دمشق: الاتحاد الأوروبي يستغل الشأن الإنساني لتعقيد الأزمة السورية.. وموسكو تكشف عن مسرحية كيميائية لـ «النصرة» و«الخوذ البيضاء»

أدانت سورية بشدّة تسييس الاتحاد الأوروبي المتعمد للشأن الإنساني ومحاولات استغلاله من خلال عقد مؤتمرات كمؤتمر بروكسل للاستمرار في ممارسة الضغوط عليها وتعقيد أزمتها وإطالة أمدها.

وقال مصدر رسمي في وزارة الخارجية والمغتربين في تصريح لـ»سانا»: «هذا السلوك من الاتحاد الأوروبي يؤكد شراكته ومسؤوليته الكاملة في الحرب الظالمة على سورية ومعاناة السوريين وخاصة من خلال العقوبات اللامشروعة أحادية الجانب التي تستهدف المواطن في حياته».

وتابع المصدر أن سورية تدين بشدة هذا التسييس المتعمّد والممنهج للشأن الإنساني ومحاولات استغلاله من خلال مثل هذه المؤتمرات للاستمرار في ممارسة الضغوط على سورية وتعقيد الأزمة وإطالة أمدها وتؤكد أن ما فشل أعداؤها في تحقيقه في الميدان لن يستطيعوا الحصول عليه في أي مكان، والشعب السوري الذي حقق قبل الحرب، مستويات متميزة من التنمية وبإمكانياته الذاتية ودحر الإرهاب قادر على إعادة إعمار ما دمره الإرهاب التكفيري وداعموه وبناء المستقبل الزاهر الذي يتطلع إليه السوريون في سورية الواحدة الموحّدة أرضاً وشعباً وبقرارها الوطني الحر المستقل وليس بقرارات أعداء سورية دعاة الديمقراطيات الزائفة والأنظمة الخانعة، والمساعدة الحقيقية لسورية تكمن في رفع أيديهم عنها وعدم التدخل في شؤونها الداخلية».

على صعيد آخر، أعلنت وزارة الخارجية الروسية أمس، أن موسكو تراقب الوضع في إدلب السورية عن كثب، مشيرة إلى أن مسلحي «هيئة تحرير الشام» وهي تنظيم «النصرة» سابقاً، يحضّرون هناك لهجوم كيميائي مفبرك.

وقالت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا: «نراقب الوضع في منطقة وقف التصعيد في إدلب عن كثب . الإرهابيون الناشطون هناك من «هيئة تحرير الشام» حلفاء «النصرة»، لا يتوقفون عن الاستفزازات ضد الجيش السوري، حيث تم تسجيل 460 حادثا منذ بداية العام، وبلغت حصيلة ضحايا هذه الاستفزازات 30 قتيلا و100 مصاب».

وأضافت: «ما يثير قلقنا هو المعلومات التي تصلنا حول تحضير مسلحي «هيئة تحرير الشام» بمساعدة من «الخوذ البيضاء» لمسرحية جديدة باستخدام أسلحة كيميائية، يلقون مسؤوليتها على القوات الحكومية».

كما انتقدت المتحدثة باسم الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا واشنطن على القصف العشوائي الذي يشنه تحالفها على قرية الباغوز في ريف دير الزور شرقي سورية.

وذكرت زاخاروفا، أن القصف الذي تعرّضت له البؤرة الأخيرة لداعش في وادي الفرات، أسفر عن وقوع عشرات الشهداء بين المدنيين.

وأضافت: «استأنفت التشكيلات الكردية المسلحة التابعة لـ»قسد» الهجوم على آخر معقل لداعش في قرية الباغوز، بدعم جوي من التحالف الدولي. وتفيد الأنباء بمقتل 50 مدنياً تقريباً هناك، وإصابة عشرات آخرين بجروح متفاوتة الخطورة».

وأشارت إلى أن معظم الضحايا والجرحى، هم من النساء والأطفال وأن التحالف شن قصفه الجوي تزامناً مع محاولة المدنيين الفرار من القرية المذكورة.

وأكدت أن القصف، يخلّف إلى جانب القتلى والجرحى، الدمار ونزوح المدنيين وأشارت إلى أن بيانات الأمم المتحدة تشير إلى نزوح أكثر من 65 ألف سوري إلى مخيم «الهول» القريب من الحسكة هرباً من قصف التحالف.

وكانت زاخاروفا أكدت تمسك روسيا بضرورة تسليم كافة المسلحين الأجانب الناشطين في سورية وذويهم للسلطات السورية في دمشق.

وأضافت زاخاروفا: «تجب الإشارة إلى وجود بعض الاختلاف في الآراء داخل المعسكر الغربي حول قضية المسلحين والإرهابيين الأجانب في سورية والعراق».

وأضافت: «انطلاقاً من تصريحات القيادة الأميركية، يبدو أن واشنطن بدأت الضغط على الدول الأوروبية لإجبارها على الاهتمام بمصير الجهاديين من مواطنيها، فيما الموقف الأصح من الناحية القانونية والذي يصرّ عليه الجانب الروسي، يكمن في ضرورة تسليم كل المسلحين والإرهابيين المتبقين في سورية لسلطات الشرعية في هذا البلد».

من جهة أخرى، أعلن نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي فيرشينين، أمس، ان اجتماع أستانا المقبل حول سورية من المقرر عقده مبدئياً في نيسان / أبريل على مستوى نواب الوزراء، مشيراً إلى أنه سيتم لاحقا الاتفاق على مواعيد محددة.

وقال فيرشينين: «حتى الآن وفق الخطط المبدئية من المقرر عقد الاجتماع الرفيع المستوى المقبل حول سورية في أستانا في نيسان/ أبريل، سنتفق على مواعيد محددة في وقت لاحق».

وشدّد فيرشينين على أن الاجتماع على «مستوى عالٍ ـ فهذا يعني على مستوى نواب الوزراء».

يذكر، أن روسيا وإيران وتركيا تتعاون بشأن التسوية السورية في إطار عملية أستانا، على اعتبارها الدول الضامنة لوقف إطلاق النار في سورية. وتعد أستانا منصة للمحادثات حول تسوية الأزمة السورية.

وتبحث تسوية الأزمة السورية في منصتي أستانا وجنيف، كما استضافت مدينة «سوتشي» الساحلية الروسية، يومي 29-30 كانون الثاني/يناير الماضي، مؤتمر الحوار الوطني السوري، تحت شعار «السلام للشعب السوري»، والذي أصبح الأول منذ بداية الأزمة بجمعه مجموعة واسعة من المشاركين على منصة تفاوض واحدة. واختتم المؤتمر بالاتفاق على تشكيل لجنة دستورية.

ميدانياً، أسقطت الوسائط النارية في الجيش السوري طائرة مسيرة محملة بالمتفجرات آتية من اتجاه مناطق المسلحين الصينيين التركستان في ريف اللاذقية الشمالي.

وذكر مصدر أن قوات الجيش السوري تمكنت من إسقاط طائرة مسيرة دون طيار أثناء قدومها من مناطق سيطرة المجموعات المسلحة المنتشرة في قطاعي اللاذقية الشمالي الشرقي وإدلب الجنوبي الغربي من المنطقة منزوعة السلاح.

وأوضح أن الطائرة مذخرة بقنابل شديدة الانفجار وتم إسقاطها فوق منطقة تلة أبو علي أقصى ريف اللاذقية الشمالي الشرقي المتاخم لريف إدلب الجنوبي الشرقي.

وقال مصدر عسكري سوري أن قوات الرصد والاستطلاع تمكنت من كشف الطائرة المسيرة أثناء محاولتها الاقتراب من مواقع الجيش على محور تلة أبو علي ، وتم التعامل معها عبر الرشاشات المضادة وإسقاطها ليتيبن أنها كانت مجهزة بعدد من القنابل شديدة الانفجار.

وكانت مصادر مطلعة كشفت مطلع ديسمبر/كانون الأول الماضي عن حصول تنظيم «جبهة النصرة» على 100 طائرة من دون طيار صغيرة الحجم عن طريق أحد التجار الأتراك، وتم نقلها من بلدة حارم الحدودية، إلى أحد مقار الهيئة في بلدة معرة مصرين.

وفي شهر أغسطس/آب الماضي، نقل التنظيم أيضاً 200 طائرة درون مسيرة من منطقة سرمدا في ريف إدلب إلى مقر يتبع لتنظيم «جبهة النصرة» في حي المهندسين بمدينة إدلب، حيث عمل على تعديل هذه الطائرات خبراء أتراك وشيشان، لإدخال تعديلات فنية وإلكترونية عليها، ودخلت هذه الطائرات إلى الأراضي السورية عبر الحدود المشتركة مع تركيا عن طريق أحد التجار، وتم نقلها بعد التعديل إلى منطقتي جسر الشغور وريف حماة الشمالي.

والأربعاء الماضي، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن القوات الجوية الروسية، وبالتنسيق مع الجانب التركي، قامت بشنّ غارة على مستودع أسلحة وذخيرة تابع لإرهابي «هيئة تحرير الشام»، الاسم الجديد للتنظيم الإرهابي «جبهة النصرة» المحظور في روسيا وعدد من الدول .

وجاء في بيان الوزارة: «الإرهابيون خططوا لاستخدام طائرات دون طيار بهجوم جوي على قاعدة حميميم الجوية الروسية».

وتسيطر على المنطقة الفاصلة بين ريفي إدلب الغربي واللاذقية الشمالي الشرقي مجموعات مسلحة من الصينيين الأيغور ممن ينضوون في صفوف الحزب الإسلامي التركستاني، إلى جانب ما يسمى الفرقة التركمانية الساحلية ، وكلاهما يدينان بالولاء للقومية التركية.

وفي السياق الميداني، وقع انفجاران عنيفان في مدينة الرقة السورية مساء الخميس استهدفا رتلا لتنظيم «قسد» مكوناً من خمس سيارات عسكرية وبينها شاحنة محملة بالذخيرة.

وبحسب مصدر في مدينة الرقة السورية سقط عدد من مسلحي تنظيم قوات سورية الديمقراطية «قسد» الموالي للاحتلال الأميركي، بين قتيل ومصاب خلال استهداف رتل لهم بتفجير عنيف بواسطة عبوة ناسفة، بالقرب من الملعب البلدي في مدينة الرقة.

وأضاف المصدر أن إحدى سيارات الرتل المستهدف المحملة بالذخيرة انفجرت بسبب اشتعال النيران ما تسبب بسقوط مزيد من الإصابات بين مسلحي التنظيم الذي ضرب طوقاً أمنياً حول مكان الانفجار ومنع المدنيين من الاقتراب.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى