تحية لك فنزويلا في وقفة العز التي تقفينها

إياد موصللي

لماذا هذا الذي يجري في فنزويلا وحولها يشتدّ ويستعر، وفنزويلا لا أساطيل لها تجوب البحار وتنشر التهديد والوعيد…

أخبار فنزويلا تملأ العالم، والتدخل الأميركي السافر يخرق كلّ المفاهيم والأعراف، والعداء الأميركي لفنزويلا هو عداء المستبدّ ضدّ الحرّ… عداء المغتصب لصاحب الحق…

قبل الرئيس الحالي مادورو المجسّد لصورة الرئيس السابق شافيز، والسائر على خطاه في الحرية والسيادة، تبوأت فنزويلا موقعها الدولي في مسيرتها الجريئة والحرة ومجابهتها للولايات المتحدة وعنجهيتها ووقوتها الى جانب الشعوب والدول الحرة والمضطهدة ودعمها لفلسطين ووقوفها ضدّ العدوان الصهيوني.

بروز هذه الدولة وهذه المسلكية في أميركا اللاتينية أزعج وأقلق «إسرائيل» ودعاتها ورعاتها.. لذلك بذلت الأموال والجهود من أجل زعزعة وجود قيادة حرة والقضاء على الثورة البوليفية الحرة الأبية.

يوم نستعيد التاريخ والمواقف التي وقفتها الدولة البوليفية بقيادة رئيسها السابق شافير يبطل التساؤل لماذا نحن مع فنزويلا مؤيدين مساندين. عرفنا فنزويلا من مواقف رئيسها السابق ومتابعة رئيسها الحالي الطريق نفسه.

المواقف التي وقفتها فنزويلا مع المسألة الفلسطينية ودعمها والوقوف ضدّ العدوانية «الإسرائيلية» بحزم وعزم لم يقفها أحد مثلها حتى العرب لم يكونوا كما كان قادة فنزويلا.

ونحن في لبنان نذكر بدقة ووضوح المواقف التي وقفتها فنزويلا وسطرت فيها صفحات ناصعة في تاريخ الصراع مع العدوان «الإسرائيلي»، ولا بدّ لنا من أن نستعيد هذه المواقف التي وقفتها فنزويلا ضدّ «إسرائيل» يوم عدوانها على لبنان..

ويجب ان لا ننسى انّ الرئيس الفنزويلي السابق كما هو الآن الرئيس الحالي.. وقف موقفاً لن ننساه، لذلك نحن اليوم نقف مع فنزويلا برئاسة مادورو كما كنا وكان معنا الرئيس الراحل شافيز. الرئيس الفنزويلي لم يكن صاحب جلالة في بلادنا ولا صاحب فخامة في جمهورية من جمهوريات الموز المنتشرة في أمتنا ولا كان صاحب السمو في الإمارات والمشيخات في حكومات مضارب صحارينا.

انه لمن يحب أن يعرف رجل لاتيني شعبي، عسكري سابق ترشح للانتخابات عن شعبه وفي بلاده فاز رغم كلّ الأموال التي بذلتها أميركا وشركات المال وتكتلات القوى الاقتصادية. فاز لأنه آمن بشعبه وشعبه آمن به، وصدق ما عاهد عليه، فتمسك به شعبه.

هذا الرجل هزّته الاعتداءات «الإسرائيلية» على لبنان وهو العليم المعاني المكابد من أميركا وتعدّياتها وغطرستها ويعرف انّ «إسرائيل» ترضع من الثدي الأميركي:

ولا يعرف الشوق إلا من يكابده

ولا الصبابة إلا مَن يعانيها

هذا الرجل الرئيس القائد قال من هناك من بعيد وما لم يقله ملك او رئيس من هنا في القريب…

هذا الرجل لم يقل انّ ما يجري في لبنان لا يعنيني، هذا الرجل وجد انّ رفضه للاستعمار والعدوان والحقد لا يستطيع ترجمته بإعلان الحرب على المعتدي «الإسرائيلي» الأميركي على لبنان بإرسال جيش تحول المسافات والجغرافيا دون ذلك وليس لأنّ جيشه هو للدفاع عن فنزويلا، وشعبها وحده فقط، وإنْ قال ذلك فله حق فهو فنزويلي، لا مصري ولا سعودي ولا أردني، ومع هذا وجد انّ السكوت عن الحق شيطان أخرس، ورفض اأن يكون شاهد زور في عالم هو نبرة حق فيه وصوت المستضعفين، فقال لـ»إسرائيل» لا… توقفي… وقطع علاقاته الدبلوماسية معها…

هو رئيس لدولة لا مطامع لها في لبنان او مع لبنان، وجالية لبنان فيها عادية…

قال للسفير الفنزويلي: عد لبلادك فنحن نرفض ان تكون لنا علاقات مع الجزارين والقتلة…

بعض المواطنين كانوا يسمعون الأخبار على التلفزيون سمعوا من الخبر فقط «قرّر الرئيس جراء ذلك سحب السفير من إسرائيل وطلب منه العودة لبلاده»… ولم يسمعوا اسم ذلك الرئيس.

صفق الجميع وتساءلوا من هو هذا الرئيس وقال قائل، إنه رئيس مصر، وقال آخر لا إنه ملك السعودية، وصحّح آخر لا انه ملك الأردن… وتعدّدت الأسئلة… ربما ملك المغرب او رئيس موريتانيا… أسئلة جاء الجواب عليها من رجل دخل فجأة وسمع الضوضاء وسأل ما سبب هذه الضجة والجلبة.

فأخبروه بالأمر، فصاح فيهم ويحَكم ألم تسمعوا الاسم وهذا منطقي ولكن ان تظنّوا بعضاً من هؤلاء قد ارتكب هذا الفعل العظيم فذلك نقص في إدراككم وعقولكم…

ويحكم انّ الذي فعل هذا هو عظيم أبيّ كريم عزيز في قومه، انه رئيس جمهورية فنزويلا شافيز. وساد وجوم ودهشة وألم من هناك من آخر العالم من المستضعفين من المضطهدين انبرى صوت قوى في قرار بطولي يقول لـ»إسرائيل» قولاً قوياً حازماً جازماً لم يستطع واحد من عندنا ان يقوله أو يفكر فيه ونحن بعيدون عن أميركا فيما رئيس فنزويلا وبلاده جزء من عالمها.

لهذا كان لتلك الدولة وحكامها التقدير والمحبة والاحترام ومن أجل هذا كله هبّ العالم الحرّ من شعوبنا وحكامنا الأحرار، في سورية، وشعب ومنظمات لبنان وروسيا وإيران، وتركيا والصين والأحرار الأباة في مختلف أنحاء العالم يشجبون المحاولات الأميركية العدوانية ويهتفون بحياة فنزويلا شعباً وقيادة.

تحية لك فنزويلا… تحية لك مادورو.. تحية لروحك شافيز…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى