وفد من نقابة المقاولين يلتقي وزير المال وسلامة خليل: مستحقات المتعهدين ستسدّد خلال الشهرين المقبلين

جال وفد من نقابة مقاولي البناء والأشغال العامة في لبنان برئاسة المهندس مارون الحلو، على وزير المال علي حسن خليل وحاكم مصرف لبنان رياض سلامة، وعرض معهما هواجس النقابة، لا سيما تفاقم أوضاع الشركات والمشكلات التي تواجه القطاع نتيجة التراجع الاقتصادي وعدم تشكيل حكومة، والتأخر في تسديد المستحقات المترتبة لهم على الدولة.

بدأ الوفد جولته من وزارة المال، حيث عرض الحلو للوزير خليل وضع المقاولين والقلق الذي ينتابهم في ظل الانحدار الاقتصادي الذي ينعكس جموداً في أعمال المقاولات، والتطوير العقاري، مركزاً على المشكلة الأساسية والمتمثلة في عدم قبض الشركات مستحقاتها من الدولة في الوقت المحدد، إضافة إلى الخسائر التي يتكبدها المقاولون بسبب الديون الكبيرة المستحقة عليهم للمصارف.

ورد خليل مطمئناً، وأكد أنّ «مستحقات المتعهدين لدى وزارتي الأشغال والطاقة ستسدد خلال الشهرين المقبلين».

وأسار الحلو بعد الاجتماع إلى «أنّ القطاع يمر بمرحلة صعبة، ونشهد اليوم توقفاً شبه كلي للاستثمارات». وأشار إلى أنّ «ارتفاع معدلات الفوائد ساهم إلى حد كبير في هذا الوضع، إذ بات المستثمر يفضل إيداع أمواله لدى المصارف بدلاً من توظيفها في مشاريع البناء وسواها»، لافتاً إلى أنه «لم يتم تأمين سوى بعض التمويل لتنفيذ مشاريع تشكل حاجة ماسة، لاسيما المدارس والمستشفيات، وهذا الأمر لا ينبىء بالخير للمستقبل».

وأشار الحلو إلى أنّ «الاجتماع مع وزير المال تطرق أيضاً إلى مستحقات المقاولين لدى مجلس الإنماء والإعمار، والتي لم يتم تسديدها طوال الأشهر الستة الماضية بسبب عدم توافر الأموال». وقال: «إنّ السبب كما أوضح الوزير خليل يعود إلى وجود أولويات للدولة اللبنانية، وهي دفع الرواتب والأجور وخدمة الدين». وكشف أنّ خليل «وعد الوفد بتسديد مستحقات حزيران 2018 خلال فترة 15 يوماً ومستحقات تموز وآب وأيلول 2018 خلال الشهرين المقبلين، الأمر الذي طمأن المقاولين».

وفي ختام الاجتماع، طالب وفد النقابة خليل «بعدم تلزيم الدولة مشاريع جديدة قبل تسديد كامل المستحقات المتوجبة عليها، لأنّ المقاولين يتحملون فاتورة الفوائد الكبيرة بسبب التأخير في الدفع، وبسبب سعي المصارف إلى استرجاع ديونها من السوق بأسرع وقت ممكن بغية توظيفها بسندات في مصرف لبنان مع فوائد مرتفعة بعيدا عن استراتيجيتها السابقة القائمة على الدخول في مشاريع تمويلية جديدة».

وفي مصرف لبنان، بحث الوفد نقابة المقاولين مع سلامة في الوضعين الاقتصادي والمصرفي وتأثير ارتفاع الفوائد على ديون المقاولين.

وقال الحلو بعد الاجتماع: «طمأننا سلامة إلى أنه سيخصص مبلغ 500 مليون دولار لتمويل المنازل السكنية لذوي الدخل المحدود، الأمرالذي سيحسن عجلة السكن والبناء».

وبالنسبة إلى معدلات الفوائد المرتفعة والتي تؤثر سلباً على ديون المقاولين، قال الحلو إنّ حاكم مصرف لبنان «أوضح للوفد أن الفوائد ارتفعت عالمياً وفي لبنان سجلت زيادة ملحوظة لأن نسبة المخاطر أعلى منها في سائر الدول».

ولفت الحلو إلى أن الوفد طلب من سلامة الإيعاز إلى المصارف بتسهيل التعامل مع المقاولين «لأننا فعلاً في أزمة».

وشدّد على أنّ «مفتاح الحل للوضع الاقتصادي عموماً وقطاع المقاولات خصوصاً هو تأليف حكومة لأن مؤتمر «سيدر» وما يتضمنه من مشاريع ضخمة ومن إصلاحات سيحرك الدورة الاقتصادية برمتها».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى