الانسحاب الأميركي في آذار

ـ لا يبدو أنّ الأميركي مضطر للمناورة في موعد تنفيذ انسحابه من سورية لاعتبارات أمنية وعسكرية فليس هناك بعد من أعلن المقاومة أو المواجهة مع الوجود الأميركي في سورية رغم توصيفه احتلالاً من جانب الدولة السورية وأيّ مفاجآت في المواعيد ستكون لاعتبارات سياسية مضمونها إرباك الخصوم كلما جرى تمديد مهلة البقاء والتلاعب بالحلفاء كلما تمّ اختزالها.

ـ تحدث الرئيس الأميركي بلسان الرئيس دونالد ترامب في البداية عن مهلة مئة يوم تنتهي في نهاية شهر آذار القادم ثم بدأ الحديث عن تمديد المهلة لستة شهور مرة واربعة شهور مرة أخرى وتمّ الحديث عن جدولة لا تلتزم بمهلة معينة.

ـ كان واضحاً أنّ الحديث عن تمديد المهلة عائد لمحاولة امتصاص احتجاجات الحلفاء وارتباكهم بكيفية التعامل مع مرحلة ما بعد الانسحاب لكن الواضح أنّ كلّ تمديد لن يحلّ المشاكل التي لم يتمّ حلها منذ سنوات وخصوصاً التجاذب التركي الكردي حول من سيمسك بالمناطق التي ينسحب منها الأميركيون.

ـ المسؤولون العراقيون المعنيون بالحدود السورية العراقية وباستقبال جزء من القوات الأميركية التي ستنسحب من سورية ينقلون عن المسؤولين الأميركيين رسمياً موعداً للانسحاب في نهاية شهر آذار وهو ما يفسّر العجلة في إنهاء الجيب الأخير لداعش.

ـ يبدو الأميركيون راغبين برؤية تصادم كردي تركي على الحدود الشمالية لسورية ورؤية ارتباك في محور أستانة في معالجة خلاف تركي سوري حول من يتولى ملء الفراغ في شرق سورية.

ـ جهوزية الجيش السوري للقيام بمسؤولياته السيادية فرضت على الحليفين الروسي والإيراني وضع تركيا أمام تحديات القبول باتفاق أضنة مع سورية إطاراً للأمن الحدودي منعاً لنجاح واشنطن بجعل الفوصى بديلاً وحيداً لوجودهم حيث لا رابح بل مجموع خاسرين…

التعليق السياسي

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى