كيف ارتدع نتنياهو وجيشه وسلاحه الجوي؟

سعيد معلاوي

بعد المواقف الصلبة التي اتخذها التحالف السوري – الروسي – الإيراني في الآونة الأخيرة رداً على الاعتداءات «الإسرائيلية» على الأراضي السورية، وبعد تهديدات كبار القادة العسكريين الإيرانيين وقيادة الحرس الثوري تحديداً، وبعد الموقف المتضامن للحشد الشعبي في العراق لمواجهة أية اعتداءات جوية أو غير جوية على سورية، وبعد التهديد الذي أطلقه الشهر الماضي مندوب سورية لدى الأمم المتحدة السفير بشار الجعفري في أعقاب الاعتداءات الجوية «الإسرائيلية» على مطار دمشق الدولي ومحيطه، والذي تضمّن ليس تهديداً فقط وإنما انذاراً أحمر للعدو «الإسرائيلي» بأنه في حال كرّر أعتداءاته على مطار دمشق فإن لا شيء ولا أحد يمنعنا من قصف مطار تل أبيب.

«الإسرائيليون» ومعهم الأميركيون أصبحوا يدركون هذه الحقيقة، وأضاف: انّ الإمكانيات العسكرية متوفرة لدينا، وبعد… وبعد… وبعد كلّ هذه الإشارات التي لا تراجع عنها أدرك «الإسرائيليون» منذ شهر تقريباً جدية هذه التهديدات فقرّروا على ما يبدو لجم طائراتهم الحربية من اختراق الأجواء اللبنانية الى حدّ بعيد تقريباً، وحتى الى الاقتراب من الأجواء السورية انْ كان من جهة لبنان أو من جهة مرتفعات الجولان المحتلة، وهذا أمر لم يكن سارياً منذ الحرب العربية «الإسرائيلية» في العام 1967، وهذا يؤكد أنّ «الإسرائيليين» قرأوا الرسالة السورية – الإيرانية جيداً.

قبل أن يأتي تأكيد من جانب نائب وزير الخارجية الروسي الذي صرّح قبل أيام قليلة بأنّ اختراق الأجواء السورية من قبل سلاح الجو «الإسرائيلي» والاعتداء من خلال هذه الخروقات على الأراضي السورية مسألة غير قانونية ومرفوضة من قبلنا، وفي هذه الحالة من حق شبكة الدفاع الجوي السوري التصدّي لمثل هذه الخروقات.

كلّ هذه المواقف والمضامين التي توالت في الأسابيع الأخيرة أخذها رئيس وزراء العدو بنيامين نتنياهو على محمل الجدّ شخصياً، ليتمخض الجبل فيلد فأراً ، بإعلانه أنه سيعيد تأهيل سلاح الجو «الإسرائيلي» لأنه لم يعد يراهن على القوى البرية لجيشه في هذه الظروف المعقدة في المنطقة وحتى الدولية، وبدون أدنى شكّ فإنّ نتنياهو وغيره من المسؤولين «الإسرائيليين» يتذكّرون جيداً أنّ شبكة الدفاع الجوي السورية أسقطت للعدو الإسرائيلي خلال حرب تشرين من العام 1973 ثلاثة وتسعين طائرة حربية فوق الأراضي السورية ومرتفعات الجولان وفوق قمة جبل الشيخ حيث لا يزال حطام بعضها هناك على ارتفاع 2800 متر عن سطح البحر وعلى بعد عشرات الأمتار من مقرّ قيادة قوات الأندوف الدولية المتمركزة في قصر شبيب، مما دفع بالأسطول السادس الأميركي الذي كان متواجداً في البحر الأبيض المتوسط حينها الى إرسال أسراب متتالية من طائراته الحربية لضرب المواقع والمراكز العسكرية السورية في الجنوب وفي العاصمة دمشق ومحيطها، كما وجهت هذه البوارج في الوقت ذاته صواريخها المضادة للدروع باتجاه الدبابات والمدرّعات السورية الأخرى بعد أن وطأت جنازيرها بحيرة طبريا في الشمال الفلسطيني.

ويبقى… أنه لولا التدخل الأميركي في تلك الحرب لكان الجيش السوري استعاد خلالها كلّ هذه المرتفات في الجولان، مما اضطر هذا الجيش الى الانسحاب والعودة إلى مواقعه بعد الضغط العسكري الكبير الذي تعرّض له من قبل الجيش الأميركي.

أما اليوم فقد أختلفت الموازين على امتداد ساحات المنطقة بعد هزيمة الولايات المتحدة وأتباعها بهمة الجيش السوري البطل ومجاهدي حزب الله الأشاوس ونسور الزوبعة البواسل ورجال الدفاع الشعبي والوطني على امتداد الساحة الشامية بمباركة روسية – إيرانية والإيمان المطلق بالانتماء الى هذه الأرض وبالبطولة المؤمنة المؤيدة بصحة العقيدة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى