جبق يجول على مستشفيات الشمال و»نبيه بري الجامعي في النبطية»: رفع السقوف المالية ومعاقبة كلّ مستشفى تزهق أرواح المرضى على أبوابها

بعد جولته الشمالية، اتجه وزير الصحة العامة جميل جبق جنوباً أمس، حيث زار مستشفى «نبيه بري الجامعي» في النبطية متفقداً أحواله ومستطلعاً حاجاته الملحة واعداً برفع السقف المالي للمستشفى وبخطة مبدأية سيكون لها تأثير إيجابي على المنطقة ككلّ.

وقال الوزير جبق، في تصريح بعد الجولة: «على مدى عقود من الزمن عانت منطقة الجنوب من مآسٍ كثيرة»، مشيراً إلى أنّ «ما رأيته في المستشفى أدهشني، ولم أكن أتوقع رؤية هذه التقنيات في مستشفى خارج بيروت».

وأعلن جبق عن رفع السقف المالي لمستشفى نبيه بري الحكومي في النبطية، موضحاً أنه «لا يوجد نقص كبير في المعدات»، مؤكداً أنه «لدينا خطة مبدئية لها وسيكون لها تأثير إيجابي على المنطقة ككل».

وجدّد الوزير جبق قوله إنّ «كلّ مستشفى ترفض استقبال مريض سألجأ إلى إقفالها، وفي حال كانت حكومية سنتخذ إجراءً بحق المدير المسؤول فيها»، معلناً أنّ «1214 هو خط ساكن لتلقي كلّ شكاوى المواطنين في هذا الإطار».

وفي شأن مستشفى الفنار ـ المصيلح، أشار جبق إلى أنه سيعقد اجتماعاً مع مالكي المستشفى، معلناً أنّ جمعية خاصة ستأخذ على عاتقها تأهيل المستشفى وإعادة فتحه بعد ستة أشهر ليعود المرضى إليه بعد ذلك.

رعد

من جانبه، رأى رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد الذي كان في استقبال الوزير جبق أنّ «هذه الزيارة تأتي من ضمن خطة للوزارة ونأمل من خلالها أن نطور القطاع الصحي وهذا سيتحقق بفضل التعاون بين وزير الصحة ومجلس الوزراء ومجلس النواب».

قبيسي

وتمنى عضو كتلة التنمية والتحرير النائب هاني قبيسي بعد جولته مع وزير الصحة أن تبادر كلّ الحكومة تجاه المؤسسات الرسمية وترعاها، مؤكداً أنّ «هذه الزيارة هي دليل اهتمام بالقطاع الصحي الحكومي وهي بادرة مشكورة من الوزير ونرحب به في الجنوب».

جابر

كذلك رحب النائب ياسين جابر بجبق، وقال: «نحن سعداء بهذه المبادرة. الدولة وظفت ملايين الدولارات في المستشفيات الحكومية، وهي في حاجة الى استنهاضها والاهتمام بها لتكون نموذجية، ومستشفى الرئيس نبيه بري الحكومي في النبطية نموذج لما يمكن ان يكون عليه باقي المستشفيات الحكومية. هناك إقبال عليه ويجب رفع سقفه المالي، كما يجب ان يكون في كلّ منطقة مستشفى حكومياً يلبّي حاجات المواطنين، ونحن في لجنة المال والموازنة سنعزز وضع موازنة وزارة الصحة وموضوع السلسلة للعاملين في المستشفيات الحكومية».

بعد ذلك انتقل جبق إلى بلدة زوطر الغربية حيث التقى في منزل مختار البلدة سليمان حريبي أقرباءه، ونوّه بـ»هذه البلدة المقاومة»، واستطلع من ساحتها منطقة جنوب الليطاني والتقى الفاعليات واطلع على حاجاتهم، وزار بلدة دير الزهراني وجال في المركز الصحي للجمعية الخيرية في البلدة.

مستشفى عكار

وكان وزير الصحة جال السبت على المستشفيات الحكومية في منطقة الشمال للاطلاع على أوضاعها استهلها من عكار، حيث أعلن أنه لن يسمح لأيّ مستشفى برفض أيّ مريض وستتمّ إقالة أيّ مدير في حال حصلت أيّ حادثة وفاة على أبواب المستشفى لأسباب مالية.

وأعلن الوزير جبق رفع سقف الموازنة لمستشفى عكار إلى 7 مليار ليرة، مشيراً إلى أنّ عكار هي أولوية لوزارتنا نظراً لما يعانيه المرضى هناك.

ولفت إلى أنه سيبدأ العمل لفتح جناح خاص لأمراض القلب في مستشفى حلبا. وقال جبق: هناك نقص في التجهيزات في مستشفى حلبا وسنعالج الموضوع خلال 6 أشهر كحدّ أقصى.

كما أعلن أنه قرّر إلغاء السقف المالي لمستشفى عبدالله الراسي الحكومي كلياً.

القبة ـ طرابلس

ومن طرابلس، أعلن جبق رفع السقف المالي لمستشفى طرابلس الحكومي في القبة «إلى نحو عشرة مليارات بدلاً من سبعة مليارات، نظراً لجهوزية المستشفى والضائقة الاقتصادية التي يعاني منها معظم اللبنانيين والتي تسبّب الضغط من المرضى على المستشفى».

وكان جبق قد وصل إلى مستشفى القبة الحكومي بعد ظهر السبت، وكان في استقباله النائب سمير الجسر، ممثل النائب جان عبيد إيلي عبيد، النائبة السابقة التي أبطلت نيابتها ديما جمالي، رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور فواز حلاب والمدير ناصر عدرة، ممثل محافظ الشمال القاضي رمزي نهرا لقمان الكردي، رئيس اتحاد بلديات الفيحاء رئيس بلدية طرابلس أحمد قمر الدين، نقيب الأطباء في طرابلس والشمال الدكتور عمر عياش، أعضاء مجلس إدارة المستشفى والموظفون والممرضون وحشد من أبناء القبة ومخاتيرها.

استهلت الزيارة باجتماع تحدث فيه كلّ من حلاب وعدرة عن إمكانات المستشفى وتجهيزاته «وحاجته إلى رفع السقف المالي»، وسلم عدرة لجبق دراسة متكاملة عن التجهيزات المطلوبة ليتمكن المستشفى من القيام بواجباته على أكمل وجه.

وسلم أحد الموظفين طلباً للوزير باسم زملائه، شرح فيه، أنهم «يعانون في الحصول على مستحقاته المالية وأنّ الإجحاف والظلم لحق بهم وبزملائهم في كلّ المستشفيات الحكومة»، مطالباً بـ»ضرورة تصحيح الوضع بالسرعة اللازمة».

وبعد أن جال جبق والحضور في أقسام المستشفى ومركز التشخيص الشعاعي لمرضى السرطان وعلاجه بأحدث التقنيات، عقد مؤتمراً صحافياً، استهله بشكر أهل طرابلس على «حفاوة الاستقبال، ولا شكّ أنّ طرابلس عاصمة لبنان الثانية وليس غريباً عنها ذلك، وفيها أكبر كثافة سكانية في لبنان».

ونوّه بمجلس الإدارة في مستشفى طرابلس، «وهم يستحقون التنويه والشكر على الإنجازات التي قاموا بها، ونحن كوزارة صحة سنشدّ على أيديهم ونكمل طريق التنمية التي يشكرون عليها، لكي يصل المستشفى إلى أعلى المستويات المطلوبة في لبنان والعالم».

وعن السقف المالي وضرورة رفعه، أجاب جبق: «سأرفع السقف المالي، ورأيي أنّ أهل الشمال يستأهلون سقفاً مالياً أكثر من السقف الموجود حالياً».

ورداً على سؤال حول قدرة موازنة وزارة الصحة على تغطية هذه الزيادات في السقف المالي، قال: «اعتقد إذا أوقفنا الهدر في وزارة المالية يمكننا رفع السقوف المالية عدة مرات والمشكلة بالموضوع». ورداً على سؤال عن وضع مستشفى طرابلس، قال: «وجدته نموذجياً، ينقصه بعض الإمكانات والمعدات وإن شاء الله سنحققها له، وسيصل إلى أعلى نموذجية في سلم المستشفيات».

وعن طرد أطباء الطوارئ الذين لم يستقبلوا المرضى في حالات طارئة، قال: «من أول يوم دخلت فيه الوزارة اتخذت قراراً مهماً، أيّ مريض في حالة طوارئ والمستشفى لم تستقبله، سأفسخ عقد هذا المستشفى، وأنا مستعدّ أن أغطي أية حالة طارئة، ولا أقبل أن يأتي أيّ مريض لديه ذبحة قلبية أو طفل يعاني ويقال له: ما عنا محلّ فلّ لمستشفى آخر. هذا الأمر بالنسبة لنا كلنا كحكومة متحدة، حكومة وحدة وطنية، لن نقبل أن يحصل، وإنْ حصل لن يمرّ من دون عقاب».

وعن المستشفيات التي لا يمكنها استقبال مرضى في حالات معينة لعدم وجود تقنيات العلاج المناسب لديها، قال: «هذه مشكلة وقد وجدنا لها الحل المناسب، هناك رقم بالوزارة هو 1214، وعمل الطبيب الموجود على هذا الخط أن يؤمن المستشفى المناسب للمرض المطلوب علاجه بحسب وضع المريض وعمره، وفي حال لم يتم تأمين البديل يبقى المريض في طوارئ المستشفى الأول ويعالج، وهذا قرار اتخذ، لأنه حتى على الطريق وفي سيارات الإسعاف يمكن معالجة المريض وإجراء الإسعافات الأولية، لمدة ساعتين أو ثلاث، ليس هناك شيء في الطب من دون علاج وعادة الصور والفحوصات وغيرها لتحديد حالة المريض تحتاج ساعتين أو أكثر».

وعن مدى الزيادة في رفع السقف المالي لمستشفى طرابلس، قال: «لن أتحدث عن السقف المالي، اتفقت مع رئيس مجلس إدارة المستشفى الدكتور حلاب والمدير عدرة على سقف مالي إن شاء الله يتمّ تبليغهما به في وقت قريب، يكونان من خلاله على ارتياح تامّ، ونحن أيضاً، وأيّ حالة وفاة على أبواب المستشفيات بسبب تقاعس المستشفى سألغي العقد مع هذا المستشفى نهائياً بدون تدخلات سياسية لأنّ حق المواطن اللبناني أن يعيش حياة كريمة وليس إهانته على أبواب المستشفيات».

وختم جبق: «خطتنا هي تعافي المستشفيات الحكومية لنصل فيها إلى المثالية، ربما لن نتمكن من الوصول إليها مئة في المئة، لكن لو حققنا 60 أو 70 في المئة نكون قد حققنا إنجازاً، وبعد أن تتم تلبية متطلبات المستشفيات الحكومية وتجهيزها سأقوم مع فريق من مفتشي وزارة الصحة بالكشف على المعدات والتجهيزات التي قدمت».

أورانج ناسو

بعد ذلك، انتقل جبق والحضور الرسمي إلى مستشفى أورانج ناسو الحكومي في المئتين في طرابلس، حيث كان في استقباله رئيس مجلس الإدارة الدكتور أحمد مغربي، مدير المستشفى الدكتور خالد كمال الدين، نقيب المستشفيات الحكومية في الشمال أحمد طالب، رئيس مصلحة الصحة في الشمال جمال عبدو وأطباء وأفراد الهيئة التمريضية والعاملين في المستشفى.

بداية، ألقى مغربي كلمة لفت فيها إلى أن «هذا المستشفى هو المستشفى التخصصي الوحيد في لبنان، وذلك عائد إلى تاريخه ومراحل تطوره، أما بالنسبة إلينا، فهو قصة معاناة على مدى سنوات، وقد آن الأوان بالنسبة لنا لتسليم الأمانة لجيل جديد شاب يتابع استمراريتها وتقديم خدماتها على أحسن مستوى. وإن هذه الاستمرارية هي رهن في المرحلة القادمة بتأمين مواردها بما يتناسب مع ما تقدمه من خدمات صحية في قطاعات صعبة ومكلفة كما غسيل الكلى وإنعاش حديثي الولادة».

وأضاف: «وجودكم يا معالي الوزير هو أمل بتفهم أوضاعنا ومتطلباتنا لتأمين استمرارية هذه المؤسسة لتستطيع تقديم خدماتها على أحسن وجه في منطقة محرومة».

بدوره، عرض كمال الدين، من خلال شريط مصور، واقع المستشفى وكيف كان وكيف أصبح الآن.

ثم تحدث جبق، فأشاد بـ»الإنجاز الذي حققه المستشفى»، وقال: «دائماً يقولون إنّ المعدات هي التي تصنع المؤسسة، هذا الكلام غير صحيح، فالمؤسسة هي الإدارة واشخاص يعملون ليصنعوا مؤسسات، والمؤسسات لا تبنى لوحدها إذا لم يكن هناك مدير جيد أو رئيس مجلس إدارة جيد، هذه الأشياء لاحظناها في العديد من المستشفيات الموجودة في الشمال، وما لفت نظري أشياء كثيرة على الصعيد الفردي بمستشفيات الشمال، منها حلبا والمنية وطرابلس الحكومي، والآن اورانج ناسو. حقيقة الله يعطيكم العافية على الإنجاز الذي حققتموه، لاشك أنكم مغبونون كثيراً خاصة بالسقف المالي، فقد تفاجأت بقيمته عندكم، مع العلم أنّ مركز غسيل الكلى الموجود لديكم يستقطب أعداداً هائلة من الناس، ويمكنني أن أقول أنه يستطيع أن يستوعب منطقة الشمال كلها لوحده ونستغني عن أي مركز ثان إذا ركزنا قليلاً على هذا المركز، هذا وعدي لكم».

وختم: «كل الأمور التي طرحتموها سوف نحققها ضمن إمكاناتنا، وسنبدأ أولاً بتحسين السقف المالي، لا تشغلوا بالكم، من الممكن أن لا أصل إلى الخمسة مليارات، ولكن ستعملون بارتياح، على الأقل سأفصل لكم قسم غسيل الكلى عن الاستشفاء حتى تعملوا على راحتكم».

وفد فلسطيني

وكان جبق التقى في مكتبه في الوزارة، وفداً من تحالف القوى الفلسطينية، هنأه على توليه منصب وزير الصحة وجرى الحديث عن الأوضاع الطبية والخدمات التي تقدمها وزارة الصحة للفلسطينيين في ما يتعلق بالأمراض المستعصية مثل القلب المفتوح وغسل الكلى والسرطان.

وتحدث عن وضع آلية حل تسهل على المرضى مسألة العلاج وأبدى كل الالتزام والتعاون في تبني مسألة أدوية السرطان الباهظة الثمن التي لا تغطيها الأونروا للفلسطينيين بشكل كامل.

وقال جبق إنّ «الوزارة ستقوم بعمل آلية حل تأتي بالدواء دون وكلاء وسماسرة تقوم بجلب الدواء من خلال دول دون أن تصل بشكل مباشر إلى لبنان، ما يجعل سعر الدواء أضعافاً عن سعره».

ووعد أن يصل هذا الحل بخفض نسبة 80 في المئة من سعر الدواء الحالي، كما أشار إلى أنّ من حق الأطباء ممارسة مهنتهم والتوظيف في المستشفيات اللبنانية، خصوصاً المتخرجين في لبنان عدا عن الذين استحصلوا على شهادات من الخارج فعليهم تعديلها في لبنان، وهذا القرار قائم حتى على اللبنانيين المتخرجين في خارج لبنان.

أضاف: «أما بالنسبة للتوظيف فانه من حقهم التوظيف بكافة المستشفيات اللبنانية وبالنسبة للعيادات، فحصراً في التجمعات الفلسطينية والمخيمات، وبالنسبة للممرضين الذين كانوا غير مصرح لهم العمل وفقاً لقرار الوزير السابق حاصباني فإنه جرى تعديل القرار الآن وبإمكان الممرضين ممارسة المهنة في المشافي اللبنانية».

وحضر من الوفد ممثل جبهة التحرير الفلسطينية وليد جمعة، مسؤول القيادة العامة أبو كفاح غازي، ممثل حركة حماس أحمد عبد الهادي، مسؤول حركة فتح الانتفاضة أبو هاني رميض، ممثل حركة الجهاد الإسلامي أبو علي شكيب، مسؤول جبهة النضال الشعبي الفلسطيني شهدي عطية، مسؤول قوات الصاعقة حسن غازي عطالله محمود.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى