّ في أنّ الجيش السوري وحلفاءه راقبوا عن كثب هذه الوحدة العسكرية وإمكاناتها وكيفية عملها.

بدأت قصة العصائب الحمراء عام 2016 بعد معارك القلمون الشرقي وخسارة النصرة للكثير من معاركها في المنطقة المذكورة بعد مواجهات مع وحدة الرضوان ووحدة حيدر التي تعتبر قوات النخبة في حزب الله.

بعد هزائم القلمون وحلب أمر الجولاني بتأسيس وحدة نخبة مهمتها العمل خلف خطوط العدو والتدخل السريع في المعارك واضعاً شرطاً أساساً وهو الابتعاد عن منهج الانغماسيين في القتال واستبداله بوحدة عقيدتها القتالية الحفاظ على حياة المسلّح.

وفي أواخر العام 2016 أوكل الجولاني أمر تأسيس وتنظيم وتدريب هذه الوحدة لشركة «بلاك ووتر إسلامية» اسمها «تاكتيكال الملاحم» أسّسها مقاتلون أتوا من روسيا وبلدان الاتحاد السوفياتي السابق، وغالبية هؤلاء خدموا في القوات الخاصة في بلدانهم. ويقود هذه المجموعة حالياً ضابط سابق في القوات الخاصة في دولة روسيا البيضاء، ويُدعى أبو سلمان البيلاروسي وكان مساعداً لمؤسّس الشركة ابو رفيق الطاجيكي. وهو معاون أول سابق في القوات الخاصة الروسية.

وتعمل «تاكتيكال الملاحم» على تدريب الجهاديين السلفيين على كافة أنواع الأسلحة وعلى المهارات القتالية واستخدام القذائف الصاروخية وهذا النوع من التدريب مكلف من الناحية المالية، حيث يبلغ ثمن كلّ قذيفة «آر بي جي» تستخدمها تاكتيكال الملاحم في دوراتها أكثر من 700 دولار في السوق السوداء لهذا السبب يقتصر التدريب العسكري لمعظم المجموعات السلفية المسلحة في سورية على السير، والحيل البارعة، والرماية الأساسية. لكن بالنسبة إلى هيئة تحرير الشام التي تستطيع دفع التكاليف بفضــل الدعم القطري لها، فالتدريب الذي يوفره عناصر المشاة في «مالهاما تاكتيكال» يستحق هذا الثمن. ولقد اعترف أحد المقاولين العسكريين الأوروبيين بأنّ المهارات التكتيكية التي يمكن أن توفرها المنظمة، أياً كانت المجموعة التي تدرّبها، تترك بصمات مميّزة واضحة في ميدان المعركة السوري.

كما تقدّم تاكتيكال الملاحم أيضاً على صفحات يوتيوب وفيسبوك إرشادات مجانية للسلفيين المقاتلين مثل كيفية صنع قنبلة يدوية، وتنظيف الأسلحة، واقتحام الغرف، والقتال المدني، وغيرها من المهارات. يعدّ معلمو المنظمة دورات تدريبية على الإنترنت تتضمّن الإسعافات الأولية في ساحة المعركة، واستخدام الأسلحة، وأنظمة الإشارات اليدوية للقتال في المناطق المدنية، وكيفية إنشاء الكمائن. وهذه المهارات ظهرت في إداء العصائب الحمراء التي أنهت فصيلي الزنكي وأحرار الشام في غرب حلب وسهل الغاب وجبل شحشبو بريف جسر الشغور خلال أيام قليلة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى