أوّل غيث عودة الحرارة على خط بيروت ـ دمشق

يوسف الصايغ

بعد نيلها الثقة انطلق قطار «حكومة إلى العمل» بشكل رسمي، حيث تعقد عليها الآمال من أجل البدء بمعالجة الأزمات والملفات المتراكمة بعد فترة تصريف الأعمال التي أدّت إلى شلل الإدارات والوزارات ومختلف المرافق الحيوية، ما بات يتطلب خطة طارئة لإنقاذ ما تبقى، ومعالجة ما يمكن معالجته من أجل النهوض مجدّداً بالدولة ومؤسّساتها.

وفي خطوة لافتة يبدو أنّ أولى حكومات عهد الرئيس ميشال عون استهلّت عملها بنقلة نوعية في مقاربة الملفات الحساسة وبشكل خاص ملف النازحين السوريين، وفي هذا السياق جاء الإعلان عن زيارة وزير الدولة لشؤون النازحين صالح الغريب الى سورية، تلبية لدعوة رسميّة من وزير الإدارة المحلية والبيئة السوري المهندس حسين مخلوف.

مما لا شك فيه أنّ الزيارة التي تعتبر الأولى من نوعها للبحث في ملف النازحين بين بيروت ودمشق على المستوى الرسمي والوزاري بين الدولتين، بعدما كان التنسيق بهذا الخصوص يتمّ مع الجانب اللبناني عبر المدير العام للأمن اللواء عباس ابراهيم الذي قام بدور كبير وبذل جهوداً جبارة على هذا المستوى، والتي توّجت بإعادة مئات النازحين أسبوعياً، بعد إتمام إجراءاتهم القانونية مع الجانب السوري، ما ساهم في البدء بمعالجة هذا الملف الذي يحتاج الى الكثير من العمل والجهود.

أما الآن فقد بات واضحاً ومع تولي الوزير صالح الغريب الذي يمثل الوزير طلال أرسلان الذي تربطه علاقة تحالفية واستراتيجية مع سورية وقيادتها ممثلة بالرئيس بشار الأسد، أنّ القرار قد اتخذ بطيّ الصفحة السابقة في ما يتعلق بملف النازحين، وإطلاق ورشة عمل ووضع خطة مشتركة بين الجانبين اللبناني والسوري من أجل معالجة هذا الملف الإنساني بالدرجة الأولى، رغم أنّ بعض الجهات سابقاً أرادت توظيفه سياسياً ورفض التنسيق مع دمشق تحت حجج وذرائع واهية ونزولاً عند الرغبة الأميركية برفض التنسيق مع سورية واستعمال ورقة النازحين للضغط على دمشق سياسياً.

لكن المشهد اليوم بات مختلفاً تماماً، فالتنسيق مع سورية بملف النازحين بات أوّل خطوة في رحلة إنهاء معاناة مئات آلاف النازحين السوريين، مع الإشارة الى وجود فريق داخل الحكومة يرفض التنسيق مع سورية عموماً وفي ملف النازحين خصوصاً، لكن زيارة الوزير الغريب إلى دمشق تعتبر أوّل غيث إعادة الحرارة على خط بيروت دمشق، والتي ستشكل فاتحة عهد التنسيق اللبناني السوري ليس فقط على صعيد ملف النزوح، بل سيشمل مختلف الملفات المشتركة بين الدولتين…

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى