قصيدتان..

لينا شكور

نصفُ قرنٍ من الحنين

زمنٌ ينعتق من ورقة تقويم

تتدلّى منها أرقامٌ غبية

لا أعنيها ولا تعنيني

أتركْ لي مِفتاحَ قلبي

كي أتبعَك

غريبةٌ أنا

تحمّلني اسمَك وإثمَك

غريبةٌ هاربة من صوتي

من موتي

مشروخةٌ كأسي

كيف أضيفُ ملعقة سلام

إلى أيامي

جسدي ركامُ ملح

ماذا تفعَلُ امرأةٌ وحيدة

بظلالِ أصابع

ونصفِ قرنٍ من الحنين

وخرابِ حضارات

شاركْني عزلتي

هنا البدايةُ والنهاية

هنا.. لا حربٌ

لا موتٌ

لا أوصياء

خرائطُ لا تُفضي إليّ

لا صوتَ تحتً قميصِ القصيدة

في هذهِ البلادِ البعيدة

تسقطُ اللآلئُ من حناجرِ الشعراء

تختنقُ بنشراتِ الأخبار

بأطفالٍ أصابتُهم تخمةُ الجوع

وضاعَ من طفولتهم

طريقُ الرجوع

مدنٌ تحترقُ تحتَ الجلد

مدنٌ منفيّة

اقتلعوا أشجارَها

فنزفتْ أبناءَها

رتّلني بصوتِك

كي أعلنَ بدايةَ الصلاة

فكلُّ آهٍ في وطني تُوجعني

أجوبُ عمري

أغنّي أغنيةً حزينة

كي أنسى وحوشَ الظلام

ولا أتعثّر بصوتِك

عملتُ فزاعةَ طيور

كيْ أحميَ قمحي

من فئران الحقول

توقٌ يئِنُّ داخلي

أقدامِي تقتلُني

يدايَ شجرةُ لوز

أتمزَّقُ بينً الأرضِ والسماء

أحتاجُ أن تقتلعَني

وكنتُ سمكةً وحكمةَ السمك

أنّه لا يستطيع منع الرؤية

من مهاجمة عينيه

الحكمةُ قيدٌ

أتقنتِ الموت

بلغاتٍ عدّة

بألوانٍ عدّة

خذْ مفتاحَك الصدئ

الآنَ أنا أتقنُ الحياة.

شاعرة سورية أصدرت ديوان «حرائق الظل».

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى