الصورة الفورية في دمشق أبهى بالمكان وبيد محترفة

بينما يلتقط أشخاص كثيرون بهواتفهم المحمولة صوراً تذكارية في الساحة المقابلة للجامع الأموي بدمشق ينادي أبو مجد فوريّة.. فوريّة معانقاً كاميراه القديمة في مشهد يشدّ الانتباه ويثير تساؤلاً «هل يجد هذا الرجل لمهنته منفذاً وسط كل هذا الازدحام التقني والتطور العصري».

تستوقف مناداة أبو مجد بعض المارة والزوار مستفسرين عن آلية التقاط الصورة وتكلفتها التي تتراوح بين 1000 و1500 ليرة حسب حجمها المطلوب ليختار بعضهم التقاط هذه الصورة مع خلفية تشير إلى معالم المكان، فيما يكتفي البعض الآخر بالمعلومات حول الكاميرا وطريقة ظهور الصورة الفورية ومواصفاتها، حيث يصل عدد الصور التي يلتقطها أبو مجد يومياً نحو خمس صور وأحياناً يمكن أن يصوّر فيلماً كاملاً.

لهذا النوع من العمل بالنسبة لـ أبو مجد أهمية وخصوصية، معرباً عن محبته لهذا العمل والحفاظ عليه رغم تسارع التطور التكنولوجي لعلاقته بالماضي وارتباطه بذاكرة المكان.

وأضاف أبو مجد: إن ظهور الهواتف النقالة المزودة بميزات تقنية عالية وخاصة في ما يتعلق بكاميراتها ودقة الصورة الملتقطة بها أثر على عمله، لكنه لم يلغه فهو ما زال يواظب على المجيء إلى هذه الساحة يومياً ليبدأ عمله من الساعة التاسعة صباحاً وحتى الخامسة مساء، مبيناً أنه العمل الذي يعتاش منه ويربي أبناءه الخمسة منذ أكثر من ثلاثين عاماً.

ويحدد أبو مجد كادر الصورة بتأنٍّ ويلتقطها بتركيز لتخرج من الكاميرا صورة بيضاء فيقدمها لأصحابها وهو يترقّب ردة فعلهم من صورة لا تحوي إلا البياض لتبدأ بالوضوح خلال دقيقتين وتتغيّر معها معالم وجوههم التي تبدي الرضا والسرور، معرباً عن سعادته في إدخال الدهشة والفرح لقلوب الناس.

ويختلف الإقبال على عمل أبو مجد باختلاف وجهات النظر من الفكرة. فهناك مَن لا يرى ضرورة لأخذ صورة فورية بوجود الموبايلات التي يمكنها التقاط الصورة وحفظها في ثوانٍ كعلاء سلوم الذي فضل التقاط صورة على طريقة السيلفي مع خطيبته، معتبراً التصوير الفوتوغرافي فكرة قديمة دخل عليها العديد من التحديثات المناسبة للعصر.

الشاب حسن عواقلة زائر من الأردن فضل التقاط صورة فورية بكاميرا العم أبو مجد، لافتاً إلى أنه يحب المناطق الدمشقية القديمة ويفضل التقاط الصور في أجوائها الجميلة وخاصة بالكاميرات القديمة التي تعتق المشهد ليظهر منسجماً مع المكان قائلاً: هذه الكاميرا رجعت الصورة تقريباً 20 عاماً للوراء.

كما فضل بسام اليوسف أخذ صورة فورية مع صديقه للاحتفاظ بها للذكرى معرباً عن إعجابه بألوانها مقارناً بينها وبين الصور الرقمية الحديثة مؤكداً أن الصورة الفورية تتمتع بلمسة أكثر حيوية وطبيعية.

محمد عسكر يعمل في المنطقة نفسها يلازم أبو مجد منذ سنوات، أكد أن التكنولوجيا والتطوّر لم يمنع الإقبال على الصور الفورية، لكنه يعتبر أن تصوير الموبايل أفضل من حيث التكلفة.

ولا تعترض صور السيلفي الرائجة الملتقطة بأحدث أجهزة الموبايل عمل صاحب الكاميرا الخبير والمعتق مثل صوره تماماً كما لا تسلب حداثة هذه المدينة السحر من حاراتها القديمة التي طالما أسرت القلوب والذاكرة. سانا

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى