«عشق الصباح»

مطر يحاكي الروح في صباحات «آذار» أغلقت كتابك الذي سلّمتني إياه وأسلمت وجهي لنسمة بحرية وأنا أرقب غيمات ماطرات رائحات للشرق «أيها الشرق الذي تسكنني»..

حنيني كهذه الأنواء البحرية التي تتكسر على جرف صخري.. لا شيء إلا الموج ونوارس تعبرني لجهات بعيدة… تكبر الأحلام لتصبح حكايا.. «إذا أردت فتح بيت للمعرفة.. عليك أن تغلق باباً للجهل»؟! ها هو المطر يغسل وجوه المتعَبين، «أشعل الصمت المرّ».. الطوفان قادم.. يا صبر أيوب.. أيكون عقاب السماء للأرض بهذا القدر من الوجع؟! ليتفجّر كل هذا الركام من الزيف والقبح. الكثيرون يلزمهم زمن طويل كي يتبيّنوا حقيقة ما الذي يجري – قرأت في كتابك: الواثقون عقيدتهم ثابتة لا تتوه عن مسارات الضوء!!! فجأة انقلبت الأشياء وبات القبح معبراً عن الجمال. صار الوقت من رصاص ودم. بين لحظة وأخرى اشتعلت النار بكل الاتجاهات. كأننا نعيش في عالم مُثقل بالغدر؟! أمطرت السماء هذا الصباح والقهوة لم تزل في شرفة على كتف البحر، شفيف هذا الغيم المملوء بالمطر، تركت الطريق العامة وتوغّلت في مسار وعرّ يأخذني للبحر. وأنا أتساءل عن سر تلك السفوح المفروشة بالأقحوان، حائر بالذين تركوا أصواتهم معلقات على عتبات البيوت الطينية، تسحرني هذه الزرقة الأزليّة للبحر، أجيئه مع كل شروق وغروب الشمس… لا أمله، هنا الأرض تنبت «أضرحة وريحاناً»!!! ألقيت نظرة إلى تلك الشبابيك المغلقة على الأسى، وأنا أمرّ على حفافي حواكير الليمون، كنت كمن يُقلم دوالي الكروم في غير مواعيدها! أبحث عن أي كائن أريد أن أحكي. لم أعد قادراً على الصمت، وكانت هي: امرأة كحبّات القمح المقشورة ضحكتها كأول وهج الشمس في الصباح… كلانا يتشهّى الفرح في زمن بكائي غارق بالحزن»؟!

حسن ابراهيم الناصر

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى