الأديب محمد زريق: رحلة الصداقة معها زرعت في قلبي المحبة والدفء وهي كشهاب مرّ في حياتي

رشا محفوض

عشقت الألمانية أورسولا باهر سورية وآمنت بعدالة قضيتها ووقفت معها بكل ما تملك من «حب وإيمان» ورسمت بريشتها قصص «الشعب والجندي والشهيد» السوري ونظمت معرضاً رغم الضغوط عليها في بلدها ليكون صرخة في وجه الإعلام الغربي الذي لفق آلاف القصص الكاذبة عن هذا الوطن الجميل واعترف بتلك الفضائح مؤخراً.. وكانت أمنيتها الأخيرة أن تقيم معرضاً في سورية وأن تموت وتدفن في بلد القديسين والشهداء.

واليوم تعود أورسولا من جديد إلى محبيها ومن عرفها عن قرب وكل من لامسته قصتها ليوثق كتاب «أورسولا الرسولة.. أختنا في التراب» عبر الكلمة رحلة صداقة جمعت بين مؤلف الكتاب الأديب محمد زريق والفنانة الألمانية.

أورسولا التي آثرت أن تمضي ساعاتها الأخيرة في دمشق رغم تقدم مراحل مرضها العضال قال عنها زريق في تصريح صحافي: «رحلة الصداقة مع اورسولا امتدت لشهور قليلة، لكنها زرعت في قلبي المحبة والدفء وهي بالنسبة لي كشهاب مرّ في حياتي».

كتاب «اورسولا الرسولة.. أختنا في التراب» الذي استضافت حفل توقيعه كنيسة اللاتين بباب توما بحضور نخبة من المثقفين يتحدث عبر صفحاته عن ذكريات الكاتب مع الراحلة وقصتها كما سمعها منها شخصياً، إضافة إلى تفاصيل زيارتها الأخيرة إلى دمشق في توثيق لقصة اورسولا باهر مع سورية بالكلمة والصورة.

وتابع زريق: «كان لي شرف المساهمة في تحقيق حلمها بإقامة معرضها في دمشق وأن تدفن في ترابها بعد افتتاح معرضها بساعات قليلة».

وعن سبب اختيار كنيسة اللاتين لحفل توقيع الكتاب بين زريق أن هذه الكنيسة قدّمت ضريحاً لائقاً بأورسولا في دمشق وعقداً من الياسمين الدمشقي لها ووفاء لما قدّمته تم اختيارها لاستضافة حفل توقيع الكتاب.

بدوره أكد الأب بهجت قرقاش رئيس طائفة اللاتين في دمشق في تصريح مماثل أن الكنيسة حاضنة لهذا الفعل الإنساني الذي يذكّرنا بمبدأ المجانية بعد أن فقدناه في عالمنا المعاصر، معتبراً الراحلة مثالاً لهذا المبدأ لكونها آمنت بقضية سورية رغم أنها لم تزرها متجاهلة في سبيل ذلك كل المغريات فكانت رمزاً للتضحية رغم صحتها الضعيفة وصارت قدوة للناس.

وحمل غلاف الكتاب الصادر عن «دار دلمون الجديدة للطباعة والنشر» صورة اورسولا مع كلماتها التي نقلتها في الثامن من تشرين الأول الماضي قبيل وفاتها بيوم للشعب السوري المحملة بوصية عشق لتراب سورية والتي قالت فيها: «أنتم انتصرتم أيها السوريون لأنكم على حق.. وأنا قدمت إليكم لأنني أحبكم.. وأن وضعي الصحي صعب.. إذا وافتني المنية هنا.. فوصيتي أن أدفن في تراب سورية لأنها بلد الشهداء».

وجاء عنوان الكتاب مزجاً لمقالين الأول للدكتور نضال الصالح رئيس اتحاد الكتاب العرب بعنوان «الرسولة» والثاني للقاص حسن م. يوسف بعنوان «أختنا في التراب».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى