الناشف: نخوض معركة الإصلاح في لبنان بوجه النظام الطائفي ولقيام الدولة المدنية الديمقراطية العادلة حردان: دورنا أساسي لتحصين الوحدة وحماية السلم الأهلي ولن نقف متفرّجين حيال ما يتعرّض له لبنان من أزمات ومشاكل

عقد رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي حنا الناشف اجتماعاً إدارياً لهيئات المنفذيات في لبنان بحضور رئيس المجلس الأعلى النائب أسعد حردان، نائب رئيس الحزب وائل الحسنية، ناموس مجلس العمُد نزيه روحانا، عميد الداخلية د. معتز رعدية وعدد من أعضاء مجلس العمُد. وقد خصّص لبحث الوضع الإداري في المنفذيات، والتحضيرات لانتخاب أعضاء المجلس القومي.

الناشف

استهلّ الاجتماع بكلمة لرئيس الحزب حنا الناشف تطرّق فيها الى الأخطار والتحديات التي تواجه أمتنا، داعياً المنفذين العامين وهيئات المنفذيات الى تزخيم العمل الحزبي على كلّ المستويات وبذل جهود مضاعفة في التصدّي للأخطار وآفات الطائفية والمذهبية والفساد، مشدّداً على خوض معركة الإصلاح في لبنان بوجه النظام الطائفي ولقيام الدولة المدنية الديمقراطية العادلة.

وقال رئيس الحزب: صحيح أنّ الحكومات التي تشكلت بعد اتفاق الطائف قامت على المحاصصة الطائفية، غير أنّ الحزب القومي بمشاركته فيها أضفى عليها صفة حكومات الوحدة الوطنية. أما اليوم، فنحن أمام حكومة لا تمتّ بصلة إلى الوحدة الوطنية، بل هي حكومة مساكنة طائفية ومذهبية، وهذا النوع من الحكومات يعطل البلد بالتناقضات والخلافات وعدم الإنتاجية.

ولفت الناشف إلى أنّ جهودنا في لبنان يجب أن تنصبّ على تحصين الوحدة الاجتماعية، والوقوف مع مطالب الناس المحقة، ورفع الصوت من أجل إيجاد الحلول الناجعة للأزمات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية، ولمواجهة سياسات الإفقار والتجويع، والمطالبة بتحقيق العدالة الاجتماعية.

وتابع قائلاً: بكلّ أسف، هذا النوع من الحكومات لا ينتج حلولاً للأزمات المعيشية والاقتصادية والاجتماعية والبيئية، والاستدانة إنْ لم تقترن بالنهوض الاقتصادي ستشكل عبئاً ثقيلاً على لبنان، في حين أنّ الحلّ يكمن في محاربة الهدر والفساد، ولا نرى نذراً لوقف الهدر ومكافحة الفساد في ظلّ نظام المحاصصة الطائفية والمذهبية، وطالما أنّ النظام الطائفي في لبنان يساوي الفساد.

واستعرض الناشف لأوضاع الأمة، مشيراً إلى أنّ المسألة الفلسطينية تواجه أخطر مراحلها، حيث مخططات الاستيطان والتهويد مستمرّة، وعمليات التطبيع بين بعض الأنظمة العربية وبين العدو الصهيوني وصلت إلى حدّ الاتفاق غير المعلن على تصفية المسألة الفلسطينية من خلال صفقة القرن التي ترعاها الولايات المتحدة الأميركية، ولذلك، نحن معنيون إلى جانب أبناء شعبنا في فلسطين وقواه الحية بمواجهة هذا الخطر الذي يستهدف تصفية حقنا ووجودنا.

وتطرّق الناشف الى ما واجهته سورية خلال السنوات الثمانية الماضية من إرهاب وتدمير، وأكد أنّ الدول التي اشتركت في الحرب الإرهابية على سورية فشلت في تحقيق أهدافها، وبالتالي، ما لم تحققه الدول الراعية للإرهاب وخصوصاً تركيا من خلال الحرب، لن تحققه من خلال التهديدات وفرض ما تسمّيه مناطق آمنة. فسورية مصمّمة على بسط السيطرة على كلّ المناطق السورية من دون استثناء.

وختم قائلاً إنّ حزبنا خاض إلى جانب الجيش السوري معركة دحر الإرهاب وإفشال مخططات رعاة الإرهاب ونحن مستمرون في موقع الدفاع عن أرضنا وشعبنا مهما بلغت التضحيات.

حردان

وفي الموضوع السياسي، تحدّث رئيس المجلس الأعلى في الحزب النائب أسعد حردان، فأكد أنّ عدم تمثيل الحزب القومي في الحكومة لا ينتقص، لا من دوره ولا من حضوره، بل يجعل من الحكومة معدمة التمثيل الوطني، وكلّ كلام عن أنّ هذه الحكومة، حكومة وحدة وطنية، كلام إنشائي لا يُصرف على أرض الواقع، فهذه حكومة الطوائف والمذاهب والملل، وبالتالي ليست قادرة على اجترح الحلول، لأنّ القواعد التي تشكلت على أساسها، هي المحاصصة الطائفية، وهذا لا يحقق مصلحة وطنية، ولا يحقق أمناً اجتماعياً واقتصادياً وبيئياً.

دور «القومي» أساسي ومحوري

وقال: للحزب القومي دور أساسي ومحوري لتحصين الوحدة وتحقيق الأمن الاجتماعي وحماية السلم الأهلي في لبنان، وهذا الدور يرسمه بناء على نهجه الثابت وخياراته الواضحة، ولذلك لن نقف متفرّجين حيال ما يتعرّض له البلد من أزمات ومشاكل عديدة تثقل كاهل الناس، خصوصاً مشكلات التلوّث التي تهدّد المواطنين في حياتهم من جراء أمراض السرطان التي وصلت إلى معدّلات كبيرة. هذه أمور لا يُسكت عنها.

الأمن الاجتماعي ليس محصّناً

أضاف: وظيفة الدول تحقيق الأمن الاجتماعي لمواطنيها، وهذا دور الحكومات، لكن للأسف لم يحصل أن اجتمعت لجنة وزارية في لبنان وعالجت بجدية وحسم مشكلة واحدة، علماً أنّ المشكلات كثيرة، في مجالات الإنماء والاقتصاد والصحة والتعليم والبيئة وغيرها الكثير.

وتابع: الأمن الاجتماعي في لبنان ليس محصّناً، ففي التربية والتعليم، هناك أزمة حقيقية، نتيجة الأقساط المرتفعة في المدارس الخاصة، يقابل ذلك إهمال يطال المدرسة الرسمية، وهذا بسبب عدم وجود سياسة تربوية تضع في أولوياتها تعزيز التعليم الرسمي وتطويره.

تلوّث الليطاني والمطامر

وكما الواقع التعليمي، فإنّ الواقع البيئي كارثي، فالتلوّث الحاصل في نهر الليطاني حدّث ولا حرج، حيث هناك مئات القرى يتعرّض أهلها لأمراض السرطان، والمطلوب خطوات عملية لمعالجة هذه الكارثة. وغيرها من الكوارث البيئية، وإننا نسأل عن مطمر الكوستا برافا عند مدخل بيروت وبمحاذاة المطار الدولي، وما يسبّبه من أمراض ومن روائح كريهة تزكم أنوف الزائرين… وكذلك جبال النفايات في الكرنتينا والدورة التي تقتل الحياة فيها وفي المناطق المجاورة.

واقع الاستشفاء

أما في الصحة والاستشفاء، فإنّ أعداداً كبيرة من المرضى تلفظ أنفاسها أمام المستشفيات، لأنها لا تستطيع تأمين بدل الاستشفاء سلفاً، حتى في الحالات الحرجة، عدا عن إذلال المواطنين غير القادرين، وهذه طامة كبرى. وإذ نشكر معالي وزير الصحة الجديد د. جميل جبق على مسارعته للتعامل مع قضية مستشفى الفنار التي طفت على السطح مؤخراً، فإننا نشدّد على ضرورة أن تكون هناك إجراءات على أكثر من صعيد، فمستشفى الفنار هي نموذج لواقع مزر على هذا الصعيد.

التوازنات الطائفية لا تشمل الفئات الثانية وما بعدها

وبما خصّ التوظيفات، فإنّ ربط توظيف الناجحين في مجلس الخدمة المدنية، بالتوازنات الطائفية والمذهبية، هو مخالفة للدستور، فالفئات الثانية والثالثة وما بعدها غير مشمولة بالتوازنات، وهذا ما يحتم الوقوف إلى جانب حقوق الناجحين في مجلس الخدمة المدنية لنيل حقهم المشروع في التوظيف، وهذا هو السياق الطبيعي لتطبيق الدستور.

وأشار حردان إلى أنّ الحزب إضافة إلى حمل قضايا الناس، حازم في موقفه لجهة التمسك بمشروع الدولة، لأنه عندما تكون الدولة قوية تكون هناك مؤسسات فاعلة، أما حين تكون الطوائف والمذاهب أقوى من الدولة، فهذا يؤدّي الى الانهيار.

لا نمارس كيدية سياسية

أضاف: نحن حريصون على الوحدة الوطنية، ولا نمارس كيدية سياسية، والثقة المشروطة مئة يوم التي أعطيناها للحكومة، لنؤكد أنّ دور الحزب القومي ليس مقروناً بوجود وزير لنا في الحكومة، بل هو دور أساسي في طبيعة نضالنا القومي ودفاعنا عن مصالح الناس ومصلحة البلد.

قانون جديد للانتخابات

وعليه، تنتظرنا في لبنان مهمات كبيرة لتحقيق الإصلاح المنشود، وفي طليعة المهمات، تشكيل جبهة سياسية مع كلّ من يشاركنا الهدف بإقامة الدولة المدنية الديمقراطية العادلة والقادرة والقوية، من أجل إقرار قانون جديد للانتخابات النيابية يقوم على أساس لبنان دائرة واحدة واعتماد النسبية ومن خارج القيد الطائفي، لأنّ النسبية المعتمَدة في القانون الحالي، لا قيمة لها، لأنها طبّقت وفق دوائر طائفية ومذهبية. كما أنّ القانون الحالي تشوبه ثغرات كبيرة وخطيرة، ومنها ما يتعلق بصيغة تمثيل المغتربين. ونحن لن ندّخر وسعاً من أجل الوصول الى مجلس نيابي غير طائفي، وانْ تطلب هذا الأمر مساهمة فاعلة لقيام مجلس شيوخ يطمئن الطوائف والمذاهب، لأنّ هذا ما نصّ عليه الدستور، ونحن مع تطبيق الدستور.

العلاقة المميّزة مع سورية وعودة النازحين والدستور

وعليه فإنّ دور الحزب هو حمل هموم الناس ومطالبها، والضغط على الحكومة لتطبيق الدستور من خلال تعزيز العلاقات المميّزة مع سورية والعمل الجدّي لإعادة النازحين، ولتحقيق الإصلاح السياسي والأمن الاجتماعي وإيجاد الحلول للمشكلات والأزمات.

واعتبر حردان أنّ الحرب على سورية لم تنته بعد، ولكن سورية دخلت المرحلة الأخيرة في مسار دحر الإرهاب وبسط السيادة على كلّ أرضها. وهذه أصعب مرحلة بالمعنيين العسكري والسياسي. فالدول التي خاضت الحرب ضدّ سورية تحاول أن تعوّض فشلها من خلال المسارات السياسية… وهذا تحدّ كبير، خصوصاً أنّ بعض المجتمع الدولي لا يزال يضغط للاستثمار في ملف النازحين، ويملي على الدول المضيفة وخصوصاً لبنان لإبقاء هذا الملف عالقاً لكي يضغط من خلاله على سورية.

وتابع: على الذين شجّعوا على النزوح وأتوا بالنازحين للاستثمار بهم أن يتوقفوا عن هذا النهج، وعلى الحكومة اللبنانية أن تتواصل مع الحكومة السورية بهذا الخصوص، وأن ترفض إملاءات بعض المجتمع الدولي وبعض المنظومة العربية.

وأكد حردان أنّ سورية لن تقبل دستوراً يسقط عليها بالباراشوت، فالسوريون ونحن من ضمنهم، هم أصحاب الحق في صياغة الدستور الذي يصون الكرامة والسيادة، ولذلك لن نسمح بتكرار نموذج دستور بول بريمر التفتيتي للعراق، أو محاولات لبننة سورية.

حماية عناصر قوة لبنان

وأشار حردان إلى أنّ المشروع الصهيوني خطر داهم على لبنان وكلّ بلادنا، والحكومة معنية بحماية عناصر قوة لبنان في مواجهة هذا الخطر، ولتحرير ما تبقى من أرض محتلة. وهذا عنوان من عناوين الدور المُناط بنا.

وختم حردان قائلاً: على أهمية دورنا في الميدان ضدّ الإرهاب والاحتلال، فإننا لن نتوانى عن خوض معركة الوعي لتحصين الوحدة، فثقافة مواجهة الاحتلال والإرهاب لا تقتصر على المواجهة الميدانية، بل تتطلب تعزيزاً للوحدة وتحصيناً للمجتمع، والقوميون الاجتماعيون مطالبون من شعبنا بهذا الدور وهذا الأداء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى