نصرالله: بدأنا المعركة ضدّ الفساد ونريد معرفة أين الـ 11 مليار دولار

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله «أننا أمام معركة حاسمة في مواجهة الفساد الإداري»، معلناً أنّ الحزب بدأ هذه المعركة، وقال «نريد أن نعرف أين ذهبت الـ 11 مليار دولار من أموال الشعب اللبناني وسوف نتابع هذا الموضوع إلى الأخير».

وأوضح «أنّ الكيان الصهيوني غير مهيأ لشنّ حرب ضدّنا» لافتاً إلى «أنهم أصبحوا خائفين من دخول حزب الله إلى الجليل».

كلام السيد نصرالله جاء خلال إحياء حزب الله عصر أول من أمس، ذكرى شهدائه القادة: الأمين العام السابق للحزب السيد عبّاس الموسوي، الشيخ راغب حرب والحاج عماد مغنية، بمهرجان بعنوان «هداة الدرب»، أقيم في الوقت نفسه في بلدات جبشيت، النبي شيت، طير دبا ومعلم مليتا السياحي، وحضرته شخصيات سياسية وحزبية وفلسطينية ودينية ومؤيدون.

وفي بداية المهرجان أزاح رئيس المجلس التنفيذي لحزب الله السيد هاشم صفي الدين الستار عن مجسّم للشهيد الموسوي، يرافقه نجله ياسر تلاه عرض فيلم وثائقي من وحي المناسبة.

ثم أطلّ السيد نصرالله عبر الشاشة، ملقياً كلمة توجه في مستهلها بالتحية إلى عوائل الشهداء الموسوي وحرب ومغنية وقال «قادتنا الشهداء كانوا أقوياء لا يتزلزلون ولا يضعفون ولا يجبنون وهذه من الصفات الأهمّ التي يجب أن يتمتع بها القادة». وبعدما عرض لمسيرة الشهداء القادة الثلاثة في مواجهتهم للاحتلال «الإسرائيلي» إلى حين استشهادهم على يد العدو، قال «إنّ المقاومة لطالما كانت في خط تصاعدي في قوتها ولم تتراجع في أيّ مرحلة من المراحل»، لافتاً «إلى أنّ هذا الخط التصاعدي لم يأت في ظلّ ظروف ومناخات هادئة بل كان يتعرّض للحصار والعقوبات ولتهم الإرهاب وللاغتيال وللحروب التي فُرضت علينا وآخرها حرب تموز عام 2006».

وأوضح السيد نصرالله «أنّ في تشكيل المقاومة يوجد 40 محوراً وكلّ محور منها يمتلك أكثر مما كانت تملكه المقاومة عشية التحرير عام 2000»، مؤكداً «أنّ سرّ قوة مقاومتنا ليس في السلاح فقط وإنما في قوة العقيدة والعزم»، وشدّد «على انه لا يمكن للأعداء إلحاق الهزيمة بمقاومتنا ما دامت تمتلك هذه العقيدة والقوة».

المقاومة تصنع المعادلات

وأشار السيد نصرالله إلى أنّ «كلّ شيء تستطيع أن تفعله أميركا و»إسرائيل» فعلتاه على مدار كلّ السنين وكانت المقاومة تصنع المعادلات وتدخل زمن الانتصارات وتغلق خلفها بوابة زمن الهزائم»، موضحاً أنّ «التكفيريين والتحالف السعودي الإماراتي والنظام البحريني وداعمي داعش والمطبّعين مع «إسرائيل» كلهم أدوات لا أكثر في المشروع الأميركي».

واعتبر أنّ قوة المقاومة في لبنان وغزة والبحرين واليمن والعراق وسورية هي روح الفداء والتضحية بين أبناء المقاومة.

لا تنظيم خارجياً للحزب

ونفى السيد نصرالله ما قاله الأميركيون عن وجود نفوذ وخلايا لحزب الله في فنزويلا، مؤكداً تضامنه والمقاومة مع الدولة الفنزويلية في وجه الهجمة الأميركية على البلاد، وقال «ليس لدينا أيّ مجموعات أو خلايا أو تنظيم تابع لنا في أميركا اللاتينية وليس لدينا أيّ تنظيم في الخارج، نحن لدينا محبّون ومؤيّدون في الخارج لكن ليس لديهم أيّ ارتباط معنا».

أضاف «وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو يقول إنّ حزب الله الآن أقوى من أيّ وقت مضى، نعم هذا صحيح»، وتابع «الصهاينة يقولون إنهم يعرفون كلّ شيء عنا وهذا جيد، فإذا كانت لدى الصهاينة المعلومات الكافية عنّا فإنهم سيزدادون ردعاً. وهذا يزيدنا ثقة، هذا لا يقلقنا ولا يخيفنا. نعم في مواجهة إسرائيل نحن أقوياء».

ولفت إلى أنّ الكيان الصهيوني غير مهيّأ لشنّ حرب ضدّنا، موضحاً أنّ الحديث الصهيوني عن الدخول إلى جنوب لبنان أصبح كلاماً لا قيمة له وأنّ الصهاينة لا يثقون بجيشهم اليوم، مشدّداً على أنهم أصبحوا خائفين من دخول حزب الله إلى الجليل واقتحام مستعمراتهم، ولفت إلى أنّ تراجع الثقة في القوة البرية في جيش العدو هو من نتائج صمود المقاومة في لبنان وغزة عامي 2006 و2014.

«وارسو» هزيل وهشّ

ورأى أنه «من أجل مشروع إسقاط النظام في سورية عام 2011 جمعت أميركا 140 دولة في «مؤتمر أصدقاء سورية» وفي شرم الشيخ عام 1996 اجتمع العالم كله لمواجهة حركات المقاومة، أما اليوم فيجمعون العالم في وارسو ولم يتجاوز الحضور 70 دولة ومعظمهم لا تأثير لهم، من أجل دعم رئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو ومحاصرة إيران واستهداف محور المقاومة وهذا لا يخيفنا»، مؤكداً «أنّ وضعنا اليوم أفضل بكثير مما سبق».

وأردف «في العام 1996 واجهنا مقرّرات مؤتمر شرم الشيخ عندما كان العالم كله ضدّنا، وكنا حينها أقلّ قوة من الآن»، مشيراً إلى أنّ «مؤتمر وارسو هزيل وهش، ولن يؤثر فينا، وأنّ الأهداف الحقيقية له هو محو قضية فلسطين والذهاب نحو التطبيع والحشد فقط ضدّ إيران والمقاومة»، وأكد أنّ وضع إيران اليوم أقوى من أن يستهدفها أحد بحرب، مستشهداً بردّ إيران على التهديدات والعقوبات والذي كان عبر مشاركة عشرات الملايين في الذكرى الـ40 لانتصار الثورة، مشدّداً على أنّ إيران اليوم هي إيران القوية، وهي أقوى من أن يستهدفها أحد بحرب.

ولفت إلى أنّ «السعودية خرجت للتطبيع في العلن خلال مؤتمر وارسو، بينما عمّان والبحرين والإمارات أظهروا علاقتهم مع العدو علناً قبل المؤتمر»، وقال «جلوس وزير خارجية اليمن التابع لعبد ربه منصور هادي إلى جانب نتنياهو، يؤكد من يقف خلف المعركة في اليمن، ويؤكد أنّ النظام الحاكم هو جزء من التركيبة الإسرائيلية الأميركية».

واعتبر السيد نصرالله «أنّ حرب اليمن هي حرب إسرائيلية أميركية تنفذها السعودية والإمارات وعبد ربه منصور هادي، وأنّ كلّ الشعوب العربية عليها أن تعود وتقف ضدّ التطبيع»، مشيراً إلى «أنّ شعبنا الفلسطيني يرفض الاستسلام والتطبيع، والذاهبون إلى التطبيع يعلمون جيداً انه مرفوض من قبل شعوبنا».

وأكد السيد نصرالله أنّ وجود «داعش» في سورية يوشك على الانتهاء، معلناً أنّ حزب الله كان جزءاً من المعركة الكبرى في القضاء على «داعش» حتى البوكمال، مضيفاً «انّ الذي سيخرج ويعلن عن انتهاء المعركة في داعش هو المنافق الأكبر في العالم الرئيس الأميركي دونالد ترامب»، مذكراً بأنه في لبنان أميركا كانت تمنع مواجهة «داعش» وفي العراق أميركا هي التي صنعت «داعش» بتصريحات ترامب».

ورأى أنّ هناك تصريحات لكبار الجنرالات بأنّ الإدارة الأميركية في زمن الرئيس الأميركي السابق باراك أوباما هي التي أوجدت «داعش» وطالبت بدعمها وفتح الحدود لها، مشدّداً على أنّ كلّ الشواهد تؤكد أنّ الأميركيين كانوا عامل تأخير في حسم المعركة مع «داعش» وكانوا يريدونها أن تستمرّ لسنوات طويلة.

وأكد «أنّ المساحة الأكبر في سورية حرّرها الجيش السوري والحلفاء ومن ضمنهم حزب الله، وأنّ «القوات السورية وحلفاء سورية من الروس والإيرانيين والمقاومة هم الذين قضوا على داعش»، كاشفاً «أنّ الأميركيين منعوا القضاء على داعش بعد تحرير البوكمال ودير الزور وأطالوا عمر داعش 15 شهراً»، مشدّداً على «أنّ الذي هزم داعش وحرّر المناطق التي سيطر عليها وأبعد خطره عن المنطقة هو محور المقاومة وليس المنافق الأميركي».

نريد حلّ المشاكل

وفي الشأن اللبناني، أكد السيد نصرالله «أهمية الحوار الداخلي والابتعاد عن السجالات والانفتاح لمناقشة كلّ الملفات القائمة»، وقال «ليس لدينا شركات بحاجة إلى تلزيمات ولا نريد أموالاً من الدولة، ما نريده هو أن تحلّ المشاكل التي يعاني منها الشعب اللبناني».

وكرّر أنّ الجمهورية الإيرانية الإسلامية قادرة على مدّ يد المساعدة للبنان في ما يتعلق بأزمة الكهرباء، موضحاً «أنّ الذي يحلّ أزمة الكهرباء في لبنان يحقق مكسباً أخلاقياً وإنسانياً ويرفع له الشعب اللبناني التحية».

وتابع «قدّمنا لإيران خطة لحلّ أزمة الكهرباء وأبدت استعدادها للمساعدة لكن مسؤولين لبنانيين سابقين، رفضوا ذلك»، معتبراً أنّ «النكد السياسي الذي اعتمده مسؤولون سابقون حرم اللبنانيين من الكهرباء منذ عام 2006 حتى اليوم».

وأضاف «نحن قدّمنا عرضاً ومنعتموه وأتينا بأصدقائنا ورفضتم فأتونا بأصدقائكم وبعروضهم ولن نرفض، نحن نريد أن نأكل عنباً، أيّ أنّ نرى كهرباء ودواء وكلّ ما يحتاجه الشعب اللبناني».

واعتبر أنّ «من أكثر ما يثير السخرية القول إنّ إيران تريد أن تسيطر على لبنان وأن يصبح لديها نفوذ فيه»، مضيفاً «نحن لن نضغط على أحد وبكلّ هدوء أقول إنّ هناك دولة صديقة لديها تطوّر وجاهزة أن تساعدنا وكلنا في مركب واحد وفي حال انهيار الاقتصاد اللبناني يعني أننا كلنا سوف ننهار».

وعن مكافحة الفساد أكد السيد نصرالله «أننا أمام معركة حاسمة في مواجهة الفساد الإداري، ومعركة حزب الله في مواجهة الفساد الإداري بدأت، وقد قدّم النواب ملفات منها ما يتعلق بـ11 مليار دولار»، مؤكداً «أننا نريد أن نعرف أين ذهبت الـ11 مليار دولار من أموال الشعب اللبناني وسوف نتابع هذا الملف إلى الأخير».

وفي ما يتعلق بطلب استقراض 400 مليون دولار، قال» لا أحد يعرف إلى أين ستذهب هذه الأموال ولماذا يتمّ اقتراضها؟» مؤكداً «أننا نخوض معركة المال العام أيّ مال الشعب اللبناني وعلينا أن نمنع اللصوص والناهبين والفاسدين والطامعين، هذه المعركة ليست معركة حزب أو كتلة هذه المعركة هي معركة للدولة، نحن لا نريد أيّ سبق صحافي ولا أيّ مركز إنما نريد معرفة السارقين ومحاسبتهم، ومن يريد أن يتقدّم هذه المعركة سنكون معه».

وشدّد على أنّ الأولوية هي للملفات الكبيرة والمهمة المتعلقة بهدر مئات ملايين الدولارات، معتبراً أنّ هناك مليارات ستأتي عبر قروض وليس هبات ويجب معرفة أين ستصرف وكيف ستصرف لأنّ الشعب سيتحمّل تسديد هذه القروض».

وأوضح السيد نصرالله أنه يجب اللجوء إلى القانون الذي يمكن من خلاله سدّ أبواب الفساد والهدر، مؤكداً «أننا سنسخّر كلّ إمكانات حزب الله من أجل جمع المعلومات قبل التوجه إلى القضاء».

وتابع «نحن سنكمل جمع الملفات وفتحها ومن ثم نذهب إلى القضاء والدولة كلها يجب أن تتحمّل المسؤولية»، طالباً من القضاء أن يتحمّل المسؤولية وكذلك هناك دور للقوى الأمنية في جمع المعلومات.

وختم «ملف الفساد بحاجة إلى الشجاعة والثبات وتحمّل المسؤولية ونحن سنتحمّل المسؤولية كما قادتنا الشهداء».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى