دردشة صباحية
يكتبها الياس عشي
صباح الخير حضرةَ الزعيم
مع إطلالة الأول من آذار يتدافع القوميون في الوطن والاغتراب للاحتفال بذكرى ولادتك ، فتنعقد الندوات ، وتنتفض المنابر ، وتغص الصحف بالكلمات ، وترتفع الأيادي بزاوية قائمة تحية لسورية التي كانت ضائعة حتى جئت ، فأعدت للسوريين ذاكرتهم ، وحرضتهم ليكونوا أحراراً من أمة حرة حتى لا تكون حريات الأمم عاراً عليهم .
وماذا بعد ؟
ألم تأتِ ، يا حضرة الزعيم ، إلينا حاملاً مبادئَكَ ، ورؤيتك ، بغية الخروج من الرتابة ، والتقليد ؟ ألم تأخذ بيدنا لنكون واحداً في سبيل أمة واحدة ؟
بلى فعلت ذلك يا زعيمي ، فلمَ نحن غارقون في الإعادة والتكرار والطقوسية الجاهزة ؟
هل سيحمل لك القوميون في هذا الصباح ، في هذا الأول من آذار ، تحية صباحية واحدة نقية ، بعيدة عن المشابهة والتقليد ، تثلج صدرك المدمّى بجريمة تموز ؟
هل سنعود إليك رافعين الأيدي بالتحية ، ومعقودين الخناصر ؟
لا أدري !
والجواب عند الذين آمنوا بقضية تساوي وجودهم ، وأقسموا على ذلك .