المعلم يؤكد واجب دمشق حماية أمن القوات الإيرانية… وظريف يشير إلى ضرورة التنسيق والتعاون بين دول المنطقة

أكد وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، على ضرورة التنسيق والتعاون بين دول المنطقة، مشيراً إلى أن الكيان الصهيوني اعترف بدعمه للجماعات الارهابية في الأراضي السورية.

وقال ظريف خلال لقائه مع وزير الخارجية السوري وليد المعلم في طهران، أمس، في بيان، إن «الكيان الصهيوني اعترف بدعم الإرهابيين في الأراضي السورية»، مؤكدا «ضرورة التنسيق والتعاون بين دول المنطقة».

ومن جهته قدم وزير الخارجية السوري: «تقريراً عن آخر المستجدات والمحادثات للوصول إلى الحل السياسي للملف السوري وتبادل الآراء حول الحلول والإجراءات المختلفة مع نظيره الإيراني».

وأشاد وليد المعلم، حسب البيان، بالدعم المقدم من حكومة وشعب إيران لسورية في مواجهة الإرهاب وقال إن «هذا النجاح والانتصار، انتصار لسورية وايران وباقي أصدقاء سورية».

كما التقى المعلم الدكتور علي لاريجاني رئيس مجلس الشورى الإسلامي الإيراني وبحث معه العلاقات الاستراتيجية التي تربط البلدين والشعبين الشقيقين وأهمية تعزيزها في مختلف المجالات بما في ذلك المجال البرلماني بالإضافة إلى تبادل الآراء حول مختلف القضايا في سورية والمنطقة.

وقدّم الوزير المعلم التهنئة لإيران قيادة وشعباً بحلول الذكرى الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية والتي كانت لها آثار ايجابية لم تقتصر على الجمهورية الإسلامية الإيرانية وحسب وإنما امتد تأثيرها ليشمل المنطقة.

وكان قد زار نائب الرئيس الإيراني إسحاق جهانغيري دمشق، الأسبوع الفائت، على رأس وفد رفيع المستوى، في زيارة استغرقت يومين تركزت على تعزيز العلاقات بين البلدين.

ووقعت الحكومة السورية والحكومة الإيرانية، خلال زيارة جهانغيري مذكرة شاملة لعدد من الاتفاقيات بين البلدين، في مجالات عدة أبرزها مجالات الطاقة والنظام المصرفي إضافة إلى التجارية والمالية والصناعية والثقافية ومكافحة غسيل الأموال وتمويل الإرهاب، والنقل والاقتصاد.

وفي السياق قال المعلم بأن الحكومة السورية تعتبر أن من واجبها الحفاظ على أمن القوات الإيرانية على الأراضي السورية.

وقال المعلم خلال لقائه أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، علي شمخاني اليوم: «الحكومة السورية تعتبر أن من واجبها الحفاظ على أمن القوات الإيرانية في سورية». وأضاف: «المستشارون العسكريون الإيرانيون في سورية جاؤوا بدعوة من الحكومة السورية ومهمتهم تعزيز قدرات القوات السورية المسلحة».

وأشار المعلم إلى أن «الحكومة السورية ستواصل بشكل حثيث الحوار مع المعارضة غير المسلحة التي تؤمن بوحدة سورية»، موضحاً أن «التوصل إلى السلام والأمن المستدام في المنطقة رهن بتغيير نهج بعض الدول في دعمها للإرهاب، وكذلك مواجهة فلول العناصر الإرهابية مثل جبهة النصرة وبقية الجماعات بشكل حقيقي».

من جانبه، أعرب أمين مجلس الأمن القومي الإيراني عن رفض طهران لـ»العدوان الصهيوني على سورية ومعتبرا أنه انتهاك للسيادة السورية».

وأضاف: «الرد على العدوان الصهيوني على سورية سيكون درساً يعتبر منه قادة العدو. وفي حال تواصل العدوان على دمشق، سيتم تفعيل تدابير متخذة للردع والرد الحاسم والمناسب».

وأوضح المسؤول الإيراني، أن «التعاون بين طهران ودمشق في محاربة الارهاب سيتواصل حتى انتهاء الأزمة في سورية»، مؤكداً أن «إيران لن تبخل على سورية بأي مساعدات أو استشارات في مرحلة إعادة الإعمار تماماً مثلما كانت إلى جانبها في محاربة الإرهاب».

وكانت قد عقدت في مبنى وزارة الخارجية الإيرانية في طهران بعد ظهر أمس، جلسة مباحثات رسمية بين وليد المعلم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية والمغتربين ومحمد جواد ظريف وزير خارجية الجمهورية الإسلامية الإيرانية جرى خلالها استعراض مفصل لواقع العلاقات الثنائية المتينة بين البلدين وسبل تطويرها في مختلف المجالات.

وكانت وجهات النظر متفقة على أهمية متابعة نتائج الزيارة الناجحة التي قام بها النائب الأول للرئيس الإيراني اسحق جهانغيري إلى دمشق الأسبوع الماضي والتي تمّ خلالها توقيع اتفاقية التعاون الاستراتيجي طويل الأمد، بالإضافة إلى أحد عشر اتفاقاً ومذكرة تفاهم تشمل مختلف المجالات وعلى ضرورة متابعة الجانبين تنفيذ ما تمّ الاتفاق عليه.

كما جرى بحث تطوّرات الأوضاع في سورية والمنطقة وبشكل خاص التحضيرات الجارية لعقد القمة الثلاثية لضامني عملية أستانا والمقرر عقدها في موسكو قريباً وكانت آراء الجانبين متطابقة تجاه كل المسائل التي تم التطرق اليها وتم التأكيد على ضرورة استمرار التنسيق والتشاور بين البلدين في المرحلة الحالية وعلى مختلف المستويات.

على صعيد آخر، للمرة الثانية منعت قوات الاحتلال الأميركي وميليشيا «قسد» التابعة لها قافلة المساعدات الإغاثية المقدمة من الحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري ومركز التنسيق الروسي من الوصول إلى الأهالي في مدينة هجين بريف دير الزور على الضفة الشرقية لنهر الفرات.

وأشار المنسق الإعلامي في فرع الهلال الأحمر بدير الزور محمد ذياب إلى أن القافلة التي تضم 10 شاحنات محملة بعبوات مياه الشرب والأدوية ولوازم النظافة الشخصية وغيرها من السلع الأساسية منعت مجدداً من العبور من معبر الصالحية من قبل ميليشيا «قسد» التي سبق لها أن أوقفتها الأسبوع الفائت على المعبر لخمسة أيام قبل منعها من العبور بحجة أن قوات الاحتلال الأميركي الموجودة في المنطقة تمنع دخولها ولا تسمح بعبورها إلى هجين وقامت أمس، بإغلاق المعبر بصورة تامة ووضعت السواتر الترابية والمتاريس في وجه القافلة.

مجدداً يبرز الإصرار الأميركي على منع قافلة المساعدات الإغاثية من العبور إلى الأهالي الذين هم بأمس الحاجة لها ليؤكد عدم اكتراث الولايات المتحدة بالحالة الإنسانية وزيف ادعاءاتها بحرصها على المدنيين السوريين الذين أمعنت على مدى السنوات والأسابيع الماضية بقصفهم بطائراتها بشكل ممنهج ومتكرر تحت عنوان «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن وأنشأته من خارج مجلس الأمن ما أسفر عن استشهاد وجرح المئات منهم وتدمير ممتلكاتهم ومنازلهم وتهجير الكثير منهم من بلداتهم وقراهم.

وأقدمت قوات الاحتلال الأميركي وميليشيا قسد التابعة لها في الحادي والثلاثين من الشهر الماضي على منع قافلة المساعدات المقدمة من الحكومة السورية ومنظمة الهلال الأحمر العربي السوري من الوصول إلى الأهالي في مدينة هجين بريف دير الزور على الرغم من تلقي الهلال الأحمر السوري صلاحيات من الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر لإيصال شحنات إنسانية في كل الأراضي السورية بحرية وبلا عوائق.

وفي السياق الميداني، نفذت وحدات من الجيش السوري صباح أمس ضربات مكثفة على محاور تحرّك وتحصينات المجموعات الإرهابية التي حاولت التسلل والاعتداء على نقاط عسكرية والبلدات الآمنة بريف حماة الشمالي وذلك في إطار ردها على خروقهم لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب.

وأفاد مصدر بأن وحدات من الجيش وجهت رمايات مدفعية على أوكار المجموعات الإرهابية في أطراف بلدة قلعة المضيق رداً على اعتداءاتها واستهدافها بالرصاص لنقاط الجيش والمناطق الآمنة بالريف الشمالي الغربي.

كما تعاملت وحدات الجيش مع الاعتداءات الإرهابية وأوقعت في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين ودمرت لهم مرابض ونقاطاً محصنة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى