موسكو تدعو واشنطن لسحب قواتها المتمركزة بشكل غير شرعي في سورية

بحث وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف مع نظيره الفرنسي جان إيف لودريان، جهود التسوية في سورية وسبل التطبيع في فنزويلا وجملة من القضايا الدولية ذات الاهتمام المشترك.

وأطلع سيرغي لافروف نظيره الفرنسي على الجهود الروسية لنشر الاستقرار في سورية، بما فيها تقديم المساعدات الإنسانية.

وشدّد على التزام موسكو بالعملية السياسية في سورية على أساس قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2254 وقرارات مؤتمر الحوار الوطني السوري في سوتشي.

وأكد الجانب الروسي على استعداده للتعاون لمصلحة التسوية السورية، دون أية محاولات مصطنعة لإبطاء عمل الأمم المتحدة في العملية السياسية.

من جهته، دعا لودريان لإطلاق قنوات الاتصال بين رعاة مفاوضات أستانا وما يُسمّى بـ «المجموعة المصغّرة الخاصة بسورية» لإيجاد قواسم مشتركة.

وفي السياق، أكدت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا أن منظمة ما يسمى «الخوذ البيضاء» الإرهابية تحضر لمسرحية حول مزاعم استخدام أسلحة كيميائية في إدلب مشيرة إلى أن إرهابيي «جبهة النصرة» يقصفون يومياً المدنيين في المناطق المجاورة لإدلب.

وقالت زاخاروفا خلال مؤتمر صحافي أمس: إن «موسكو قلقة لعدم تخلي المجموعات الإرهابية عن القيام بمحاولات الاستفزاز باستخدام الأسلحة الكيميائية ضد المدنيين في إدلب»، مبيناً أن إرهابيي الخوذ البيضاء زودوا بعض المستشفيات في إدلب بالأجهزة اللازمة لتصوير مثل تلك الاستفزازات.

ودعت زاخاروفا واشنطن إلى سحب قواتها المتمركزة بشكل غير شرعي في سورية بأسرع ما يمكن وعودة جميع الأراضي إلى سيادة الدولة السورية.

وكان ترامب أعلن أكثر من مرة عزمه سحب القوات الأميركية من سورية وكان آخرها في نيسان الماضي وطلب من حلفائه دفع تكاليف بقاء قواته في حال أرادوا منه البقاء.

وبشأن المؤامرة على السلطة الشرعية في فنزويلا أعربت زاخاروفا عن استعداد موسكو للانخراط في وساطة من أجل تسوية الأزمة في فنزويلا يقبلها جميع الأطراف.

وأوضحت زاخاروفا أن دعم روسيا لكراكاس يهدف للحفاظ على الدولة الفنزويلية التي تتعرّض لتدخل خارجي هدفه تأجيج أزمة داخلية وترحب برفض عدد من دول أميركا اللاتينية الانصياع لنهج واشنطن العدواني تجاه فنزويلا.

وتواجه فنزويلا مخططا أميركيا للتدخل في شؤونها الداخلية ويستهدف قيادتها وسرقة ثرواتها حيث أقدم الرئيس الأميركي دونالد ترامب الأربعاء الماضي وفى مسرحية معدة سلفاً على اعتبار زعيم المعارضة اليمينية خوان غوايدو «رئيساً انتقالياً» لفنزويلا بعد وقت قصير من إعلان الأخير توليه مهام الرئاسة في محاولة انقلاب على السلطة الشرعية.

وفي سياق آخر، أعلن وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتي أنور قرقاش رفض بلاده أي وجود غير عربي في أي بلد عربي، مؤكدا أن الإمارات تقف مع حماية الأكراد في سورية من تبعات الانسحاب الأميركي.

وأعرب قرقاش عن رفض بلاده تشريع أي وجود لا عربي في أي دولة عربية.

واعتبر قرقاش أن إعادة فتح السفارة الإماراتية في سورية، تمت بعد مشاورات أجرتها الإمارات مع بعض الحلفاء بهدف التأثير على مجرى الأحداث هناك.

وشدد على أن بلاده ملتزمة بقرار المجتمع الدولي عدم المساهمة في إعادة الإعمار في سورية قبل تحقيق التسوية السياسية، بحسب تعبيره.

وفي السياق، أكد رئيس جمهورية بلغاريا رومن راديف أن سورية دولة صديقة يربطنا بها تاريخ من العلاقات الطيبة ونكن لها كل الاحترام ولدينا فهم عميق لحقيقة ما يجري فيها ونشعر بالتزام يحتم علينا الوقوف إلى جانبها.

وفي حديث له مع القائم بأعمال سفارة الجمهورية السورية لدى بلغاريا محمد محمد خلال استقباله رؤساء البعثات الدبلوماسية المعتمدة لدى صوفيا لتقديم التهاني لهم ولبلدانهم بمناسبة حلول العام الجديد أعرب راديف عن تمنياته للشعب السوري بالأمن والسلام والاستقرار ومزيد من الازدهار والتقدير.

بدوره شكر القائم بأعمال سفارة سورية الرئيس راديف على مشاعره الطيبة وكلماته المعبرة لافتاً إلى أن سورية تثمّن المواقف السياسية المتزنة التي أطلقها الرئيس راديف إزاء سورية وهي موضع اهتمام وتقدير بالغين من قبل الشعب السوري.

على صعيد آخر، منعت القوات الأميركية وميليشيا قسد التابعة لها قافلة مساعدات إغاثية مقدّمة من الحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر السوري من الوصول إلى الأهالي في مدينة هجين بريف دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وأشار مصدر إلى أن القافلة التي تضم 10 شاحنات محملة بعبوات مياه الشرب والأدوية ولوازم النظافة الشخصية وغيرها من السلع الأساسية منعت من العبور عند قرية الحسينية من قبل ميليشيا قسد بحجة أن القوات الأميركية الموجودة في المنطقة تمنع دخولها ولا تسمح بعبورها إلى هجين.

وأوضح المصدر أن هذا الإجراء يخالف القانون الدولي ويظهر عدم اكتراث الولايات المتحدة بالحالة الإنسانية وزيف ادعاءاتها بحرصها على المدنيين السوريين الذين تعرّضوا خلال السنوات والأسابيع الماضية لقصف ممنهج ومتكرّر من التحالف الذي تقوده واشنطن أسفر عن استشهاد مئات المدنيين.

ميدانياً، وجّهت وحدات الجيش السوري العاملة في ريف حماة الشمالي ضربات مكثفة على تحركات ومحاور تسلل المجموعات الإرهابية باتجاه النقاط العسكرية والقرى الآمنة في خرق جديد لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.

ونفذت وحدات الجيش ضربات مدفعية على تحركات لمجموعات ارهابية تسللت من اطراف بلدة قلعة المضيق بريف السقيلبية الشمالي باتجاه النقاط العسكرية. وأشار مصدر إلى أن الضربات المركزة أفشلت محاولة الإرهابيين وكبّدتهم خسائر بالأفراد ودمرت أسلحة وذخائر كانت بحوزتهم.

وفي ريف منطقة محردة الشمالي لفت المصدر إلى أن مجموعات إرهابية اعتدت بالأسلحة الرشاشة من محور بلدة الجيسات على النقاط العسكرية ما استدعى من وحدات الجيش المتمركزة في المنطقة الردّ برمايات نارية أسفرت عن مقتل وإصابة العديد من الإرهابيين وتدمير مواقع محصّنة لهم.

وبين المصدر المطلع أن وحدات من الجيش نفذت ضربات مركزة على أوكار المجموعات الإرهابية التابعة لما يسمى «كتائب العزة» على أطراف قرية الأربعين بريف محردة الشمالي رداً على محاولاتها التسلل باتجاه المناطق المحررة وقضت على العديد من إرهابييها.

وفي ريف إدلب الجنوبي دمّرت وحدات من الجيش مقار قيادة لإرهابيي تنظيم «جبهة النصرة» على أطراف بلدة الهبيط وأوقعت قتلى ومصابين في صفوفهم.

وردّت وحدات من الجيش أول أمس بضربات نارية مركزة على تحركات المجموعات الإرهابية واعتداءاتهم على النقاط العسكرية المتمركزة لحماية البلدات الآمنة في ريفي حماة الشمالي وإدلب الجنوبي.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى