العالم العربي وقائع متداخلة في عالم مختلف

بلال رفعت شرارة

عام 2019 هو عام ليوناردو دافينتشي في إيطاليا إذ يصادف مرور الذكرى الخمسماية على وفاة هذه العبقرية، وتقام بالمناسبة احتفالات تشمل معارض فنية وبلاستيكية وعروض مسرحية وأفلام سينمائية في أبرز المدن الإيطالية والأوروبية. يجري كلّ ذلك في الجوار الأوروبي للعرب في الدولة المشاطئة على البحر المتوسط لدولٍ عربية عديدة يشهد بعضها استمرار الحروب الصغيرة وتآكل مواردها، فيما يشهد عموم الشرق الأوسط المسلم كما العربي عمليات إرهابية يسهّلها الجوار أو…

الجديد طلب الرئيس السوري بشار الأسد إلى المسلحين في المعارضة تسليم سلاحهم وأمرهم إلى الدولة السورية، وتوجيهه رسائل في كلمته الى تركيا والعالم ووقوع تفجيرات في إدلب ربما قتلت الجولاني فيما تتواصل الحرب ضدّ داعش في الأمتار أو المربع الأخير من بلدة الباغوز شمال شرق سورية ويترافق ذلك مع سؤال تحمل الجواب عليه الأيام المقبلة وهو: هل تضحّي واشطن بمنظة قسد لصالح علاقتها بتركيا؟ فيما تعلن قسد قوات سورية الديموقراطية تمسّكها باستسلام تنظيم داعش، هذا واحتلت داعش ومستقبلها محادثات الجنرال جوزيف فوتيل قائد القيادة المركزية في العراق وسط تلويح الرئيس ترامب بعودتها – داعش – خلال ستة أشهر، ويطلب الى الأوروبيين استيعاب دواعشهم وقد طلب فيه حلفاء أميركا ببقاء قواتها شرق سورية فيما جدّد أردوغان مطالبة واشنطن بإخراج الوحدات من منبج، واستمرت روسيا تضغط باتجاه عملية حتمية شمال غرب سورية.

ولبنانياً… رغم منح الحكومة الثقة في مجلس النواب فإنّ حديث بعض الصالونات يشير إلى طلب واشنطن من فرنسا صيانة الوضع الحكومي التي سبقها الى أعمالها زيادة تقنين الكهرباء رغم الإيحاءات ذات الطابع الاقتصادي.

وفلسطينياً لا تزال التوترات محتدمة بين فتح وحماس فيما الاستثمار «الإسرائيلي» على الوقائع الفلسطينية بلغ حدّ إغلاق المسجد الأقصى.

ويمنياً تمّ تثبيت اتفاق الحديدة ومنه خروج القوات المنتشره في مينائها.

وإقليمياً برز الوضع المتصاعد بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية وباكستان حيث اتهمت الأولى المخابرات الباكستانية بتدبير الهجمات على مواقع وحافلات الحرس الثوري، وأطلق قائد الحرس الثوري الإيراني جملة تهديدات من خلف تصريح الرئيس حسن الروحاني الذي هدّد فيه بالانتقام لأرواح الشهداء، في وقت سبقت الهجوم الإرهابي بيوم زيارة ولي العهد السعودي للعاصمة الباكستانية إسلام اباد وتوقيعه اتفاقيات اقتصادية تبلغ قيمتها نحو 20 مليار دولار وبيان سعودي – باكستاني مشترك يتجنّب الإشارة إلى الجوار الإيراني، إلا أنّ المحللين يطرحون أسئلة سياسية إقليمية حول أبعاد جولة ولي العهد السعودي وانعكاساتها على الصراع السعودي الإيراني خصوصاً بعد إفشال إيران لمخطط حرب مذهبية ضدّها كان يمكن ان تقودها تركيا ضدّها وبناء وصنع تفاهمات معها، وكذلك إفشال مخطط تطويقها عبر العراق وصولاً هذا الأسبوع الى محاولة استخدام الباكستان في إنشاء توترات حدودية معها والتخطيط لشنّ حرب قبلية ضدّها.

في المغرب العربي تبدو الخارطة السياسية أكثر تعقيداً انطلاقاً من معاودة الرئيس بوتفليقة في الجزائر ترشيح نفسه للرئاسة للمرة الخامسة واستباق حملته الانتخابية بالترويج لإنجازات حكمه، ومهاجمة رئيس الحكومة المغربية لما وصفه بـ اللوبي الفرنسي في المغرب وفي ليبيا، وبينما أعلن المشير حفتر استئناف الرحلات في الجنوب الليبي تزامناً مع اجتماعه بالمبعوث الدولي غسان سلامة أفرجت سلطات طرابلس الغرب عن أحد رموز عهد القذافي البائد مسؤول المخابرات الخارجية أبو زيد عمر دورده وتركه يغادر البلاد الى تونس.

الوقائع الشرق أوسطية ملتبسة ومتداخلة والحروب والتوترات لا تنتهي إلا لتعاود الاشتعال، فمتى ترانا سنحتفل بمرور خمسماية أو ألف سنة على عبقري من بلادنا التي تستعدّ لموسم جديد يزهر خلاله اللوز ويفوح البيلسان…؟

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى