المعلم لـ بيدرسون: الدستور شأن سياديّ يقرّره السوريون دون تدخل خارجي.. وبوغدانوف يكشف عن مشاورات مع دمشق حول المنطقة الآمنة

شدّد وزير الخارجية السوري وليد المعلم خلال لقائه أمس، المبعوث الأممي الخاص إلى سورية غير بيدرسون أن الدستور وكل ما يتصل به شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي.

وجرى خلال اللقاء استعراض عدد من المواضيع والأفكار ذات الصلة بالعملية السياسية بما في ذلك لجنة مناقشة الدستور، وفق وكالة الأنباء السورية.

وجدّد وزير الخارجية السوري للوفد الأممي التأكيد على استعداد دمشق للاستمرار بالتعاون مع المبعوث الخاص لإنجاح مهمته بتيسير الحوار السوري الداخلي بغية الوصول لحل سياسي يحقق مصلحة السوريين ويحافظ على سيادة البلاد واستقلالها ووحدتها ويؤدي إلى القضاء على الإرهاب وإنهاء الوجود الأجنبي غير المشروع على الأراضي السورية.

وشدد المعلم على أن العملية السياسية يجب أن تتم بقيادة وملكية سورية فقط وأن الشعب السوري هو صاحب الحق الحصري في تقرير مستقبل بلاده، مؤكداً أن الدستور وكل ما يتصل به هو شأن سيادي بحت يقرره السوريون أنفسهم دون أي تدخل خارجي، وذلك وفقاً للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن ذات الصلة بسورية.

بدوره، أكد بيدرسون التزام الأمم المتحدة الكامل بسيادة ووحدة سورية واستقلالها، مشدداً على أهمية أن تكون هذه العملية بقيادة وملكية سورية لضمان تحقيق النجاح المنشود، حسب ما نقلته وكالة «سانا».

إلى ذلك، أكد المبعوث الخاص للرئيس الروسي إلى الشرق الأوسط ودول أفريقيا نائب وزير الخارجية، ميخائيل بوغدانوف، أن المشاورات مع الحكومة السورية والأطراف المعنية بخصوص المنطقة الآمنة في شمال سورية ما زالت جارية.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحافي بالعاصمة السودانية الخرطوم، أمس.

ورداً على سؤال لمراسل «سبوتنيك»، بشأن إنشاء المنطقة الآمنة شمالي سورية، والطرح التركي حولها، قال بوغدانوف: «المشاورات مستمرة مع الحكومة السورية وكذلك مع الأطراف المعنية، التي تشارك في إطار أستانا، وبطبيعة الحال مع أنقرة، والاتصالات مستمرة معها على المستوى السياسي والعسكري والأمني».

ولفت بوغدانوف إلى أن هناك بطئاً في تنفيذ الاتقاقات، التي تم التوصل إليها سابقاً.

واستطرد: «لكن علينا أن نتحلى بالصبر كي نتخذ القرار بشكل مدروس، بغية تحقيق الأهداف في القضاء على الإرهاب وتنظيم «داعش» الإرهابي في سورية، وبخاصة في الشمال ولا سيما إدلب، شمال غربي البلاد.

وأردف بوغدانوف: «بالطبع من أجل إعادة بناء البنية التحتية وعودة اللاجئين والتسوية السياسية، والعلاقات، التي كانت موجودة بالمجتمع السوري»، لافتاً إلى أن الأوضاع باتت تتحسن في سورية بشكل ملحوظ رغم وجود بعض المشكلات التي تحتاج مزيداً من الجهد للتغلب عليها.

بدوره، أكد رئيس مجلس الشورى الإيراني في إيران علي لاريجاني أن المؤامرة الصهيوأميركية التي تعرّضت لها سورية على مدى السنوات الماضية كانت كبيرة ولكن مخططيها والقائمين عليها فشلوا وباؤوا بالهزيمة.

وأشار لاريجاني أمس، إلى أن «الهدف من هذه المؤامرة كان إيجاد مشكلة كبيرة للمنطقة والسماح لكيان الاحتلال الصهيوني بالسيطرة علي مقدراتها، ولكن هذا المخطط التآمري فشل واستطاعت سورية أن تقف على قدميها وتستعيد دورها من جديد».

وأضاف لاريجاني: أن «أميركا تشعر بالإحراج الآن لأن كل دول المنطقة لم تعد تثق بها»، موضحاً أن «المقاومة في فلسطين ولبنان والعراق تعززت أيضاً وبالتالي فإن مستقبل المنطقة هو المستقبل الذي ترسمه هذه المقاومة».

ولفت لاريجاني إلى أن الأميركيين كانوا يهدفون عبر خروجهم من اتفاقية خطة العمل المشترك الخاصة بالبرنامج النووي السلمي الإيراني محاصرة إيران ودورها، ولكن أميركا باتت الآن تواجه مشكلة على الصعيد العالمي بسبب عدم وفائها بتعهداتها.

ميدانياً، وجهت وحدات الجيش السوري العاملة في ريف حماة الشمالي ضربات مكثفة على تحركات وتجمعات المجموعات الإرهابية رداً على خروقاتها المتكررة لاتفاق منطقة خفض التصعيد.

وأفاد مصدر بأن وحدة من الجيش نفذت ضربات مدفعية على مواقع وتحصينات لتنظيم جبهة النصرة والمجموعات الإرهابية المرتبطة به في أطراف بلدة قلعة المضيق بريف السقيلبية الشمالي.

وأشار المراسل إلى أن الضربات المركزة أسفرت عن تكبيد الإرهابيين خسائر بالأفراد والعتاد وتدمير أوكار عدة وأسلحة وذخائر لهم.

وتصدّت وحدات من الجيش أول أمس لخروق المجموعات الإرهابية لاتفاق منطقة خفض التصعيد التي حاولت التسلل من قريتي الشريعة والتوينة للاعتداء على المناطق الآمنة المجاورة، كما دمرت عدداً من مدافع الهاون ومنصات إطلاق الصواريخ للإرهابيين في أطراف بلدة الجماسة وغرب بلدة كفرنبودة في ريف حماة الشمالي.

وفي السياق، استشهد 10 مدنيين جراء قصف طيران «التحالف الدولي» الذي تقوده واشنطن مخيم الباغوز بريف دير الزور الجنوبي الشرقي.

وذكرت مصادر أهلية أن طيران «التحالف الدولي» الذي شكلته الولايات المتحدة خارج مجلس الأمن الدولي قصف مخيم الباغوز ومحيطه ما أدى إلى استشهاد 10 مدنيين على الأقل بينهم أطفال ونساء من الهاربين من بطش إرهابيي تنظيم «داعش» في آخر جيب له في الريف الجنوبي الشرقي للمحافظة بالقرب من الحدود العراقية.

وأشارت المصادر إلى أن القصف المتواصل لطيران «التحالف» حول منطقة الباغوز إلى منطقة شبه مدمرة نتيجة كثافة غاراته وقوة المواد المتفجرة التي يرميها على المنطقة، ما أدى إلى اختفاء معالم الحياة النباتية ومعظم العمران ناهيك عن الأعداد المتزايدة للشهداء وخاصة الأطفال.

ويواصل طيران «تحالف واشنطن» قصفه مخيم الباغوز بذريعة محاربة تنظيم «داعش» ما يؤدي إلى وقوع شهداء وجرحى بين المدنيين وآخرها أمس، حيث قصفت طائراته المخيم ما تسبب بارتقاء شهداء وإصابة عدد من المدنيين معظمهم أطفال ونساء كما ارتكب «التحالف» المزعوم في الـ 11 من الشهر الحالي مجزرة استشهد فيها 50 مدنياً أغلبيتهم أطفال ونساء بقصف طال المخيم.

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى