فنزويلا تمتص الصدمة الأولى

ـ في كلّ الحروب تشكل الصدمة الأولى نصف الحرب، ففيها ثقل الاندفاعة الكبرى لجيوش الهجوم وفيها عنصر المفاجأة وحشد عناصر تمّ تحضيرها في الكواليس لوقت طويل ودائماً تشكل الخطط الرديفة والإحتياطية بعد فشل الصدمة الأولى في تحقيق الهدف محاولة لإدامة الصراع وتحصين المواقع التي جرى التقدّم إليها لكنها تعجز عن حسم ما لم تحسمه الضربة الأولى، هذا ما تقوله الحروب التي فازت بأهدافها المرسومة ولو تعثرت لاحقاً كحربي أميركا في العراق وأفغانستان ونجاحهما السريع بعد الضربة الأولى، وهذا ما تقوله الحرب الفاشلة على سورية بعد فشل الصدمة الأولى ونجاح سورية باحتوائها بينما نجحت الصدمة الأولى بإسقاط مصر وتونس وفتحت ثغرة واسعة للتغييرات في جدران ليبيا واليمن.

ـ فنزويلا أقرب لنموذج سورية في قدرتها على استيعاب الضربة الأولى التي حشد لها استناداً للأزمة السياسية والإقتصادية الكثير من داخل فنزويلا وخارجها والأهمّ هو أنّ خطة إسقاط فنزويلا كما خطة إسقاط سورية استندت إلى الرهان على استمالة الجيش أو شق صفوفه على الأقلّ والتسبّب بتصديع الجبهة الشعبية الداعمة للرئيس في كلّ منهما وإرباك الحلفاء وترهيبهم منعاً لأيّ مواقف تضامنية أو تحركات توقف مخاطر التدخلات، وكما كان الفشل في سورية ها هو يتجدّد في فنزويلا على محاور الجيش والفئات الشعبية والحلفاء…

ـ الصراع الآن يدخل مرحلة تجميع النقاط وهي مرحلة قد تطول لكنها لن تنتهي بغير التفاوض والاعتراف بأنّ مشروع إسقاط فنزويلا قد فشل كما هي الحال منذ سنوات في سورية.

ـ الفارق بين حال سورية وفنزويلا أنّ فنزويلا تقاوم وفي الخلفية انتصار سورية وتجربتها وما اكتسبته الشعوب والقيادات من خبرات ومن شجاعة في فهم ومواجهة مشاريع الحروب، وما اكتسبه الحلفاء من اكتشاف معنى وقوفهم المبكر بوجه العدوان…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى