رئيس الجمهورية: لبنان يواجه معارضة إسرائيلية لترسيم الحدود البحرية وانتهاك للسيادة

جال وكيل الامين العام للامم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكوروا على الرؤساء الثلاثة كما التقى وزيري الخارجية والمغتربين والدفاع الوطني وقيادة الجيش. وأكد خلالها على مواصلة العمل مع الحكومة وجميع الشركاء اللبنانيين.

في بعبدا

وبدأ المسؤول الأممي جولته من بعبدا حيث التقى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي نوّه بالتعاون الوثيق القائم بين الجيش اللبناني والقوات الدولية العاملة في الجنوب unifil الذي يساهم في تعزيز الامن والاستقرار في المنطقة الحدودية.

وابلغ الرئيس عون لاكوروا «ان لبنان لا يزال يواجه معارضة اسرائيلية لترسيم الحدود البحرية في المنطقة الاقتصادية الخالصة، على رغم الاقتراحات التي قدمت في هذا الاتجاه»، لافتاً «الى ضرورة وقف الانتهاكات الاسرائيلية للسيادة اللبنانية في البر والبحر والجو».

وكان لاكوروا ، الذي رافقه في الزيارة قائد اليونيفيل في لبنان الجنرال ستيفانو دل كول وممثل الامين العام للامم المتحدة في لبنان يان كوبيتش، قد جدد تأكيد الامم المتحدة «على اهمية التعاون مع الحكومة اللبنانية في مختلف المجالات لاسيما عمل اليونيفيل»، متمنيا «ان يتعزز هذا التعاون خصوصاً بعد تشكيل الحكومة الجديدة»، مقدراً الدور الذي يلعبه الجيش في اطار حفظ السلام على الحدود.

بعد الاجتماع، نقل لاكوروا عن رئيس الجمهورية، دعم لبنان لقوات اليونيفيل العاملة في الجنوب.

وقال: «تطرقنا أيضاً الى التعاون بين السلطات اللبنانية وقوات الامم المتحدة، وهي اساسية بالنسبة الينا خصوصاً أننا نتواجد في الجنوب اللبناني منذ عقود، ما ساهم في تهدئة الاوضاع رغم حصول بعض المشاكل التي نعالجها سوياً مع السلطات اللبنانية، ولهذا السبب نعلق اهمية على هذا التعاون الثابت مع الدولة اللبنانية والسلطات المحلية في الجنوب ومع السكان ايضاً، وهذا ما يسمح لنا باحترام وتنفيذ المهام المطلوبة منا وفق القرارات الدولية عبر حرية تحركنا والتعاطي مع الاحداث عند حصولها».

وتابع: «إن هذا التعاون وبالأخص مع الجيش اللبناني، أفضى الى ابقاء الوضع هادئاً في الجنوب على الرغم من وجود بعض القضايا العالقة. وعبرنا عن سرورنا بالاستمرار في هذا التعاون في ظل الحكومة الجديدة، ما يشكل فرصة لاعطاء دفع لمشاريع مهمة للبنان من خلال تعزيز انتشار الجيش في المناطق التي تعمل فيها اليونيفيل، والعمل بشكل تدريجي على تعزيز القدرات البحرية اللبنانية بما يسمح بتحقيق مرحلة انتقالية للمهام في هذا المجال بين اليونيفيل والجيش. ونحن نقدر ما سمعناه اليوم من تجديد لدعم لبنان لليونيفيل والامم المتحدة».

عين التينة

ثم زار لاكوروا والوفد المرافق رئيس مجلس النواب نبيه بري في عين التينة وجرى عرض للوضع في لبنان ودور قوات اليونيفيل في الجنوب.

وأكد الرئيس بري «العلاقات العائلية بين «اليونيفيل» وأهالي الجنوب، الا ان ما يقلقه هو موضوع التأخير في ترسيم الحدود البحرية» ، مشدداً على أهمية ودور الامم المتحدة في هذا المجال».

بدوره، أكد لاكوروا «ان قوات اليونيفيل والأمم المتحدة ستستمران بالعمل على ذلك وبهدوء».

السراي

وقال لاكوروا بعد لقائه رئيس مجلس الوزراء سعد الحريري، في السراي الحكومي: «أجرينا محادثات جيدة للغاية مع الرئيس الحريري حيث عبر عن دعمه ودعم حكومته «لليونيفيل». كما ناقشنا التعاون الحاصل بين السلطات اللبنانية وقوات الأمم المتحدة الموقتة في لبنان وأكدت أهمية هذا التعاون. إننا نعمل في الجزء الجنوبي من لبنان، ونحن نعرف سكان هذه المنطقة جيداً فنحن نتعامل معهم ومع السلطات المحلية والسلطات الوطنية في لبنان وقوى الأمن اللبنانية والقوات المسلحة منذ سنوات عدة».

اضاف: «هذا أمر أساسي للغاية بالنسبة لنا لأنه في حال لم يكن لدينا هذا التعاون، فإننا لن نتمكن من تنفيذ مهماتنا أو المساهمة في الحفاظ على هذا التعاون السلمي نسبياً. إن وجود حكومة جديدة اليوم في لبنان وإمكانية المضي قدماً في بعض المشاريع المهمة في ما يتعلق بتعزيز القوات المسلحة اللبنانية الموجودة في الجنوب، وتعزيز القدرة البحرية للقوات المسلحة اللبنانية، وإمكانية مواصلة النظر في زيادة عدد القوات اللبنانية في الجنوب، كل هذا مهم للغاية بالنسبة لنا لأننا نعمل مرة أخرى مع السلطات اللبنانية وقوات الأمن ونتطلع إلى القيام بالمزيد على هذا الصعيد. إن الأجواء جيدة والتنسيق جيد في ما بيننا وسنواصل العمل الجيد مع الحكومة وجميع الشركاء اللبنانيين».

وزارة الخارجية

ثم التقى وكيل الامين العام للامم المتحدة وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل في الوزارة.

بعد الاجتماع، قال لاكوروا : «نحن على تفاعل مع السكان في منطقة جنوب لبنان والسلطات المحلية ونحاول الحفاظ على الوضع الهادئ في منطقة عملنا وسنواصل دورنا الفاعل والداعم، ونودّ أن نستمر في هذا التعاون الجيد مع السلطات اللبنانية والذي شكل محور المحادثات التي نجريها ونتطلع الى مواصلتها بعد تشكيل الحكومة الجديدة، ما يشكل لنا فرصاً جديدة للمضي قدما في عدد من المسائل المهمة بما في ذلك كيفية تعزيز وجود الجيش اللبناني في مناطق عملنا وكيفية تعزيز إمكانيات قوى البحرية اللبنانية ونرغب ان يكون لنا دور داعم في هذا الإطار».

اليرزة

كما التقى لاكوروا والوفد المرافق وزير الدفاع الوطني الياس بو صعب.

وبحث الجانبان في الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة، ونوّها بأداء قوات اليونيفيل التي تساهم في الحفاظ على السلام والأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني، وأكد لاكوروا على دور وزير الدفاع الأساسي في العمل مع بعثة اليونيفيل.

وقد تطرق بو صعب إلى موضوع الخروقات الاسرائيلية، مستغرباً «عدم إيلاء المجتمع الدولي الأهمية اللازمة لهذه الخروقات التي يصل عددها إلى المئات شهرياً، فيما يتم شن حملة إعلامية واسعة ضد أي خرق مزعوم من لبنان تجاه إسرائيل».

وتطرق لاكوروا خلال اللقاء إلى «آلية تعزيز وجود الجيش اللبناني في الجنوب، وتم البحث في سبل تعزيز قدرات القوات البحرية اللبنانية لكي يصار إلى تقليص مهام مجموعة العمل البحرية التابعة للأمم المتحدة على نحو تدريجي». وقال: «تحدثنا أيضا عن كيفية مواصلة التعاون بيننا بصورة يومية للتصدي لأي طارئ على نحو سريع وفعال. وأود أن أشكر معاليه على اللقاء الناجح والمثمر، وأتوق إلى أن نواصل العمل معاً في المرحلة المقبلة».

وجدد بو صعب للوفد «تعزيز التعاون بين الجيش اللبناني ومنظمة الأمم المتحدة». وقال: «نكن كل الاحترام والتقدير للعمل الذي تقوم به بعثة اليونيفيل في الجنوب عموماً وعلى طول الحدود الجنوبية خصوصاً. تحدثنا عن انتهاكات اسرائيل للقرار 1701 الصادر عن الأمم المتحدة. وأبلغت السيد لاكوروا بعدد الانتهاكات الجوية والبحرية والبرية التي يتم تسجيلها شهريا. وأشرت إلى أن وزارة الخارجية اللبنانية ترفع دائما التقارير والشكاوى إلى مجلس الأمن لكي يتم اتخاذ الإجراءات المناسبة».

أضاف: «أود الإشارة إلى أن مسألة الحدود حساسة اليوم لأن الأطراف المعنية كافة تسعى إلى تحديد الشكل النهائي للحدود البحرية والوضع يتطلب المزيد من النقاش. إذاً، أود أن أشكركم مجددا على حضوركم وعلى دعمكم للجيش اللبناني وعلى التعاون القائم بيننا، ونتوق إلى تقوية هذه العلاقة في المستقبل القريب»».

كما زار لاكوروا قائد الجيش العماد جوزاف عون في مكتبه في اليرزة، وتناول البحث الأوضاع العامة في لبنان والمنطقة.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى