داود: منصّة إنسانية ـ ثقافية يتلاقى عليها الطامحون إلى نعمة المعرفة

افتتحت الحركة الثقافية ـ انطلياس المهرجان اللبناني للكتاب للسنة 38، دورة «المعلم بطرس البستاني»، في القاعة الكبرى لدير مار الياس، برعاية رئيس الجمهورية العماد ميشال عون ممثلاً بوزير الثقافة محمد داود داود، وفي حضور النائب زياد حواط ممثلاً رئيس مجلس النواب نبيه بري، النائب نزيه نجم ممثلاً رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، المونسنيور روكز براك ممثلاً البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي وراعي أبرشية انطلياس المارونية المطران كميل زيدان، غابي جبرايل ممثلاً وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل، العقيد عبد الجواد محي الدين ممثلاً قائد الجيش العماد جوزف عون، العميد فارس حنا ممثلاً المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، العقيد مروان صافي ممثلاً المدير العام لامن الدولة اللواء طوني صليبا، العقيد إيلي الديك ممثلاً المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، وشخصيات.

وألقى داود كلمة الرعاية، فقال: «باعتزاز وشرف كبير، كلفني فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون بتمثيله في افتتاح مهرجانكم السنوي. مأثرة ثقافية وفصل معرفي حضاري، يتتالى بإيمان للسنة الثامنة والثلاثين».

أضاف: «هذه التظاهرة، فخورون نحن بها على المستوى الرسمي والشعبي، وهي إحدى سمات لبنان، وتشكل استمرارية لدورة النهوض الريادي في العالم العربي منذ مطبعة حروف جبيل ومطبعة قنوبين وثورة الحرف، حتى اليوم».

واعتبر أنّ «من فضائل المهرجان اللبناني للكتاب، أنه شكل ويشكل منصة إنسانية ـ ثقافية، يتلاقى عليها الكتاب والناشرون وجمهور القراء الطامحين الى نعمة المعرفة. ثم هي مناسبة وفاء لكبار أعطوا الفكر والآداب والفنون، في لبنان والعالم العربي، وهجاً حضارياً».

وقال: «هذه الاحتفالية التي وسمتموها بدورة المعلم بطرس البستاني، هي وردة إكبار وتقدير لأحد آباء النهضة العربية. هو القامة الموسوعية، صاحب «دائرة المعارف» ومعجم «محيط المحيط» ومؤسس صحائف: «نغير سوريا» و»الجنان والجنينة» ومترجم الكتاب المقدس. فضله كبير هذا المعلم».

وتابع: «ذاكرون إنشاءه المدرسة الوطنية في العام 1863 إثر تداعيات رواسب فتنة 1860، بالتعاون مع الشيخ يوسف الأسير ومتنوري تلك الحقبة، والتي جمعت طلاباً من كل لبنان وركزت مناهجها على الالفة والاتحاد والولاء للوطن. ولعل اكثر ما يستوقف في فكر هذا الموسوعي، دعوته إلى المساواة بين المرأة والرجل في خطابه الشهير 1849: خطاب في تعليم النساء».

وقال: «إذ نحتفل اليوم بالكاتب عبر الكتاب، فنحن في صميم ترويج المعرفة، التي بفضل وسائل التواصل صارت عابرة للحدود. إننا في قلب القرية المعولمة. ثم لا ننسى، أنّ اقتصاد اليوم، تحول من مجتمع زراعي، إلى اقتصاد المعرفة وظهور مصطلح رأس المال المعرفي القائم على الذكاء والمعلومة والبحث العلمي».

وقال: «لقد لعبت الثقافة دوراً راجحاً في تكوين نسيج المجتمع اللبناني ـ عبر العصورـ وتحولت مشروعاً حضارياً، طمح كتابنا النهضويون واللاحقون في ترجمته إلى دور ورسالة لبنان في محيطه والأبعد. هذا المشروع الثقافي اللبناني، نعتبره نموذجا لمنطقة الشرق العربي والأوسط، من حيث التلاقي الحضاري ـ الإنساني ـ المعرفي وقبول الآخر من خلال الحوار والتآخي. هذا المشروع عبرت عنه منظمة اليونسكو، عملياً، من خلال تبني استحداث المركز الدولي لعلوم الإنسان في جبيل عام 1970، عبر بيان أممي، اعتبر لبنان بصفته الجيوسياسية ـ الثقافية، جسر التقاء ثلاثي القارات: آسيا، إفريقيا، أوروبا، لحضارات الشرق بالغرب في مدينة مهد الأبجدية: جبيل».

أضاف: «يسعدني هذا المساء، أن ندفئ عقولنا بوهج الحرف وهدي المعرفة وانفتاح آفاق الثقافة، خروجاً من الشرانق وارتقاء ثرياً إلى رحاب الإنسانية».

وختم داود: «باسم فخامة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، الذي شرفني بتمثيله هذه العشية، كل التقدير للحركة الثقافية في نشر المعرفة. ونعاهدكم أن يظل لبنان الرسمي حاضن العطاءات الفكرية، والمحفز والداعم الأكيد لكل المبدعين. ويبقى الكتاب أيقونة المعرفة في عقولنا. تحية لأهل الحرف. عاش لبنان».

بعد ذلك قص داود شريط الافتتاح، وجال محاطاً بالحضور في أقسام المعرض الذي يستمر لغاية 17 الحالي يومياً من العاشرة صباحاً حتى التاسعة مساء.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى