قصيدة

دارين حوماني

بماذا تُقاس المدن؟

بالسحب التي تتنشّق الدخان..

بعدد الطيور

بعدد الأشجار أم بعدد الأفكار..

الأرض تعبت من الشهداء

والشهداء لم يتعبوا..

من الجهة الأخرى يبتكر العالم ضدّه..

أحاول تأويل المكان

أيها المعنى الذي وضعت الحزن على وجهي

الجنة والجحيم

إيقاعات في الرأس

أفكار خارجة من حديقة الوهم

وأخواتها من كتب التاريخ

أشياء كان بوسع الله أن يتفاداها

حين خلق هذا العالم

لنموت بأقلّ عددٍ من الجثث

بأقلّ عددٍ من الأحزان..

بماذا تُقاس الجثث؟

وضعنا خريطة الأديان

وقلنا فلنسم الجثث بأسمائها

أوقفناها مددناها

وسمعنا زفير الشيطان

الشيطان يفوّض أبناءه

والمدن التي نكرت أديانها

وضعت أيديها على الزمن

واستدعت التاريخ والفضاء

والمكوّنات التي لا شقوق لها..

ونحن هنا نعلّق الجثث على الأشجار

من أجل قياس مقدار الشهادة..

باطن الأرض يلهث

أنا أسمعه جيداً

إنهم الموتى العابرون

على شفاههم كلام

لا في المكان ولا في الزمان

يطلبون الخبز

ويغتسلون

ويقبّلون بعضهم بعضاً

ويحزنون لأجلنا

نحن الذين نظنّ أننا أحياء..

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى