موسكو تنتقد تقرير «حظر الأسلحة الكيميائية»: يبسّط استنتاجات لتبرير العدوان الغربي على سورية

اعتبرت وزارة الخارجية الروسية، أنّ تقرير منظمة «حظر الأسلحة الكيميائية» حول «استخدام السلاح الكيميائي» في مدينة دوما بغوطة دمشق الشرقية، قد خرج باستنتاجات مبسطة متعمّدة.

وجاء في تعليق نشرته الخارجية على موقعها في الإنترنت: «الاستنتاجات المبسطة التي خرج بها خبراء بعثة منظمة حظر الأسلحة الكيميائية المكلفة بالكشف عن ملابسات استخدام السلاح الكيميائي في سورية، توحي بأنّ الهدف الأساسي لها، قد يكمن في محاولة تبرير عدوان الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا على سورية في 14 أبريل 2018، في انتهاك صريح لميثاق الأمم المتحدة».

إلى ذلك، كشف المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول إفريقيا ميخائيل بوغدانوف بعض ما بحثه وزير الخارجية سيرغي لافروف مع ممثلي المعارضة السورية خلال لقائهم في الرياض أمس.

وقال بوغدانوف الذي حضر اللقاء ضمن الوفد الروسي، إنّ المعارضة السورية كانت حريصة على انتهاز فرصة وجود لافروف في الرياض لتنشيط الحوار مع الجانب الروسي حول سير عملية التسوية السورية.

وأضاف بوغدانوف أنّ المعارضة اتفقت على الأسماء في قائمتها من اللجنة الدستورية المنشودة، كما لا اعتراض لديها على الأسماء الواردة في قائمة الحكومة، وليس هناك خلاف سوى على نحو ستة مرشحين لشغل مقاعد في قائمة المجتمع المدني.

وقال بوغدانوف إنّ وزير الخارجية الروسي ردّ على ما أبداه المعارضون السوريون من حرص على مواصلة الحوار مع روسيا، بتوجيه دعوة لهم لزيارة موسكو «في أي وقت».

وأشار بوغدانوف إلى أنّ ممثلي المعارضة السورية يقرّون بأنّ أهداف روسيا في سورية تتلخص في صون وحدة أراضيها، و«ليس لديهم أي شك في ذلك».

وذكر بوغدانوف أنّ المحادثات مع المعارضة السورية تطرقت أيضاً إلى القضايا الإنسانية وعودة اللاجئين والنازحين، بما في ذلك من مخيم الركبان.

وكان لافروف التقى وفداً من الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة برئاسة رئيسها نصر الحريري في ختام زيارته إلى السعودية، وحثّ المعارضين السوريين على المساهمة في الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية.

يذكر أنّ وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف كان قد عبر عن أمل موسكو في أن تساهم المعارضة السورية في الإسراع في تشكيل اللجنة الدستورية.

جاء تصريح لافروف في مستهل اجتماع عقده في مطار الرياض مع رئيس الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة نصر الحريري.

وشدّد الوزير الروسي على أنّ بلاده «تأمل أن تؤيد المعارضة المسؤولة المجتمع الدولي في تقديمه مساعدة للسوريين ليس فقط من خلال المساعدات الإنسانية، ولكن أيضاً في تهيئة أبسط الظروف للحياة وإعطائهم الفرصة للعودة إلى ديارهم».

وفي سياق متصل، أعلن المتحدث الرئاسي الروسي دميتري بيسكوف أنّ الرئيس فلاديمير بوتين ورئيس الوزراء الصهيوني بنيامين نتنياهو بحثا في موسكو جملة من القضايا بينها سبل التعاون على الصعيد السوري.

وقال بيسكوف: «ما الصيغة التي سيتم التوصل إليها، وما هي الأطراف التي ستشارك فيها؟ من المبكر جداً التحدث حول هذا الأمر. هذه القضية ستخضع للبحث».

وكان الرئيس الروسي التقى رئيس الوزراء العدو بنيامين نتنياهو في موسكو مؤخراً وبحثا جملة من القضايا بما فيها الأزمة السورية.

ميدانياً، واصلت التنظيمات الإرهابية خروقاتها لاتفاق منطقة خفض التصعيد في إدلب عبر تكرار محاولاتها التسلل والاعتداء على النقاط العسكرية والقرى الآمنة في ريف حماة الشمالي بينما تكفلت وحدات الجيش السوري العاملة في حماة بالردّ المناسب موقعة في صفوف الإرهابيين قتلى ومصابين.

وذكر مصدر أنّ وحدات من الجيش نفذت ضربات صاروخية مكثفة على أوكار تنظيم «جبهة النصرة» والمجموعات الإرهابية المرتبطة به في أطراف بلدة التح وخان شيخون بريف إدلب الجنوبي رداً على محاولاتها الاعتداء والتسلل باتجاه المناطق المحررة.

وبين المصدر أنّ ضربات الجيش أسفرت عن تدمير أوكار وعتاد للإرهابيين وإيقاع العديد منهم قتلى ومصابين.

وفي ريف حماة الشمالي، أفاد مراسل «سانا» بأنّ وحدات من الجيش ومن خلال عمليات الرصد والكمائن المتقدمة رصدت تحركات لمجموعات إرهابية حاولت التسلل من أطراف بلدة مورك باتجاه النقاط العسكرية وتمّ التعامل معها بالوسائط النارية المناسبة ما أجبر الإرهابيين على الفرار بعد إيقاع إصابات مؤكدة في صفوفهم.

ودمرت وحدات من الجيش أمس سيارة تقل مجموعة إرهابية في بلدة اللطامنة وقضت على عدد من الإرهابيين وأصابت آخرين في محور تل سكيك وسكيك وبلدة لطمين ومدينة مورك بريف حماة الشمالي.

وفي السياق، كشفت وزارة الدفاع الروسية عن صور التقطتها الأقمار الاصطناعية تؤكد العثور على مقبرة جماعية قرب سياج مخيم الركبان وتوثق الظروف المأساوية للمهجرين السوريين في المخيم حيث تنتشر قوات احتلال أميركية تمنعهم من العودة إلى مناطقهم الآمنة.

وأوضحت الوزارة، في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني أمس، أنّ «صور الأقمار الاصطناعية الملتقطة قبل أيام رصدت الظروف المأساوية التي يعيش فيها محتجزو مخيم الركبان وأظهرت وجود مقبرة حديثة تحوي 300 قبر جديد في الطرف الجنوبي من المخيم».

وأشارت الوزارة إلى أنّ «معظم الأبنية في المخيم مؤقتة وغير مناسبة للعيش في فصل الشتاء ما يضطر بعض المهجرين للعيش تحت سقائف» لافتة إلى أنّ أوضاع المحتجزين» غير صحية حيث تقع أكوام من النفايات بجوار المساكن وتنعدم مخازن للمواد الغذائية ومراكز لتوزيع الأغذية ويحدث تبادل المواد الغذائية وغيرها من السلع في أسواق صغيرة بدائية يسيطر عليها المسلحون».

وشدّدت الوزارة في بيانها على أنّ «مخيم الركبان فقد منذ فترة طويلة وضعه كمركز إيواء وأصبح معتقلاً يحتجز بالقوة المدنيين رهائن» موضحة أنّ «المخيم محاط بجدار طيني وسياج يساعد الفصائل المسلحة الخاضعة لسيطرة الولايات المتحدة وعلى رأسها فصيل/مغاوير الثورة/في احتجاز الراغبين بالقوة وتطالبهم بدفع مبالغ باهظة بالدولار الأميركي مقابل الخروج من المخيم».

وجدّدت وزارة الدفاع الروسية تأكيدها «أنّ قيادة القوات الأميركية المتمركزة في منطقة التنف تعوق خروج اللاجئين وتضللهم بالقول إنّ مغادرة المخيم أمر مستحيل من خلال نشر شائعات بأنهم سيواجهون الدمار والتجنيد القسري والاضطهاد».

ومنعت الولايات المتحدة المهجرين السوريين القاطنين في مخيم الركبان بمنطقة التنف من الخروج إلى قراهم وبلداتهم المحررة من الارهاب عبر الممرّات الإنسانية التي تم افتتاحها لهذه الغاية في بلدتي جليب وجبل الغراب في الـ 19 من الشهر الفائت لمدة 3 أيام في حين نظمت في الأول من الشهر الجاري قوافل لإعادة المدنيين المحاصرين في المخيم طوعاً إلى أماكن اقامتهم الدائمة لكنّ قوات الاحتلال الأميركي ومرتزقتها الإرهابيين حالوا دون عودتهم واستمرت معاناتهم في ظل ظروف معيشية وصحية وسكنية قاسية.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى