مناورات برية وبحرية… وجوية «إسرائيلية» فهل نحن مقبلون على حرب؟

بلال رفعت شرارة

رغم أنّ كبار جنرالات الجيش «الإسرائيلي» وفي حملة إبعاد شبهة عن النوايا العسكرية «الإسرائيلية» على الجبهة الشمالية وجبهة غزة والصعوبات المرافقة لعدم قدرة الجيش على تحقيق الانتصار، فإنه وانْ كان لا بدّ من الالتفات إلى هذه التصريحات بعين فإنه لا بدّ من الانتباه الى المناورات العسكرية الحربية الجارية براً و بحراً وجواً والاستعدادات على مختلف الجبهات حتى لا تعيش في وهم انّ الردع قد تحقق وانّ «إسرائيل» باتت عاجزة عن الشروع في حرب و أنا كخبير تكتيكي! أزعم انّ ما يجري هو تحويل انتباه هدفه إقناع الرأي العام الشرق أوسطي والعالمي بأننا نحن من شرع في الحرب وأنّ «إسرائيل» هي مجرد ضحية وهي تدافع عن نفسها .

في الوقائع الإعلامية فإنّ مندوب الشكاوى السابق في جيش العدو اللواء اسحاق بريك كشف القليل من المحادثات المغلقة التي سبق له وأجراها مع نائب رئيس الأركان الأسبق يائير جولان حول عدم إيمان كبار الضباط في الجيش «الإسرائيلي» بقدرة الذراع البري على تحقيق أهدافه ليس بسبب النقص في المعدات أو التدريبات.

وتنقل وسائل الإعلام انّ الضباط يعتمدون على سلاح الجو لإنهاء أيّ حرب بسرعة، علماً بأنّ الحرب الأخيرة على جبهة لبنان استغرقت 33 يوماً، كما أنّ الحروب «الإسرائيلية» على جبهة غزة تشير إلى قدرة كرة النار الجوية والبرية على إيقاع خسائر كبرى في الأبنية والبنى التحتية دون الإمكانية على تحقيق ايّ انتصار.

لا أحد في «إسرائيل» إلا ويثق انّ الحرب ستقع ولكن دون ضمان النتائج رغم العمل على تطوير القدرات البرية، حيث يخضع ذراع البرّ في الجيش «الإسرائيلي» لقيود وسيطرة دائمة من هيئة الأركان دون ان يبرز تحقيق ايّ إصلاحات.

في كلّ الحالات لا بدّ من اتخاذ الأهبة خصوصاً أنّ الأيام الأخيرة شهدت استعدادات ومناورات امتدّت من الجبهة الشمالية مقابل لبنان إلى الجولان المحتلّ إلى شمال غور الأردن حيث أنهى لواء «غيفعاتي» رأس حربة القوات البرية «الإسرائيلية» مناورات عسكرية واسعة استمرّت أربعة أيام بين 3 و 7 شباط 2019، وحاكت اندلاع مواجهة على جبهة لبنان، وقد اشتركت في هذه المناورة قوات جوية ووحدات هندسة وقوات مدرّعة وجرى التدريب على احتلال مناطق جوية وعرة.

هذه المناورة هي الختامية لسلسلة مناورات جرت في مناطق جغرافية مشابهة لطبيعة جغرافية جنوب لبنان وهي الأكبر والأكثر تعقيداً، وهي هذه المناورة وسابقاتها تركز على احتمال وقوع حرب في الشمال، والمناورة هذه تأتي في سياق تهيئة جيش العدو للحرب ربما لعملية هجومية تشبه استهداف منظمة التحرير الفلسطينية عام 1982 والتي انتهت بحصارها في بيروت وإخراج أعداد كبيرة من مقاتليها بحراً الى أنحاء عربية متفرّقة.

التدريبات – المناورات تأتي في سياق متصل ولكنها تختلف عن سابقاتها بأنها تترافق مع تهديدات وعمليات عدوانية عسكرية تستهدف دمشق ونقاط التمركز والانتشار الإيراني والتي كان آخرها الاثنين 11 شباط الحالي.

يُشار إلى أنّ هذه المناورات البرية ترافقت مع مناورات بحرية اختتمت يوم الجمعة في 1 شباط الحالي أطلق عليها اسم «بحر الغضب»، وهي تحاكي هجوماً صاروخياً لسفن وزوارق معادية حيث أطلقت صواريخ من أربع بوارج حربية على أهداف تبعد مئة كيلو متر والمنارة المذكورة تهدف إلى حماية منصات النفط «الإسرائيلية» وعملية قرصنة الموارد الطبيعية اللبنانية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، أو المتعارف عليها باسم البلوك رقم ٩ ، وهذه المناورة هي الأولى من نوعها وجرت عشية مشاركة رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو الخمس في 31/1/2019 في مراسم تدشين مشروع ليڤياثان في البحر المتوسط لاستخراج النفط والغاز من أكبر حقل في البحر، فيما تأجّلت في لبنان العملية إلى آخر العام الحالي لسبب قالت الحكومة اللبنانية إنّ مردّه إلى دورة التراخيص الثانية المتوقع إطلاقها في بداية العام المقبل على أولوية استقطاب الشركات الأبرز في العالم وفي هذا يشدّد رئيس مجلس النواب نبيه بري على وجوب تحريك عجلة الحكومة، لأنّ التأخير يسمح لـ «الإسرائيليين» ببدء استثمار الموارد البحرية خصوصاً في المنطقة التي يعتبرها لبنان جزءاً من حدوده البحرية.

يُذكر أنه في أيلول عام 2019 سيبدأ تحالف شركات «توتال» و «إيني» و «نوفاتيك» بحفر أول بئر استكشافي في البحر اللبناني البلوك 4 وقد تأخر الحفر إلى التاريخ المذكور أعلاه.

ويرى أحد الخبراء انّ تأخير لبنان الاستكشاف في البلوك 9 الى نهاية العام 2019 أو بداية العام 2020 انطلاقاً من انّ الشركة أشارت في خطة عملها الى انّ الاستكشاف سيبدأ في البلوك رقم 4 على أن يليه مباشرة الاستكشاف في البلوك رقم 9، وإلى ذلك الحين فقد بدأت شركة توتال الشركه المشغلة في التحالف الذي يضمّها الى شركتي إيني ونوفاتيك بتحضير دفاتر الشروط الخاصة بالخدمات التي يتطلبها عملها وأهمّها آلات الحفر.

وبالعودة إلى المناورات نشير إلى مناورات 2019 Juniper Falcon بين الجيشين الأميركي و«الإسرائيلي» في الفترة الحالية 10 ـ 14 شباط 2019 يُشار الى انّ هذه المناورات تتمّ مرتين كلّ عام ومهمّتها التصدي للطوارئ وتعزيز قابلية التشغيل المتبادل .

ما تقدّم غيض من فيض المناورات براً وبحراً وجواً فهل نحن مقبلون على عمل عدواني إسرائيلي؟ ربما الأمر كذلك…

أكتب وأودّ أن تكون المعنويات عالية، ولكن لا بدّ من إضافة شيء من القطران إلى دعائنا والى اعتقادنا بالردع والنصر، كما أنه ربما يجب ان لا نصدّق انّ ذراع البرّ «الإسرائيلي» مشلول وعاجز، وأنه يمكننا ان نمسك العدو من خناقه…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى