المصوّر نور علي البظت: الصورة مرآة الواقع… وللتصوير أهداف إنسانية كثيرة خصيصاً في الحروب

رانيا مشوِّح

كيف لصورةٍ أن تعكس وجع مدينة وكيف لها أن تحمل حلم طفولة، وكيف لزواياها أن تحمل تجارب خلّدت تاريخها على طيات يدٍ مُسنةْ، هل الشغف هو أصل الحكاية؟ أم أن العِبرة أينما حلت تهِبُّ لتنطق خلاصة الحياة؟ أسئلة عدة تغوص في مخيلة الرائي لصورٍ وثقت تاريخاً وحباً وحلماً وألماً وأملاً، وللإجابة عن هذه التساؤلات كان لنا لقاء مع المصور الفوتوغرافي نور علي البظت الذي عرّفنا عن مهنة التصوير الفوتوغرافي قائلاً: «التصوير الضوئي أو الفوتوغرافي هو عملية إنتاج صور بوساطة تأثيرات ضوئية. فالأشعة المنعكسة من المنظر تكوِّن خيالاً داخل مادة حسّاسة للضوء، ثم تُعالَج هذه المادة بعد ذلك، فينتج عنها صورة تمثل المنظر، وكلمة فوتوغرافي مشتقة من اليونانية وتعني الرسم أو الكتابة بالضوء، وهو في الوقت نفسه فنّ جميل يعبر عن جميع الحالات.

وعن طبيعة مهنة التصوير الفوتوغرافي وتراوحه بين الاحتراف والشغف قال البظت: التصوير شغف، وللتصوير عدة أقسام منها الإنساني، الحربي، الفني وغيره، في بعض الأحيان يؤدي إلى المخاطر بالنسبة للتصوير الحربي لأن المصوّر يلتمس أي صورة يلتقطها ويعايش وقائعها .

أما عن أساسيات التصوير حدثنا البظت قائلاً: أساسيات التصوير كثيرة، ولكن أهم قاعده للتصوير العين الجميلة، أي بما يعني اختيار صورة تنقل حدثاً أو موقفاً ما، يعبّر عن هذه الصورة .

كما حدّثنا البظت عن بداية احترافه هذه المهنة قائلاً: بدايتي كانت عام 2016 وكانت أيام صعبة جداً رافقت انتصار جيشنا أثناء تغطيتي معارك حلب. وكان أصعب المواقف بعد ما رأيت المدينة الجميلة حلب التي تضرّرت كثيراً بسبب الإرهاب قد عادت للحياة من جديد، وأثناء تصوير معارك النصر وبعد ما دخلنا الأحياء التي كانت من أجمل الأحياء في مدينة حلب ومن ضمنها حلب القديمة. ومع مرور الوقت أصبحت مهتماً لنقل صور الإعمار وبدأت المقارنة بصور قبل وبعد.

وأضاف: لاقت صوري الإعجاب والاهتمام والمتابعة حتى بدأت القنوات وشبكات التواصل الاجتماعي نشر أعمالي، ومنها أعادت ألق المدينة القديمة وإعادة الإعمار وبعض من الصور الفنية التي تعبر عن مدى جمال مدينة حلب.

أما عن متطلبات احتراف مهنة التصوير فقال البظت: برأيي الشخصي أن التصوير هو موهبة من عند الله يرافقها الخبرة والاحتراف، لأن المبدأ الأول في التصوير هو العين الجميلة وبعدها تأتي مهارة وبراعة المصور في أخذ صور احترافية بكل المقاييس

كما هي ذكرى لوجوه الأحبّة المفارقين والأيام التي ولتّ بلا عودة، هي ذاكرة أمةٍ صنعت من متراس الخوف قلعة الأمل وغزلت من بيت العنكبوت ثوب الحياة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى